أكدت الصحف المصرية الصادرة اليوم انه لا يمكن للتبريرات أيا كانت أن تقنع أحدا بان في وسع الخطة الأمنية التي تطبقها الحكومة العراقية الحالية بالتعاون الوثيق مع قوات الاحتلال الأمريكية منذ منتصف فبراير الماضي أن تحقق نجاحا في المستقبل القريب لأن الساحة العراقية تشهد كل يوم تفجيرات ومصادمات وإشتباكات تشير إلي أن القوة العسكرية وحدها لا توفر سبل إمكان إحتواء العنف المتصاعد في البلاد منذ الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق في عام 2003. وقالت لعل إختراق المنطقة الخضراء الحصينة يوم الخميس الماضي وتفجير مقهي إستراحة النواب في مبني البرلمان العراقي يؤكد أن أحداث العراق قد بلغت مرحلة بالغة الخطورة فاذا كانت الخطة الأمنية قد فشلت حتي الآن في تحقيق الأمن لأهل العاصمة بغداد وبعض المدن الأخري في إطار ما سمي توسيع نطاق الخطة الأمنية فان تفجير مقهي نواب البرلمان في المنطقة الخضراء يطلق رسالة مفادها أن المسئولين غير قادرين علي حماية أنفسهم . ورأت الصحف أن تحقيق المصالحة الوطنية هو السبيل الأمثل لحقن الدماء وإحتواء الاقتتال الطائفي وصولا إلي الحفاظ علي وحدة العراق وتحقيق طموحات العراقيين في وطن موحد آمن ومستقر مما يؤدي إلي إنسحاب قوات الاحتلال الأمريكي لأن إستمرار الوجود العسكري الأمريكي من شأنه إستمرار تصاعد عمليات المقاومة والعنف . وحذرت من أن الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المتردية في العراق سيؤدي إستمرار تفاقمها إلي إنعكاسات سلبية علي دول المحيط الاقليمي للعراق وليس سرا أن الخبراء والمراقبين للشأن العراقي يحذرون من العواقب الوخيمة للعنف الطائفي ونذر إنفلاته علي نحو مدمر . وشددت الصحف المصرية على ان التفجيرات المتلاحقة في العراق والتي إزدادت عنفا منذ المؤتمر الأول تحتم ضرورة العمل الاقليمي والدولي الجاد لمحاولة إنقاذ شعب العراق . واعتبرت ان السنوات الأربع الماضية من الاحتلال الأمريكي تؤكد فشل قوات الغزو في حماية نفسها وعملائها فكيف تستطيع حماية الشعب العراقي كله مبينة ان ما يحتاجه العراق ليس مزيدا من الضربات أو القوات العسكرية الأمريكية بل أفقا للأمل في الخلاص من هذه القوات يرسمه جدول زمني لرحيلها بعد أن جاءت للعراق بالمذابح وأثارت الفتنة الداخلية التي لن تنطفيء نيرانها الا بزوال مثيريها أيا كانوا. وحول تزايد أعمال الارهاب في كل من الجزائر والمغرب قالت الصحف المصرية الإرهاب الدولي لايزال قويا جدا ويزداد فظاعة وهو مايؤكد صحة دعوة مصر لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في الثمانينيات من القرن الماضي معتبرة ان إعلان تنظيم القاعدة مسئوليته عن تفجيرات المغرب والجزائر يعني أن الارهاب أصبح واقعا ملموسا وانه لا وطن له وانه يقوم بأي عمل في أي دولة وفي أي مكان وزمان. وخلصت الى ان هذه التفجيرات الارهابية تؤكد رؤية مصر التي تدعو دائما بضرورة الوعي بمخاطر الإرهاب والدعوة لعقد مؤتمر دولي لمواجهة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة كما انها جرس إنذار لكل الدول التي تصل إليها يد الإرهاب بالاستجابة لنداء مصر التي تطالب بوجود إستراتيجية شاملة لمواجهة هذا الوحش الذي أصبح نشاطه ظاهرة يومية في كل دول العالم تقريبا . //انتهى// 1038 ت م