قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان كافة الدلائل تشير إلي أن الأزمة العراقية تتفاقم وتحتدم دون أن تبدو في الأفق القريب أي مؤشرات إيجابية عن إمكان وقف تصاعد العنف ووقف نزيف الدم مشيرة الى ان أن إستراتيجية الرئيس الامريكي في العراق تتعثر إلي حد الفشل العسكري الذريع وهو ما يعترف به الخبراء والمحللون السياسيون المحايدون. ورصدت عدة عوامل تنم معطياتها عن تفاقم الأزمة العراقية وإرتطام إستراتيجية الحرب الأمريكية إرتطاما شديدا داخل النفق المظلم برغم تصريحات بوش التي لاتزال تتحدث عن إمكان الانتصار مدللة علي ذلك بقوله يوم أمس الأول إن الاستراتيجية في العراق تؤتي نتائج طيبة وقادته العسكريون أبلغوه أخيرا أخبارا طيبة غير أن ما يحدث في العراق وقت أن كان بوش يتحدث عن الأخبار الطيبة كان يؤكد عكس ذلك وهذا ما يمكن أن تدلل عليه وقائع مهمة لعل من أبرزها في خلال الساعات الماضية. واوضحت أن بوش يعترف في كلمته أن من وصفه بالعدو في العراق لايزال خطيرا وإستراتيجية تعزيز القوات الأمريكية ليست سوي في بدايتها وأقر بأن المهمة تبقي صعبة وأن التقدم السياسي أبطأ مما هو متوقع كما أن الخطة الأمنية التي تطبقها حكومة نوري المالكي والإدارة الأمريكية منذ منتصف فبراير الماضي لتحقيق الأمن في بغداد وضواحيها قد فشلت في إنجاز هذه المهمة وأخفقت الجهود الإقليمية والدولية التي بذلت لمحاولة تحقيق المصالحة الوطنية في العراق ومما يؤكد ذلك انسحاب جبهة التوافق العراقية السنية من حكومة المالكي إحتجاجا علي تعثرها في تحقيق المصالحة. ولفتت الصحف المصرية الى ان العنف الدموي يتصاعد بلا حدود فقد جري إغتيال كل من محافظ القادسية وقائد شرطتها في إنفجار عبوات ناسفة في الوقت الذي تتفجر فيه إشتباكات مسلحة بين عشيرة بني مالك التي ينتمي إليها نوري المالكي وعشيرة الفريجات في منطقة القرنة شمال البصرة وأعربت مصادر سياسية عن توجسها من أن تكون هذه الاشتباكات وإغتيال محافظ القادسية بداية لمعارك طاحنة للسيطرة على البترول في الجنوب مع إقتراب إنسحاب البريطانيين من المنطقة. واشارت الصحف كذلك الى موقف مصر الثابت بعدم الانحياز لصالح طرف فلسطيني علي حساب طرف آخر وأنها أستقبلت كافة الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلي تهدئة بينها مؤكدة ان ذلك هو موقف تاريخي يقوم على دعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل إسترداد أرضه المغتصبة وحقوقه المشروعة والحرص على إستعادة وحدة الصف الفلسطيني لأنها تدرك المخاطر الجسيمة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية نتيجة الانشقاق الحاصل بين غزة حماس وضفة فتح. وشددت على ان هذا الانشقاق فتح الباب واسعا أمام القوي المعادية للشعب الفلسطيني كي تنفذ مخططاتها للاجهاز على فصائل المقاومة واحدة بعد الاخري باستخدام سلاح فلسطيني تطلقه أيد فلسطينية وهو ما بدأ حدوثه منذ قتال الشوارع في غزة بين فتح وحماس وما استمر حدوثه بعد انفصال غزة علي النحو الذي جري يوم أمس من إشتباكات وإعتقالات متبادلة. //انتهى// 1006 ت م