ركزت الصحف الروسية اهتمامها اليوم على موضوع التفجير النووي الذي اجرته كوريا الشمالية وردود الفعل الدولية الحادة عليه وقرار شركة /غاز بروم/ باستثمار حقل شتوكمان للغاز في شمال روسيا بدون مشاركة اجنبية وزيارة الرئيس فلاديمير بوتين الى المانيا اليوم ومستقبل العلاقات الروسية الجورجية واحتمال استخدام الهيليوم 3 الموجود على سطح القمر في توليد الطاقة على الارض. وأشارت صحيفة /روسييسكايا جازيتا/ الى ان ردود الفعل الدولية على التفجير النووي في كوريا الشمالية كانت اكثر حدة مما توقعته قيادة هذه البلاد.. فقد ادان التفجير زعماء جميع الدول الكبرى تقريبا ومنها روسيا.. ولم يحدث ذلك لدى قيام اسرائيل والهند وباكستان بتجاريها النووية. وحسب قول الصحيفة فان كوريا الشمالية اصبحت العضو التاسع في النادي النووي الدولي الذي يضم خمسة اعضاء رسميين هم روسياوالولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وثلاثة اعضاء غير رسميين / هم الهند وباكستان واسرائيل / . وأكدت الصحيفة على ان التفجير النووي المذكور يشكل هزيمة كبيرة الى المجتمع الدولي . وقد اظهرت /مجموعة السداسي/ عجزها عن ايقاف كوريا الشمالية . وهذا الامر يعطي الى بلدان أخرى اشارة قوية للأقتداء بكوريا الشمالية . وقد يحدث تفاعل متسلسل في الشرق الاقصى وجنوب شرقي آسيا حيث تمتلك بلدانها القدرة التقنية والعلمية على صنع السلاح النووي. وصرح الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف لصحيفة /نيزافيسميايا جازيتا/ قائلا ان من واجب السداسي ان يواصل المفاوضات مع كوريا الشمالية التي تريد بتفجيرها النووي المساومة من اجل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لنفسها. وبرأيه ان ما يجري في داخل كوريا الشمالية من عمليات معقدة قد ولد التحدي النووي الذي يعكس وضع الوقوف على شفير اليأس. وأكدت صحيفة /فيدوموستي/ على ان التفجير النووي في كوريا الشمالية قد احدث هزة عنيفة في اقتصاد كوريا الجنوبية وهبط مؤشر كوسبي للنمو الاقتصادي بنسبة 6ر2 بالمائة وهي نسبة عالية بالنسبة الى اقتصاد البلاد الذي يسيطر الرأسمال الاجنبي على 40 بالمائة من الاستثمارات فيه والذي يمكن ان يرحل من البلاد في أية لحظة. وبرأي الصحيفة ان الدولة عاجزة عن دعم الاقتصاد الكوري الآن بسبب ضعف قدراتها المالية. وذكرت /فريميا نوفوستيه/ ان قيادة شركة /غازبروم/ قررت عدم اشراك الشركات الامريكية والاوروبية في مشروع استثمار حقل الغاز الضخم شتوكمان في شمال روسيا لتصدير الغاز الى اوربا والقيام بذلك بمفردها. وهذا يعتبر ضربة الى التعاون الاقتصادي مع امريكا وقد وجهت لاعتبارات سياسية اذ كانت موسكو تأمل في اقامة شراكة مع واشنطن في المجال الاقتصادي لكن الامريكيين رفضوا هذه الشراكة ويرديون الهيمنة الأمر الذي لا ينفع مصالح روسيا الوطنية والآن تحولت العلاقات الى منافسة لاسيما بعد ان اقتنعت موسكو بأن الجانب الامريكي لا يريد انضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية كما لا يعجب الكرملين موقف الولاياتالمتحدة من الازمة بين روسيا وجورجيا وتشجيعها تبليسي على القيام باستفزازت ضد روسيا كما حدث مؤخرا لدى اعتقال اربعة ضباط روس بتهمة التجسس في جورجيا. وتحدثت /نيزافيسمايا جازيتا/ عن زيارة بوتين الى المانيا اليوم فقالت ان المانيا واوروبا تريدان اقامة شراكة استراتيجية مع روسيا ولاسيما في مجال الطاقة لكن تنتظر بوتين لدى زيارته الى المانيا اليوم مباحثات صعبة مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل حيث ستوجه اليه اسئلة حول اغتيال الصحفية آنا يوليتكوفسكايا وحول العلاقات الروسية الجورجية والموقف من ايران وقيام روسيا بمد خط انابيب الغاز الى اوروبا بالالتفاف على بلدان البلطيق وبولندا لكن المصالح الاقتصادية ستتغلب في نهاية المطاف على هذه القضايا الهامشية بالنسبة الى اوروبا لأنها تكسب الكثير من التعاون مع روسيا. // انتهى // 1056 ت م