قالت تقارير إعلامية إن حكومة رئيس الوزراء البريطاني الجديد جوردون براون التي تسلمها يوم امس الأربعاء تنتظرها عدة تحديات سياسية واقتصادية على الصعيد الداخلي والاقليمي والدولي . ففي الشأن الاقتصادي.. لن تكون الاسواق في حالة ترقب بعد تسلم جوردن براون خلافا لما يكون عليه الامر في مراحل التسلم والتسليم بين رؤساء الحكومات.. والسبب أن الاسواق اعتادت لمدة 10 اعوام على وجود براون كوزير للخزانة من جهة.. ومن ناحية اخرى لان براون سبق واعلن ان العناوين الاقتصادية ستبقى كما هي عليه . واوضحت هيئة الإذاعة البريطانية في تقريرها أن براون قد تعهد بالاستمرار بسياسته المعهودة التي تقضي بتثبيت الانفاق العام.. على أنه يتوقع أن يتم العمل بمعدلات جديدة لضريبة الدخل ابتداء من العام المقبل . أما ما يتعلق بالعراق.. فيعد براون من الداعمين والمدافعين لقرارات الحكومة البريطانية فيما يتعلق بموضوع الحرب في العراق.. وتعهد مؤخراً بتخفيض عدد الجنود البريطانيين بالعراق حينما تسمح الظروف بذلك.. كما تعهد بالوفاء بكل ما تعهدت به بلاده امام الاممالمتحدة حول العراق . ومن المتوقع حسبما ذكرت هذه المصادر أن يدعم براون نداءات الديمقراطيين البريطانيين لجدولة انسحاب امريكي من العراق.. وذلك بسبب امكانية فوز الديمقراطيين بالرئاسة الامريكية بعد 18 شهرا بعد ان فازوا بالاكثرية في مجلس النواب ومجلس الشيوخ الامريكيين . وعن العلاقات البريطانية الأمريكية فقد تبنى براون موقفا تميز بالحذر.. حيث يقف على مسافة بعيدة نسبيا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية مقارنة بسلفه توني بلير الذي تعرض لانتقادات واسعة نتيجة تبعيته للسياسة الأمريكية.. بيد أن بروان يرفض معاداة امريكا . وعلى صعيد العلاقات البريطانية الأوروبية لم تتبين بعد مواقف بروان حيال اوروبا.. ولم يسجل له موقفاً إلا حين كان وزير للخزانة حيث بذل جهوده لابقاء بريطانيا خارج نطاق منطقة / اليورو /.. ولكنه سيواجه دعوات لاجراء استفتاء على الاتفاقية الاوروبية الجديدة التي وقع عليها بلير والتي من المفترض ان تحل مكان الدستور الاوروبي الذي فشل بالحيازة على تأييد الاعضاء الاساسيين في الاتحاد . وفيما يتعلق بالشأن الداخلي لبريطانيا لاسيما مايتعلق بمجال السكن فقد قال براون // إنه سيتم بناء مساكن حكومية جديدة.. كما ان الحكومة ستبني مساكن اخرى تبيعها باسعار معقولة.. مشددا على أهمية أن تكون بعض المدن والقرى البريطانية نموذجية بيئيا //. وفي الشان الداخلي أيضاً يواجه براون كذلك تحديا في المجال الامني الذي استجد على بريطانيا منذ اعتداءات السابع من يوليو 2005م في لندن.. فقد كان براون من داعمي مشروع القانون التي كانت تقدمت به الحكومة ورفض في البرلمان.. والذي يقضي بامكانية اعتقال مشتبه بعلاقتهم بالارهاب لاكثر من 28 يوما دون توجيه الاتهامات لهم . وفي ذلك السياق وعد براون كذلك بالعودة اكثر الى البرلمان اذ قال انه يجب ان يكون للبرلمان كلمته عندما يتعلق الامر بالذهاب الى حرب.. كما انه يجب محاسبة السلطة التنفيذية ليس من قبل البرلمان فحسب بل من قبل البلاد عامة . وعن السياسة التعليمية لبريطانيا فقد تبنى براون سياسة تقضي بتخصيص مبالغ اكبر من اجل دعم التلاميذ في المدارس الحكومية كي لا تكون هذه المدارس اقل مستوى من المدارس الخاصة.. كما المح الى فكرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعليم بخاصة في ما يتعلق بالمهارات والتدريبات . وعن البيئة.. يعتبر براون ان مكافحة التلوث يجب ان تجرى على صعيد عالمي لان المعدلات القصوى لانبعاثات الكربون يتم تحديدها حسب المعايير الاوروبية.. لذا فمن المتوقع ان يدعم براون فكرة بناء مفاعلات نووية جديدة ولكن باعطائه اهمية اكبر لموضوع تكلفة هذه المشاريع . ويطمح براون الى تفعيل العمل الحكومي في مجال المساعدات الدولية من اجل التنمية من خلال تطوير التبادل التجاري من جهة والعمل على الغاء ديون البلدان النامية . // انتهى // 2143 ت م