يبذل الدبلوماسيون الأوروبيون ومسئولو حلف شال الأطلسي جهودا مضنية ومريرة حاليا لتجنب أزمة سياسة معلنة داخل القارة الأوربية وتتعلق بالخطة الأمريكية الأطلسية القاضية بنشرعناصر من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي فوق عدد من أراضي الدول الأوروبية وتحديدا بولندا وتشيكيا. وتجري المواجهة بين الدول الأوروبية على خلفية تأييد البعض منها بشكل مطلق للإستراتيجية الدفاعية الأمريكية والأطلسية من جهة وخشية البعض الاخر من ردود فعل روسية غاضبة وقد تطال بعض من ملامح التعامل بين بروكسلوموسكو وخاصة في قطاع الطاقة . وسعى حلف شمال الأطلسي مجددا الى التخفيف من وقع هذه التطورات في القارة وقال المتحدث باسم الحلف جيمس اباتهاري ان التهديدات الروسية التي أتخذت طابع التلويح الصريح باستهداف المنشئات العسكرية الامريكية المقترح إقامتها في تشيكيا وبولندا ليس لها ما يبررها. ويرى الدبلوماسيون ان التهديدات التي أطلقها الجنرال الروسي نيكولاي سولفتسوف قائد القوت الإستراتيجية الروسية تنرج ضمن حرب نفسية على بولندا وتشيكيا التين باتتا من أهم قواعد الانتشار العسكري لحلف الناتو على مشارف روسيا. ولكن الموقف الروسي الغاضب يحمل دلالات خطيرة اخرى هذه المرة وتتعلق بتوجه نحو مراجعة الاتفاقيات السابقة الخاصة بامتلاك الصواريخ المتوسطة والبعيدة المدى وهو الجانب الذي يثر مخاوف الدول الاوروبية ضمن أفق عودة السباق نحو التسلح ومناخ الحرب الباردة والتكليف المادية والسياسية الباهظة المترتبة عنها. وتريد الولاياتالمتحدة حسب الخطط المعلنة نشرعدد من الصواريخ العابرة للقارات في بولندا ومحطة للانذارالمتقدم في جمهورية التشيك تحت تبريرالتصدي لتهديدات محتملة من شمال كوريا وإيران. وترفض روسيا هذا التأويل وترى ان الخطة تكتسي بعدا يمس امنها القومي وهو ما يرفضه المسئولون الأطلسيون في بروكسل بشدة رغم ان البرنامج المعلن هو برنامج أمريكي. زوجه وزير خارجية ألمانيا فرانك فالتر شتاينميز إنتقادات حادة للتوجهات الأمريكية الأطلسية وتحديدا بسبب عدم إستشارة موسكو. ويخشى المراقبون ان تنقسم الدول الأوروبية مجددا على نفسها بين مؤيد للطرح الاستراتيجي الأمريكي المعلن في شرق أوروبا وبين الدول المترددة في دعم هذا التوجه وحتى معارضته الصريحة مثل ألمانيا وفرنسا. وترتبط روسيا باتفاقية للشراكة المتقدمة مع حالف الناتو وتقيم معه برامج عمل متعددة وبما فيها مهم مشتركة لحفظ السلام والتمارين والتدريبات ولكن الأزمة الجديدة قد تلحق ضررا هيكليا مزمنا بجمل اليات التعاون القائمة. // انتهى // 1352 ت م