أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم ان كافة الطرق باتت مسدودة بسبب إستيلاء حركة حماس الفلسطينية على قطاع غزة واختيار الفلسطينيين لقوة السلاح للفصل فيما بينهم وتفجير حرب أهلية بينما إسرائيل تثبت دعائم إحتلالها والولايات المتحدة بحلفائها الأوروبيين ومنظمتها الدولية تعتصر الفلسطينيين بالحصار وتخنقهم حتي آخر نفس. وقالت قد يكون أمرا سهلا توجيه اللوم إلي حماس أو فتح أو للاثنتين معا وإعلان التأييد والمساندة لاحداهما ولكن الواجب في هذه اللحظات المصيرية للقضية الفلسطينية مواجهة جذور المشكلة وتتمثل في سياسة القبضة الدامية التي واجهت بها إسرائيل الشعب الفلسطيني المطالب بحريته وأرضه كما تتمثل في حصار أمريكي أوروبي دولي غاشم خرج المسئولون عنه يوم أمس يتنافسون في إعلان مساندتهم لشرعية سلطة محمود عباس بعد أن أصموا آذانهم طويلا عن نداءاته برفع الحصار ومساعدة الشعب الفلسطيني كله علي التنفس بحرية حتي يصدر اختياره لمن يحكمه من حماس أوفتح أوغيرهما في جو صحي سليم. ورأت ان كل الطرق مسدودة أمام الحل في غزة فالأخوة أحتكموا إلي السلاح ليس ضد المحتل بل ضد خصومهم من أبناء الوطن والنتيجة ما نراه حاليا فهناك ما يشبه الدولة في غزة وهي تابعة لحماس وهناك أيضا بقايا السلطة في الضفة الغربية. واوضحت الصحف المصرية ان قرارات الرئيس محمود عباس أبومازن بإقالة الحكومة وإعلان حالة الطوارئ ثم رفض إسماعيل هنية رئيس الوزراء قرار إقالته جاءت لتكرس الانقسام الذي أصبح من الصعب معه أن يجتمع الطرفان مرة أخري علي حل وسط متسائلة بالقول ما الذي يمكن عمله فجهود المصرية والعربية مازالت مستمرة لاعادة الأمن إلي غزة تمهيدا لإعادة الأمور إلي سابق عهدها لكن التشرذم الفلسطيني وغياب الارادة وتعمق الخلافات أمور تصب كلها في تجاه عدم توصل الطرفين لاتفاق. وشددت على ان المناشدات والدعوات العربية لوقف الاقتتال الفلسطيني لن تجدي نفعا طالما أن عناصر فتح وحماس لا تعنيها سوي مصالحها الذاتية الضيقة اذ لم يبق سوي إرادة الفلسطيني العادي لاجبار قياداته علي الانصياع لرأيه والعودة لمائدة الحوار الوطني وهذه الارادة لابد أن تتحقق من خلال قيام مظاهرات شعبية وضغوط من منظمات المجتمع المدني الفلسطينية ولابد أيضا أن تستمر هذه الضغوط حتي لو وصلت إلي إعلان إضراب عام أو عصيان مدني لدفع حركتي حماس وفتح إلي تحمل مسئولياتها أمام الشعب وأمام الاجيال المقبلة التي لا يعلم إلا الله كيف ستتسلم الراية وهي راية مزقها للأسف صراع الأخوة. وخلصت الصحف الى ان الكرة الآن أمام الشعب الفلسطيني لاجبار قياداته علي العودة إلي الرشد والعقل والانتباه إلي أن إغراء السلطة لا يعني شيئا في ظل وطن محتل ومسلوب الإرادة. // انتهى // 0933 ت م