أكد وزير العدل اللبناني شارل رزق انه يتم حاليا توثيق الجرائم التي ارتكبتها اسرائيل خلال الحرب علي لبنان تمهيدا لمقاضاة المسئولين عنها مشيرا الي ان اسرائيل مازالت مستمرة في حربها بالاصرار علي محاصرة لبنان جوا وبحرا وعدم الانسحاب من المناطق التي احتلتها خلال الحرب. وقال رزق في حديث لصحيفة // الأهرام // المصرية نشرته اليوم أن عنوان المرحلة الجديدة في لبنان هو اعادة بناء الدولة اللبنانية بمشاركة المقاومة وادخال اصلاحات جذرية في جميع المؤسسات علي الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاداري مشيرا إلي أن مساهمة المقاومة في الحياة السياسية قد تتجاوز في اهميتها وعمقها وخطورتها المساهمة الكبيرة التي قدمتها في ميدان التحرير والقتال. وحول الجرائم التي قامت بها اسرائيل خلال الحرب قال رزق لاشك ان اسرائيل قامت خلال حرب ال 33 يوما باعمال تتنافي كليا مع الحضارة ومع القانون الدولي وتعد جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وهنالك من يصفها بجرائم الابادة الجماعية وكأن شعبا بكامله حاولت اسرائيل ان تبيده. وأوضح أن مجزرة / قانا / تمثل ذروة ماكان يجري كل يوم بل يمكن القول ان هذه الحرب كانت كلها قانا وامام هذه المشاهد الفظيعة التي يرفضها القانون والضمير الانساني والحضارة كان من الواجب ملاحقة الذين قاموا بهذه الأعمال البربرية مشيرا الى ان وزارة العدل اللبنانية قد تحركت بدوائرها المتخصصة لجمع الوثائق والدلائل والبراهين علي هذه الجرائم. وأضاف رزق قائلا أنه حصل علي قرار من الحكومة اللبنانية يأمر كل الوزارات بوضع انفسها تحت تصرف المدعي العام لتقديم كافة الوثائق والبراهين والادلة ولدى وزارته ادارة القضايا وهي بمثابة محامي الدولة التي ستقوم باسم الدولة بمقاضاة من قام بهذه الجرائم وهي الحكومة الاسرائيلية والمسئولين الاسرائيليين الذين قاموا بهذه الاعمال مشيرا الى ان المحكمة او المحاكم المختصة التي سيتم اللجوء اليها هو مايتم دراسته حاليا. وفيما يتعلق بتنفيذ القرار 1701 ومازال الحصار مفروضا علي لبنان وماذا يتوقع لحل هذه الأزمة قال الوزير اللبنانى ان تطبيق هذا القرار مازال ناقصا فلبنان نفذه من طرف واحد لكن اسرائيل بعناد كبير ترفض تنفيذ التزاماتها بموجب هذا القرار موضحا ان القرار عبارة عن سلسلة من المواد والفقرات ويتم تنفيذه فقرة بعد أخري وينص في فقرته الأولي علي انسحاب الجيش الاسرائيلي من الاراضي اللبنانية التي احتلتها خلال الحرب وحلول الجيش اللبناني محلها مطعما بقوات دولية. وحول الجدل الذى تشهده الساحة السياسية في لبنان حول العلاقة بين الدولة والمقاومة ماهي رؤيته لهذه الاشكالية علي ضوء نتائج الحرب الأخيرة اكد رزق ان المقاومة هي جزء اساسي من المجتمع السياسي اللبناني وقامت بدور بطولي في الجنوب وقاومت اسرائيل بضراوة والحقت بها خسائر كبيرة مشيرا الى ان هناك وضع جديد في الجنوب وقد سارعت المقاومة الي الاعتراف به. واستطرد قائلا ان المقاومة تتجه نحو مزيد من الانخراط في العملية السياسية ومساهمتها في الحياة السياسية قد تتجاوز في اهميتها وعمقها وخطورتها المساهمة الكبيرة التي قدمتها في ميدان ومجال التحرير والقتال .. مؤكدا أنه بعد ان دخل الجيش اللبناني الجنوب بموافقة المقاومة مطعما بقوات دولية وبعد ان حظي لبنان بهذا الاهتمام الدولي وبهذه الالتزامات الدولية فان الوضع في الجنوب اختلف كليا وبالتالي فان المقاومة هي الآن امام دور كبير وعظيم في عملية تحريك واصلاح المجتمع السياسي والدولة. // انتهى // 1324 ت م