تباينت ردود فعل الصحف المصرية الصادرة اليوم تجاه اطلاق مجموعات فلسطينية مقاومة صواريخ على قاعدة عسكرية اسرائيلية مما أدى الى إصابة 69 عسكريا بجروح فبينما أكدت احدى الصحف اليوم ان من اطلق الصواريخ اخطأ التوقيت قالت صحف اخرى ان الصواريخ اصابت هدفها الحقيقي وهو قوات الاحتلال ومنعت المؤيدين لاسرائيل من الترويج باستهداف الفلسطينيين للمدنيين. ورأت ان التصعيد العسكري الجديد بين إسرائيل والفلسطينيين ليس في مصلحة أي من الطرفين أمنيا وعسكريا وسياسيا فكل فعل سيتبعه رد فعل ربما كان أعنف منه بكثير وإذا كانت جماعة أو أفراد مسلحون لم يراعوا الأجواء السياسية ولم يتحسبوا جيدا للعواقب المترتبة علي إطلاق مثل هذا الصاروخ الذي سقط علي قاعدة عسكرية إسرائيلية يوم أمس فإنه لاذنب للمدنيين الأبرياء الذين يتعرضون للقتل أو الإصابة والتشريد إذا ردت إسرائيل بهجوم عسكري واسع النطاق. وقالت انه ربما يري البعض أن من حق اسرائيل الرد علي الهجوم الصاروخي الذي أصيب فيه69 عسكريا اسرائيليا ولكن يجب ألا ننسي الأسباب والدوافع التي جعلت الذين أطلقوه يطلقونه وفي مقدمتها استمرار احتلال أراضيهم وعمليات التنكيل التي يتعرض لها الفلسطينيون علي أيدي قوات الإحتلال والإغتيالات المستمرة لعناصر المقاومة وكوادرها ومايحيط بهم من مدنيين في أماكن الإغتيال وكذلك اعتقال الأبرياء ومصادرة الأراضي وإتلاف وتجريف المحاصيل وبناء الجدار العازل الذي يحول بين الفلسطيني وأرضه أو بينه وبين بيته وإذا كان لابد من رد اسرائيلي علي الهجوم فلابد ألا يتجاوز حجمه وأن يكون بقدر الضرورة أي بقصف الموقع الذي انطلق منه الصاروخ وليس بغزو القطاع وقتل المدنيين وتدمير الممتلكات والتضييق علي الأبرياء أوإعتقالهم. وشددت على أن الذين أطلقوا الصاروخ أخطأوا علي الأقل في التوقيت حيث تجري مفاوضات علي أعلي مستوي بين القيادتين الفلسطينية والإسرائيلية للتوصل إلي تصور مشترك لحل المشكلة الفلسطينية قبل المؤتمر الدولي المقرر بعد أسابيع في نيويورك وهذا التصعيد من جانب الفلسطينيين وما قد يتبعه من تصعيد أعنف من جانب الإسرائيليين قد يعرقل التوصل إلي اتفاق ويفرغ المؤتمر الدولي من محتواه وتعود الأمور إلي الجمود مرة أخري متسائلة بالقول هل مايرغب فيه الفلسطينيون والاسرائيليون بالطبع لا إلا قلة قليلة علي الجانبين لاتريد للسلام أن يتحقق إلا بشروطها ووفق تصوراتها هي وليس وفق القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة والشرعية الدولية. ودعت الصحف القيادة الإسرائيلية أن تتحلي بضبط النفس وأن يسيطر قادة الحركات المسلحة الفلسطينية علي أفرادهم بشكل أكثر إحكاما لنزع فتيل التوتر ومنع تحول هذا الحادث إلي حرب واسعة كما علي حكومة اسرائيل أن تتذكر ماتكبدته من خسائر بشرية واقتصادية وسياسية عندما غزت جنوب لبنان في صيف العام الماضي ردا علي هجوم لحزب الله وعلي الفلسطينيين ان يتذكروا ماحدث من قتل وتدمير وتخريب اسرائيلي ضدهم بعد كل صاروخ يطلقه مقاومون منهم ومعظمها لم تسفر عن خسائر ضد إسرائيل وأن يعطوا فرصة لمباحثات السلام التي دخلت مرحلة جادة وينتظروا ماذا ستسفر عنه فيما علي الدول المعنية باستقرار المنطقة مثل الولاياتالمتحدة أن تستخدم نفوذها لمنع اشتعال حرب جديدة تلحق الضرر بالجميع ولإنقاذ عملية السلام. // يتبع // 1033 ت م