تستقطب المساجد فى تونس خلال شهر رمضان المبارك الاف المصلين خاصة تلك المساجد ذات التاريخ والشهرة الواسعتين0 وهناك معلمان لهما مكانة خاصة فى قلوب التونسيين حيث عبق التاريخ الاسلامى والفتوحات الاسلامية / الاول / جامع القيروان الذى قامت حوله عاصمة الفتح الاسلامى الاولى فى المغرب العربى عام50 للهجرة وحمل اسم القائد الفاتح الذى أسسه عقبة بن نافع الفهرى والثانى جامع الزيتونية الذى تأسس بعده بنحو ثلاثين عاما وقد أقامه القائد الفاتح حسان بن النعمان عام 80 للهجرة0 احتوت القيروان عددا من المساجد والمعالم الاسلامية الفريدة مثل مدينة رقادة التى تاسست عام 264 ه وفاسقية الاغالبة الشهيرة فيما استطاع جامع عقبة ان يظل مهيمنا على المدينة وعلى معمارها يلحظه القادم خاصة من الشمال على الاطراف الشرقية للقيروان بلونه الصحراوى نهارا وصومعته الفخمة ليلا تتلالا منها الاضواء الرمضانية الوضاحة وكلما اقترب الزائر من جامع عقبة باسواره العالية واقواسه أحس مجد التاريخ وعز الاجداد ومكانة علماء مروا من هناك واعطوا دروسا قيمة وتنافسوا فى تقريب الرواد والتلاميذ0 ولقد تميز جامع عقبة بظهور عناصر معمارية ظهرت لاول مرة فى تاريخ العمارة الاسلامية فى المساجد وهو اقدم الامثلة التى انتشرت من بعد انتشارا كبيرا فى المشرق والمغرب ولعل منبر القيروان هو من اقدم المنابر المعروفة وأكثرها ابداعا0 وتهيأت لجامع القيروان مكتبة احتوت عديد المؤلفات القيمة وقد استمرت العناية بها الى القرن الخامس وقد بقى منها قسط كبير الى العصر الحديث0 وفى القرن الخامس الهجرى انتقلت الحركة العلمية شيئا فشيئا الى تونس وتلقف جامع الزيتونية الدور وقد عرف جامع الزيتونة الذى بدا تخطيطه عند تاسيسه بسيطا تحسينات واضافات على مر التاريخ ليس اخرها مئذنته الحالية التى اقيمت عام 1312ه وعوضت سالفتها الحفصية التى كانت فى غاية البساطة0 ومن حيث التعليم والدرس فان اقدم اثر عثر عليه يفيد بتداول التعليم بجامع الزيتونة يرجع الى اوائل القرن الثالث للهجرة وقد انطلقت الدروس بصورة نهائية ومستمرة منذ ظهور الدولة الحفصية اوئل القرن السابع للهجرة0 ولم يكن جامع عقبة وجامع الزيتونة وحدهما المعلمان البارزان فى تاريخ المساجد التاريخية التونسية فقد اقيمت فى سوسة وصفاقس والمهدية وغيرها مساجد اخرى فى عصور الاسلام الاولى شهدت حلقات الدرس والتعليم وتنافس العلماء والتلاميذ0 // انتهى // 1230 ت م