شدد الرئيس السوري بشار الأسد على أهمية دور الاتحاد الأوروبي في دفع عملية السلام، مؤكداً أن «الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحققا إلا بإرساء السلام»، في حين قال الرئيس القبرصي ديمترس خريستوفياس إنه «لا يمكن تحقيق السلام من دون عودة الجولان السوري المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة». وكان الاسد وخريستوفياس يتحدثان في مؤتمر صحافي عُقد بعد المحادثات الرسمية التي أُجريت في دمشق أمس ضمن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس القبرصي. وتتضمن الزيارة إجراء خريستوفياس اليوم محادثات مع رئيس الوزراء محمد ناجي عطري وتوقيع عدد من الاتفاقات لتعزيز التعاون بين البلدين، إضافة إلى لقاء رئيس البرلمان وزيارة الجامع الأموي. وعقدت محادثات الرئيسين بعد مراسم استقبال رسمية في قصر الشعب تضمنت عرض حرس الشرف وعزف النشيدين السوري والقبرصي، في حضور نائب الرئيس فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وأعلن الأسد أن المحادثات تضمنت جلسة ثنائية وأخرى موسعة «تم خلالهما التطرق إلى العلاقات الثنائية التي تعكس عمق التفاهم الذي يجمع البلدين حول مختلف القضايا المشتركة»، إضافة إلى «علاقات التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي والثقافي والسياحي، إذ عرضنا الاتفاقات التي سيتم توقيعها خلال هذه الزيارة وإمكان فتح آفاق تعاون جديدة تخدم مصالح ومستقبل الشعبين الصديقين في العديد من المجالات، لاسيما أن الموقع الجغرافي المهم لسورية وقبرص على البحر المتوسط يؤهلهما للعب دور بارز على صعيد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط». وناقش الطرفان عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط و «مخاطر استمرار الوضع على ما هو عليه». وقال الأسد: «عبرنا عن ارتياح سورية لمواقف الرئيس خريستوفياس والحكومة القبرصية تجاه قضايانا العربية، خصوصاً قضية الجولان المحتل، وأكدنا أهمية دور الدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي في دفع عملية السلام في المنطقة، كون أوروبا وبحكم الجغرافيا والتاريخ أكثر قدرة على تفهم قضايانا العربية ولكون تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط سينعكس إيجاباً على أوروبا والعالم». وأكد الرئيس السوري لنظيره القبرصي في المحادثات أن «تمسك سورية بالسلام العادل والشامل القائم على مبدأ عودة الأراضي العربية المحتلة في فلسطين ولبنان وسورية، مقابل السلام وتطبيق قرارات الأممالمتحدة نابع من موقفنا المبدئي بأن الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط لن يتحقق إلا بإرساء السلام، وأن عدم وجود شريك إسرائيلي في عملية السلام ومقابلة الدعوات للسلام بمزيد من الحروب لن يجلب للمنطقة والعالم سوى المزيد من اللااستقرار وتفاقم الإرهاب». وعرض الرئيسان «الأوضاع الإنسانية المأسوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء الحصار اللاإنساني المفروض من قبل الإسرائيليين، وضرورة تضافر جميع الجهود في العالم ومن ضمنه الاتحاد الأوروبي لرفع هذا الحصار وفتح المعابر وإنهاء هذه المأساة الإنسانية». وفي هذا السياق، قال خريستوفياس إن بلاده «تدعم العملية السلمية في الشرق الأوسط لتحقيق السلام واستعادة الأراضي العربية المحتلة»، مشدداً على أنه «لا يمكن تحقيق السلام من دون عودة الجولان السوري المحتل وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة»، قبل أن ينوِّه ب «الدور الذي تلعبه سورية في حل قضايا المنطقة واستقرارها». وتناولت المحادثات المسألة القبرصية، إذ أكد الرئيس الأسد أن «اعتماد مبدأ الحوار هو السبيل الأنجع لإيجاد حل عادل لهذه المشكلة، وعبرنا عن دعمنا للجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين». وأشار إلى أن قضية خط النقل البحري الذي يربط بين سورية وجمهورية شمال قبرص التركية، «ليست معقدة وسيتم حلّها قريباً». وأضاف أن «هذه قضية تقنية وليست سياسية وسهلة جداً. لكن قبل أن نحدد كيف هو الحل سيكون هناك نقاش مباشر بين المسؤولين المعنيين، والحل لن يتأخر ونحن متفائلون». وقال خريستوفياس إنه دعا الأسد إلى زيارة قبرص.