حذرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر مجددا اليوم في تقرير لها من تردي الاوضاع الانسانية في العراق ودعت كافة الأطراف المعنية الى اتخاذ اجراءات عاجلة لحماية المدنيين من أعمال العنف المستمرة. واستعرضت اللجنة فى تقرير لها بعنوان (مدنيون بلا حماية) اركان الازمة المتفاقمة للغاية في العراق وحصرها بأعمال العنف اليومية التي تتضمن عمليات التفجير واطلاق النار والاختطاف والقتل والعمليات العسكرية التي تستهدف بشكل مباشر المدنيين العراقيين في انتهاك واضح للقانون الدولي الانساني والمعايير القانونية الأخرى. وفي الوقت الذي يرى فيه التقرير أن الازمة تؤثر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة على جميع العراقيين فانه يركز تحديدا على مشكلة المجموعات المستضعفة مثل مئات الاف العراقيين الذين أجبروا على ترك ديارهم والأسر التي تستضيفهم. ويركز التقرير على الحالة المزرية لمرافق الرعاية الصحية العراقية التي تعاني نقصا شديدا في الموظفين والامدادات كما يؤكد انه لم يعد بامكان العديد من الاطباء والممرضات والمرضى الذهاب الى المستشفيات والعيادات لأنهم مستهدفون أو مهددون. ويشير التقرير ايضا الى ان الكثير من البنى التحتية العراقية في قطاعات المياه والصرف الصحي والكهرباء في حالة يرثى لها بسبب غياب أعمال الصيانة وبسبب القيود الامنية المفروضة التي تعيق القيام بأعمال الاصلاح اللازمة. وقال مدير العمليات في اللجنة الدولية بير كراينبوهل في مؤتمر صحفي اليوم ان المعاناة التي يكابدها العراقيون اليوم من رجال ونساء واطفال أمر لا يطاق وغير مقبول وأن حياتهم وكرامتهم تحت تهديد مستمر. وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف التي يمكن لها التأثير في الأوضاع في العراق في اطار القانون الدولي الانساني التحرك للحد من الهجمات التي تضر بالشعب العراقي. ويوثق التقرير الحالة المرعبة لمرافق الرعاية الصحية العراقية التي تعاني من نقص شديد في الموظفين والإمدادات. إذ لم يعد العديد من الأطباء والممرضات والمرضى يجرؤون على الذهاب إلى المستشفيات والعيادات لأنهم مستهدفون أو مهددون. ويشير التقرير الى تعاون اللجنة الدولية الوثيق مع جمعية الهلال الأحمر العراقي ومركزها المعترف به كمنظمة محايدة ومستقلة وقال التقرير لقد استطاع فريق اللجنة العامل في العراق أن يقدم الغذاء ومستلزمات أخرى ضرورية لبقاء عشرات الآلاف من العراقيين المستضعفين على قيد الحياة. كما يقدم شهرياً لأكثر من 60 ألف شخص مساعدات طارئة يوزع الهلال الأحمر العراقي الجزء الأكبر منها. وأضاف التقرير كذلك أنه وعلى مدى السنة المنصرمة وزعت اللجنة الدولية أيضاً على المستشفيات في أنحاء مختلفة من العراق إمدادات طبية كافية لعلاج أكثر من 3000 جريح حرب. ويواصل مندوبو اللجنة الدولية زيارة آلاف المحتجزين للإطلاع على أحوالهم ومعاملتهم ولمساعدتهم ومساعدة أسرهم على البقاء على اتصال معهم من خلال الزيارات العائلية أو تبادل رسائل الصليب الأحمر. // انتهى // 1724 ت م