اكد صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية ورئيس الوفد المملكة العربية السعودية في اجتماع وزراء الخارجية العرب المنعقد في بيروت ان ما تردد تلميحا او تصريحا ان المملكة العربية السعودية تقف في وجه انعقاد قمة عربية طارئة تعالج الموقف في لبنان لا يمت الى الواقع بصلة مطلقا. واشار الى انه مفوض ان يعلن ان حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز /حفظه الله/ مستعدة ليس فقط لحضور قمة عربية طارئة فحسب بل وللدعوة اليها وعلى ارضها في اطهر البقاع واقدسها في جوار بيت الله الحرام في مكةالمكرمة وذلك في الوقت الذي يتفق عليه قادة الدول العربية. وشدد سموه في كلمة القاها في جلسة المؤتمر الاستثنائي لمجلس وزراء الخارجية العرب اليوم على ان المملكة العربية السعودية لا تضع شروطا مسبقة للقمة وكل ما تامله وتطلبه هو ان يأتي انعقاد هذه القمة بعد اعداد وتهيئة جيدة لها والاعتماد في ذلك على استراتيجية عربية واضحة يكون مبتغاها الخروج بنتائج ملموسة وبدائل وخيارات تتناسب مع تطلعات الشعب العربي وطموحاته. وقال سموه / يعز على المملكة العربية السعودية ان نلتقي اليوم وسط هذا الدمار والخراب الذي احدثته الآلة العسكرية الاسرائيلية الهمجية في عاصمة من اجمل العواصم العربية في لبنان الحبيب الذي يحتل مكانة مميزة في قلب كل عربي/. واضاف سموه /ان لبنان الذي يستضيف هذا الاجتماع العربي الهام كان وسيظل باذن الله يمثل الوجه الحضاري والمشرق لعالمنا العربي وجه الحرية والتعددية والتعايش الاخوي بين مختلف الاديان والمذاهب وان لبنان الموحد بجميع فئاته واطيافه لا يجب ان يكون تحت أي ذريعة ساحة صراع للنزاعات الاقليمية والدولية. وتابع سموه / فهذا العضو المؤسس لجامعة الدول العربية هو اكثر من عانى في سبيل قضايانا وان من حقه علينا جميعا ان نقف معه اليوم لمواجهة التحديات الخطيرة التي فرضتها الظروف عليه /. واردف سموه / ان نظرة عابرة لتاريخنا العربي المعاصر كفيلة بان تجعلنا ندرك ان اساس المنزلق الذي نجد انفسنا فيه اليوم والذي يدفع لبنان ثمنه وتكاليفه يكمن في غياب وحدة القرار الوطني فمن الملاحظ ان دولنا العربية فقدت تدريجيا قدرتها على التركيز على المصلحة الوطنية وتغليب هذه المصلحة على غيرها من النزاعات الاقليمية والفئوية حتى اننا في سياق الابتعاد عن منطق القرار الوطني اصبحنا عرضة لضغوط وجذب اطراف ثالثة تحاول اقناعنا بان حلول مشاكلنا موجودة لديها /. ولفت سموه الى ان ذلك حصل عام 1967 م وتكرر الامر في حرب الخليج الاولى وكذلك ابان احتلال الكويت وما شهدته القضية الفلسطينية على امتداد تاريخها من محاولات استغلال وما نشهده اليوم في لبنان من تجاذبات وطروحات اقيلمية ودولية. //يتبع// 1926 ت م