أولت الصحف السورية الصادرة اليوم اهتماما بما يدور في المنطقة والعالم من أحداث وتطورات مشيرة لبدء اجتماعات اللجنة العليا السورية السودانية المشتركة في دمشق اليوم برئاسة رئيس مجلس الوزراء السوري المهندس محمد ناجي عطري و نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه. فيما الأخبار تشير للقاء وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل و نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور أحمد بحر والوفد المرافق وقالت ان اللقاء تناول تطورات الاوضاع في الاراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء العدوان الاسرائيلي المتصاعد على الشعب الفلسطيني. وتحدثت عن تأكيد الاعلاميين المشاركين في الملتقى الاعلامي الدولي الاول في بيان صدر عقب اختتام أعمال الملتقى تضامنهم مع قضية الجولان العادلة ووقوفهم الى جانب حق الشعب العربي السوري في استعادة ارضه المحتلة وعودة المهجرين من ابنائه مطالبين اسرائيل بالتعويض عليهم ماديا ومعنويا جراء تشريدهم عن ارضهم. ولفتت إلى أن سورية عندما تؤكد استعدادها لصنع السلام العادل والشامل فهي تعني ما تقول وتدرك أن هذه المنطقة التي تعاني من ويلات الحروب وعدم الاستقرار لا يمكن أن تنعم بالهدوء والازدهار إلاّ إذا عمّ السلام العادل والشامل المبني على قرارات توافق عليها المجتمع الدولي واعتبرها أساساً مناسباً لإطلاق العملية السلمية. وبينت أن سورية دخلت هذه العملية من بوابة مؤتمر مدريد واستناداً إلى ضمانات أميركية بأن تسير هذه العملية وفق مبدأ الأرض مقابل السلام إضافة إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وأضافت الصحيفة قائلة سورية دخلت عملية السلام بنيات طيبة وبإرادة صادقة لصنع السلام المنشود على عكس من حكومة إسحق شامير حينها الذي اعترف لاحقاً بأنه دخل هذه العملية بعد الضغوط الأميركية لتعطيلها من الداخل وأعلن صراحة أنه كان يريد المماطلة والتسويف لعشر سنوات يملأ خلالها الأراضي المحتلة بالمستوطنات، وهذا ما حصل فعلاً. وأكدت أن إدارة بوش وضعت العقدة في المنشار فلا هي تدعم عملية سلام حقيقية على المسار الفلسطيني بل هي على العكس من ذلك تبارك الإرهاب الإسرائيلي ولا هي تستمع للأصوات الإسرائيلية التي ازدادت في الآونة الأخيرة والمطالبة بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع سورية وإعادة الجولان السوري المحتل لوطنه الأم. ونوهت إلى أنه لايوجد شريك في العملية السلمية ولا توجد دولة راعية لهذه العملية والطرفان (الشريك المطلوب وإدارة بوش) يتعمدان تغييب أي دور أوروبي أو دولي أو أممي في عملية السلام وهذا يفضي إلى ابتعاد السلام إلى أجل غير مسمى وبانتظار الشريك الصادق والرعاية الحيادية متعددة الدول والهيئات التي تمثل إرادة شعوب المنطقة والعالم. وأشارت إلى انشغال أوروبي متزايد بالحوار مع سورية, وثمة موفدون ومبعوثون إليها ويطلقون التصريحات والعبارات الايجابية عن ذلك الحوار وضروراته وعن مشروعات أوروبية يجري الاعداد لها تختص مشكلات المنطقة ومعالجتها بطريقة أو طرائق لم نشهدها من الأوروبيين خلال السنوات القليلة الماضية وبالذات خلال عهد إدارة الرئيس بوش في البيت الأبيض. وأوضحت أن ثمة دوراً ما تلعبه أوروبا مجدداً اليوم, وأن ثمة توجهاً الى التقارب والحوار مع سورية بأوراق جديدة كدنا ننساها وننسى أن أوروبا تمتلكها وتستطيع اللعب بها في الوقت المناسب, غير أن الأهم من هذا وذاك أن تكون الأوراق الجديدة أوروبية محضة, بقرار أوروبي وباقتناع أوروبي لا بإيحاء أو توظيف من آخرين يواصلون التمسك بعصاب الهيمنة وبالنتائج المأساوية التي عاد بها لاسيما أن تجاربنا السابقة مع أوروبا أو مع بعضها على الأقل, ليست مشجعة عدا ما كان منها بقرار أوروبي محض. وانتهت إلى القول إن الحوار والتقارب بين أي كان, يظل إيجابياً ومرحباً به, خاصة بين أوروبا وسورية لكن ثماره ستكون أنضج وأبقى حين تكون الارادات المشتركة في الحوار مستقلة تماماً وذات سيادة. // انتهى // 1338 ت م