تعيش اسبانيا على ايقاع التصريحات التى أدلى بها قائد القوات البرية الجنرال خوسى مينا أغوادو بأن المؤسسة العسكرية قد تضطر الى التدخل فى حالة المصادقة على قوانين جديدة للحكم الذاتى فى اسبانيا تتجاوز اطار الدستور0 وهذه التصريحات التى أدلى بها أمس فى اليوم الوطنى للقوات المسلحة خلقت انقساما واسعا وسط الطبقة السياسية بل وحتى الجيش نفسه لكنها تعكس قلق الجيش الاسبانى من التحولات التى تعيشها البلاد جراء ارتفاع مطالب الحركات القومية وخاصة فى الاقاليم التى ترغب فى اعادة صياغة علاقتها القانونية مع الحكومة المركزية وبالاخص اقليمى / كاتالونيا / و / بلد الباسك 0/ ف / كاتالونيا / تطالب بتعديل قانون الحكم الذاتى وقد تحصل على هذا التعديل فى المستقبل القريب مما يجعلها تتمتع بصفة / وطن داخل اسبانيا / فى حين أن اقليم / بلد الباسك / الذى يتمتع بأعلى سقف من صلاحيات الحكم الذاتى فى مجموع الاتحاد الاوروبى يهدف الى الانفصال عن اسبانيا وتكوين جمهورية جديدة0 يذكر أن المادة التاسعة من الدستور الاسبانى تخول للجيش التدخل لحماية الوحدة الترابية من الانفصال أو هجوم خارجى0 تصريحات أغوادو دفعت برئيس الاركان العسكرية الجنرال فليكس سانز رولدان أن يطلب من وزير الدفاع خوسى بونو الاقالة الفورية لقائد القوات البرية واستدعى الوزير الجنرال أغوادو اليوم لاستفساره عن معنى هذه التصريحات السياسية0 وشنت جميع الاحزاب حملة ضد الجنرال رافضة تصريحاته باستثناء الحزب الشعبى المعارض الذى أكد على لسان أحد الناطقين باسمه غابرييل أولورياغا أن / هذه التصريحات تكشف عن مدى التوتر الذى نعيشه بسبب المطالب الكبيرة لتعديل قوانين الحكم الذاتى 0/ وطالبت صحيفة // الباييس // فى افتتاحيتها اليوم الاقالة الفورية لهذا الجنرال فى حين أن صحيفة // لراسون // أكدت أنه لا يمكن حل هذه الازمة من خلال اقالة أغوادو الذى سيحال على التقاعد فى مارس المقبل فالحكومة يجب أن تفكر جيدا فى العواقب التى يمكن أن تنتج عن تعديل قوانين الحكم الذاتى ومنح كاتالونيا صفة وطن فى حين ارتفعت أصوات اعلامية وسياسية وأكاديمية محسوبة على اليمين بتأييد هذه التصريحات والدفاع عنها0 ويذكر أن المؤسسة العسكرية حكمت فى اسبانيا لعقود متقطعة خلال القرنين الاخيرين أبرزها حكم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذى دام ما بين 1939 الى 1975م وحاول الجيش العودة الى الحكم فى فبراير 1998 م لكن الانقلاب العسكرى فشل وتم اعتقال وسجن أغلب المتورطين فيه0 // انتهى // 1310 ت م