تحتفل تونس غدا الاربعاء بالذكرى الخمسين لاعلان الجمهورية الذي تزامن مع السنوات الأولى للاستقلال التونسي من الاحتلال وبات إعلان الجمهورية من المناسبات الوطنية التي يحتفل بها سنويا وتتوقف فيها المؤسسات العامة عن العمل لتقام خلالها الفعاليات الاحتفالية . ويشكل مرور خمسين عاما على إعلان الجمهورية مناسبة يستذكر فيها التونسيون إنجازاتهم الوطنية بدءا بالبناء الاقتصادي والنظام التعليمي الذي تفخر به تونس إلى تمتين المؤسسات الدستورية . وقد قدم النظام الجمهوري في البلاد مفهوم الدولة الوطنية باتم معنى الكلمة اذ كان التحول نحو الجمهورية هو تتمة للاستقلال ولاقامة الدولة بمفهومها الحديث . وطفقت البلاد في غمرة الاستقلال تستقصي امكاناتها الاقتصادية والبشرية وتنميها من خلال تصور تطويري متدرج فهيأت لاقتصاد متنوع زراعي وصناعي وسياحي التقت فيه الجهود الحكومية مع القطاع الخاص وما يوصف بالقطاع المشترك بين العام والخاص . واعتمد نظام تعليمي صارم فرض التعليم على كل أبناء البلاد بمتابعة دقيقة بوأت المجتمع التونسي درجة عالية من التعلم مكنته من تولي إدارة مؤسساته الاقتصادية والاجتماعية بنفسه . وبعدما انطلقت تونس بجامعة واحدة اصبحت البلاد مغطاة جغرافيا ب12 جامعة تقدم افضل المناهج التعليمية اضافة الى شبكة من المعاهد التكنولوجية المتطورة . وهيأت اجتماعيا لنظام تامين اجتماعي متطور من خلال صناديق التقاعد والضمان الاجتماعي مكن لنظام صحي جيد وشيخوخة هادئة . ودخل القطاع الخاص الى الحياة الاقتصادية في تونس من بوابة واسعة سيما في السنوات العشرين الأخيرة ليساهم بأكثر من 50 بالمائة في الاستثمارات والبناء الاقتصادي والاجتماعي التونسي . وبعد اشهر قليلة يكون تحول السابع من نوفمبر الذي قاده الرئيس زين العابدين بن علي قد اتم عشرين عاما من البناء ضمن دولة الجمهورية في تونس توسع فيه التعليم العالي ليتجاوز عدد طلاب الجامعات 300 الف طالب وليدخل القطاع الخاص الى التعليم الجامعي بحزم وليدخل الاقتصاد التونسي في معركة اندماج ضمن المنظومة الاقتصادية العالمية من خلال اتفاقية للشراكة عقدتها تونس مع الاتحاد الأوروبي تستهدف بلوغ منطقة للتبادل الحر قريبا ومن خلال دخول مبكر في اقتصاد السوق ومساهمة تاسيسية في المنظمة العالمية للتجارة وقد صنف منتدى دافوس الاقتصادي تونس في المرتبة الثالثة والثلاثين من حيث القدرة التافسية لاقتصادها . واذ تحتفل تونس بمرور خمسين عاما على إعلان الجمهورية تنطلق خطة تنموية خماسية طموحة هي الحادية عشرة منذ الاستقلال تطمح تونس من خلالها تحقيق نسبة نمو سنوي تفوق الستة بالمائة . وبنت الجمهورية التونسية علاقات متميزة مع محيطها الاقليمي العربي والافريقي والدولي وجعلت من اكبر أهدافها طموح الاندماج المغاربي وسعت منذ تأسيسها الى تحقيق وحدة المغرب العربي ومع صعوبات في التنفيذ تستمر وحدة المغرب العربي عنوانا بارزا في الخطاب السياسي التونسي. // انتهى // 1039 ت م