اوصى فضيلة امام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس المسلمين بتقوى الله عز وجل وأن يعلموا ان هذه الدنيا سفر ومسير والى الله الرجعاء والمصير مستشهدا بقول الله عز وجل // يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تعملون // . وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي القاها اليوم // تبارك الذي قدر الفصول واجرى الفلك وخلق النور واغطش الحلك فانبثق فصل الصيف وقد لفحنا قيضه وشمسه فغاب عنا من الظل الخطل يومه وامسه فياله من فصل .. الصيف واحة خضراء في اسر شواغل الحياة وكلال المسؤوليات والمهمات يستريح فيه اللاغب والمحرور ويمسح من فسحته المكدود برد الهداة والسرور وروح الراحة الموفور وماذاك الا رحمة الله بعبادة في كمال شريعته الغراء التي لم تأخذ النفوس بمطرد الجهد والنصب ومديد الدأب والتعب اذ لكانت الحياة محض عبء وكلف والنفس منها في حرج تشرف فيه على التلف وما جعل عليكم في الدين من حرج // . واضاف فضيلته يقول // وفي هذا الفصل اللافح ومع موسم الاجازة النافح نعرج على قضية موسمية لكنها محورية وجوهرية الا وهي دام رشدكم قضية السفر والسياحة والانتجاع حيث ينزع الناس الى الافياء الندية ذات الينابع الدفاقة وجدوال الروابي الرقراقة دفعا للنمطية والرتابة والملال ونشدا لمواطن السكون والمسار ومرابع الاعتبار والادكار يقول سبحانه // قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ // ويقول جل شأنه عن اخوة يوسف عليه السلام // أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ // // والمراد اجمام الفؤاد بين النجود والوهاد قال اهل التفسير وذاك مباح في جميع الشرائع مالم يكن دأب .. فالسفر اذا احتسب فيه الاجر والثواب كان مباحا مشروعا واحرى بمن يسافر للدعوة الى العزيز الوهاب أن يبلغ درجة الوجوب والاستحباب // . واستطرد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس قائلا / وفي توازن للتطور الحضاري والتقدم التقني الذي حجب الافاق وتنامي المواصلات التي تصل القاصي بالداني وتبلغ اغوار الاماني وتحيل البعد قربا في هذا الخضم اكتسحت السياحة الاجواء وجابت الارض وذرعتها بالطول والعرض تطورت الياتها ووسائلها واستبقت الدول لتنميتها وتوطيدها وتنافست المجتمعات حتى غدت صناعة العصر ولما كان شانها بهذه الاهمية لزم التعجب والتساؤل ماذا عن سياحتنا الاسلامية أين حقيقتها في الواقع وما فحواها اين فقهها الشرعي وما جدواها // . // يتبع // 1618 ت م