جامع الزيتونة جامعة ومسجد كبير في مدينة تونس، يعد ثاني المساجد التي بنيت في أفريقيا بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان. يرجح المؤرخون أن من أمر ببنائه هو حسان بن النعمان عام 79 ه وقام عبيد الله بن الحباب بإتمام عمارته في 116 ه. هذا ولا يزال مؤسسه أو بانيه محل خلاف بين المؤرخين، وكان جامع الزيتونة محور عناية الخلفاء والأمراء الذين تعاقبوا على أفريقيا، إلا أن الغلبة كانت للبصمات ولمنحى محاكاته بجامع القيروان وقد منحته تلك البصمات عناصر يتميز بها إلى اليوم، وتتمثل أهم هذه العناصر في بيت صلاة على شكل مربع غير منتظم وسبع بلاطات مسكبة معمدة تحتوي على 15 مترا مربعا وهي مغطاة بسقوف منبسطة. وقد اعتمد أساسا على الحجارة في بناء جامع الزيتونة مع استعمال الطوب في بعض الأماكن. وتتميز قبة محرابه بزخرفة كامل المساحة الظاهرة في الطوابق الثلاثة بزخارف بالغة في الدقة تعتبر الأنموذج الفريد الموجود من نوعه في العمارة الإسلامية في عصورها الأولى. ومثلما اختلف المؤرخون حول باني المسجد الجامع، فقد اختلف الرواة حول جذور تسميته، فمنهم من ذكر أن الفاتحين وجدوا في مكان الجامع شجرة زيتون منفردة فاستأنسوا بها وقالوا: إنها لتؤنس هذه الخضراء وأطلقوا على الجامع الذي بنوه هناك اسم جامع الزيتونة.