أكد صاحب السمو الملكي الامير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة أن الشريعة الاسلامية حفلت بحماية البيئة ومكوناتها حيث امر الله سبحانه وتعالى الانسان بأن يتعامل مع البيئة من منطلق أنها ملكية عامة يجب المحافظة عليها حتى يستمر الوجود ولم تقتصر نظرة الاسلام للبيئة على البعد المكاني لها بل شملت ايضا البعد الزمني. جاء ذلك في كلمة سموه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البيئي العربي السادس الذي بدأ اعماله اليوم بمقر الجامعة العربية بالقاهرة ويستكمل مناقشاته غدا بالاقصر تحت شعار / التغيرات المناخية واثرها على المدن التراثية في الوطن العربي / . وأعرب سموه عن أسفه لأن بيئة الارض في القرن الواحد والعشرين تتعرض لكثير من التغيرات والملوثات أغلبها بفعل الانسان نتيجة اهماله أو عجزه عن اقامة التوازن بين الاعمال اللازمة لاشباع حاجاته واطماعه المتزايدة وبين المحافظة على سلامة البيئة وخلوها من التلوث مشيرا الى أن التكنولوجيا الحديثة التي تهدف بظاهرها الى توفير المياه والغذاء وتحسين حياة الملايين من السكان ساهمت في تدمير الطبيعة نتيجة استخدامها وسائل ومواد مدمرة للبيئة مما أدى الى التغير في المؤشرات البيئية مثل قضية تغير المناخ والاحتباس الحراري التي تعد من أخطر التحديات التي يواجهها المجتمع البشري خلال السنوات القادمة. ورأى سمو الامير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز أن الدول النامية الفقيرة والاجيال القادمة ستعاني من الاثار المترتبة على هذا التدهور في ظل غياب الخطوات الايجابية واحترام الانظمة والقوانين والقرارات الدولية والتقيد بالمعاهدات. ونبه سموه الى الاستنزاف الجائر للمواد الطبيعية اذ استهلك العالم خلال الخمسين السنة الماضية اكثر من 60 بالمائة من المصادر الطبيعية وأنه اذا استمر الوضع على هذا الحال سوف يعاني جيل المستقبل كثيرا لتوفير الحد الادنى من متطلبات الحياة موضحا انه من هنا برزت الحاجة الى اظهار اهمية تضافر كافة الجهود واستغلال كافة القدرات للعمل سويا للحفاظ على الموارد الطبيعية وتنميتها. وأكد سموه أن أعظم هبات الطبيعة للبشرية الغطاء النباتي الأخضر الذي يعد أحد أهم العناصر لاستمرار الاتزان البيئي على كوكب الارض لأن هذا الغطاء يحافظ على نسبة الاكسجين في الغلاف الجوي وبدونه تستحيل الحياة على كوكب الارض موضحا أن تعرض هذا الغطاء الاخضر لتدمير وتناقص كبير حتم علينا الالتفات الى الخطر المحدق الذي يهدد الجميع. وشدد سمو الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة على دور الشباب في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية من خلال الاهتمام بالتشجير والزراعة والتأكيد عليه كواجب اقتصادي ووطني وديني يقع على عاتقنا بما جعل الاسلام يؤكد على أهمية زراعة النباتات والاشجار. وأعرب سموه عن تأييده لفكرة حملة زراعة المليار شجرة ووصفها بانها فكرة رائعة لما لها من ابعاد بيئية واقتصادية واجتماعية ستزيد الوعي بين الشباب باهمية زراعة الاشجار بما يؤدي الى انعكاسات بيئية ايجابية في المستقبل ستلعب دورا هاما للمحافظة على البيئة نظيفة للاجيال القادمة من منظور التنمية المستدامة. وقال سموه أن المؤتمرات والاجتماعا تفتقر الى آلية تنفيذ التوصيات والقرارات لعدم اتخاذ الاجراء اللازم المناسب من الجهات المعنية وفي هذا اللقاء سيكون بعد تاريخي التحول من الاقوال الى الافعال الفورية ونبدأ بدعم هذه الفكرة الرائدة والمشاركة في حملة المليار شجرة التي تنظمها الاممالمتحدة على مستوى العالم داعيا جميع الدول العربية والمنظمات الشبابية التابعة لها وجميع المنظمات البيئية الى المشاركة والتعهد بزراعة ما يمكنهم زراعته سواء في دولهم او في الدول العربية الاخرى. واكد سموه على أنه سيتابع شخصيا تنفيذ تلك الحملة من خلال الاتحاد العربي للشباب قائلا أن اللقاء القادم في المملكة سيكون للاحتفال بزراعة ما لا يقل عن 5 مليون شجرة ونتعهد في المملكة بالعمل على رعاية زراعة مليون نخلة للخمس سنوات القادمة. واختتم سمو الامير تركي بن ناصر بن عبدالعزيز الرئيس العام للارصاد وحماية البيئة كلمته بالقول إن هذا الاجتماع يؤكد على دور الشراكة الفعالة بين كافة قطاعات المجتمع الحكومي والمجتمع المدني بما يؤكد على دعم الحكومات للقطاع المدني للقيام بدوره في مجال المحافظة على البيئة في اطار تنفيذ برامج التنمية المستدامة مؤكدا سموه على دعمه لهذه الحملة ورعاية انطلاقها. // انتهى // 1733 ت م