شهدت التصريحات السياسية لقائد القوات البرية الاسبانية الجنرال خوسى مينا اغوادو تطورا مثيرا بعد قرار وزير الدفاع الاسبانى خوسى بونو فرض الاقامة الاجبارية عليه0 وكان قائد القوات البرية الاسبانية قد ادلى امس فى اليوم الوطنى للقوات المسلحة بتصريحات مفادها ان الجيش قد يتدخل لحماية وحدة البلاد فى حالة تجاوز تعديل قوانين الحكم الذاتى فى اشارة الى امكانية منح الحكومة صفة وطن داخل اسبانيالاقليم كاتالونيا0 واجتمع وزير الدفاع الاسبانى اليوم مع قائد القوات البرية وفى اعقاب ذلك قرر الوزير احالة اغوادو الى الاقامة الجبرية 00كما تقدم الى الحكومة بمقترح لعزله من منصبه ثم احالته الى التقاعد0 وكشف قائد القوات البرية الاسبانية ان ما صدر عنه من تصريحات هو انعكاس للاراء وسط المؤسسة العسكرية حيث اعرب الكثير من الضباط عن قلقهم بشان وحدة البلاد0 فى غضون ذلك خلقت التصريحات انقساما واسعا وسط الطبقة السياسية بل وحتى الجيش نفسه لكنها وفق المراقبين تعكس قلق الجيش الاسبانى من التحولات التى تعيشها البلاد جراء ارتفاع مطالب الحركات القومية وخاصة فى الاقاليم التى ترغب فى اعادة صياغة علاقتها القانونية مع الحكومة المركزية وبالاخص اقليمى كاتالونيا وبلد الباسك0 فكاتالونيا تطالب بتعديل قانون الحكم الذاتى وقد تحصل على هذا التعديل فى المستقبل القريب مما يجعلها تتمتع بصفة / وطن داخل اسبانيا / فى حين ان اقليم بلد الباسك الذى يتمتع باعلى سقف من صلاحيات الحكم الذاتى فى مجموع الاتحاد الاوروبى يهدف الى الانفصال عن اسبانيا وتكوين جمهورية جديدة 0 يذكر ان المادة الثامنة من الدستور الاسبانى تخول للجيش التدخل لحماية الوحدة الترابية من الانفصال او من هجوم خارجى0 وشنت جميع الاحزاب حملة ضد الجنرال اغوادو رافضة تصريحاته باستثناء الحزب الشعبى المعارض الذى اكد على لسان احد الناطقين باسمه غابرييل اولورياغا / ان هذه التصريحات تكشف مدى التوتر الذى تعيشه البلاد بسبب المطالب الكبيرة لتعديل قوانين الحكم الذاتى /0 وطالبت جريدة الباييس الاسبانية فى افتتاحيتها اليوم الاقالة الفورية لهذا الجنرال فى حين ان جريدة لراسون اكدت انه لا يمكن حل هذه الازمة من خلال اقالة اغوادو الذى سيحال على التقاعد فى مارس المقبل فالحكومة يجب ان تفكر جيدا فى العواقب التى يمكن ان تنتج عن تعديل قوانين الحكم الذاتى ومنح كاتالونيا صفة وطن فى حين ارتفعت اصوات اعلامية وسياسية واكاديمية محسوبة على اليمين بتاييد هذه التصريحات والدفاع عنها0 يذكر ان المؤسسة العسكرية حكمت فى اسبانيا لعقود متقطعة خلال القرنين الاخيرين 00ابرزها حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذى دام ما بين 1939 الى 1975م وحاول الجيش العودة الى الحكم فى فبراير 1998م لكن الانقلاب العسكرى فشل وتم اعتقال وسجن اغلب المتورطين فيه0 // انتهى // 2130 ت م