تخيم شكوك كبيرة بشأن الفرص الفعلية للتوصل الى تسوية قانونية بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بشان المعطيات الشخصية للمسافرين المتجهين للولايات المتحدة والتي تطالب بها الحكومة الأمريكية شركات النقل الجوي الاوروبية. وفيما اعلن الاتحاد الاوروبي في ساعة متأخرة من الليلة الماضية ان المحادثات مع الولاياتالمتحدة بشأن تسليم معطيات المسافرين قد انهارت فإن المصادر الامريكية نفت ذلك صباح اليوم وأكدت ان وفد الاتحاد الاوروبي الذي ادار المفاوضات عاد الى بروكسل محملا بمشروع اتفاق سيجري دراسته اوروبيا. واستغرقت آخر جولة من المفوضات الاوروبية الامريكية حول نقل اربع وثلاثين من المعطيات الشخصية الخاصة بالمسافرين الأوروبيين المتجهين الى الأراضي الأمريكية اربعة ايام كاملة في واشنطن وتزامنت مع انتهاء المهلة المحددة للطرفين للتوصل الى اتفاق يتجاوز رفض محكمة العدل الأور,بية لأية تنازل اوروبي لواشنطن في هذا الاتجاه. ودعمت المفوضية الأوروبية بقوة خيار التوصل الى حل جماعي ومشترك لكافة الدول الاوروبية وتوقيع صفقة نهائية مع الولاياتالمتحدة ولكن عددا من الدول الأوروبية وخاصة دول الشمال مثل فنلندا الي تتولى الرئاسة الدورية الأوروبية والسويد تعتبر ان اي نقل للمعطيات الشخصية للمسافرين يتعارض مع البنود الواردة في قوانينها الوطنية الخاصة بحماية الحريات الفردية للمواطن. وتهدد المفوضية الاوروبية التي لم تكشف بعد عن موقفها النهائي بالتوجه نحو تشجيع الحكومات الأوروبية نحو توقيع اتفاقيات منفردة مع الولاياتالمتحدة. وقالت الرئاسة الدورية الفنلندية التي تتولى إدارة المفاوضات الشائكة مع واشنطن في اول ردة فعل لها على انهيار اخر جولة من المفاوضات ان مؤسسات الطيران قد تواجه إجراءات قانونية اذا أمدت الولاياتالمتحدة بمعلومات بدءا من اليوم. واعلنت الولاياتالمتحدة انها سترسل مسودة اتفاق الى الطرف الاوروبي لكنه لا توجد افاق فعلية لتسوية الخلافات بسب تباين وجهات النظر حسب مصادر الاتحاد الاوروبي. وتطالب واشنطن بتسليمها اربعا وثلاثين من المعطيات والمعلومات والبيانات المفصلة عن كافة المسافرين المتجهين الى أراضيها وهو ما تعتبره محكمة العدل الأوروبية منافيا للبنود المؤسسة لاتفاقية الوحدة الأوروبية. وتقول المفوضية الأوروبية ان الاتحاد الأوروبي يواجه فراغا قانونيا في الفترة المقبلة لكن العديد من الدول الأعضاء تؤكد من جهتها انه بالإمكان تحديد موقف موحد رافض للمطالب الأمريكية ودون المساس بمصالح مؤسسات النقل الجوي الأوروبية المهددة من قبل السلطات الأمريكية. ويمثل الانهيار الجديد للمفاوضات بين واشنطنوبروكسل بشان نقل المعطيات الشخصية للمسافرين اخر حلقة من سلسيلة المصاعب الي تواجه ما يعرف بادرة ازمة الارهاب والخطوات المتخذة بين ضفتي الاطلسي لتقليص هامش الحريات العامة للافراد تحت تبرير التصدي للعنف السياسي. وحذرت منظمات الدفاع عن حقوق الانسان الاوروبية من توظيف سجلات المعطيات والى اغراض تجارية ونفعية كما اشارت الى اختراق ذلك وبشكل صريح للقوانين الاوروبية واذا رضخت مؤسسات الطيران الاوروبية في الفترة المقبلة وفي غياب اتفق جماعي أوروبي أمريكي وقامت بتسليم المعطيات الشخصية للمسافرين لسلطت الجمارك الأمريكية فإنها ستواجه هذه المرة بنود القوانين الأوروبية وشكاوى قانونية من قبل زبائنها. // انتهى // 1253 ت م