يحتفي العالم ب"اليوم العالمي للشعر"؛ الذي يوافق 21 من مارس؛ حيث أعلنته منظمة اليونسكو في المؤتمر العام لها؛ خلال دورته الثلاثين المنعقدة في باريس عام 1999م؛ لإحياء الشعر وتعزيز القراءة والكتابة، ونشر وتدريس الشعر في جميع أنحاء العالم، وإعطاء زخم للحركات الشعرية الوطنية والإقليمية والدولية. ويهدف الاحتفاء إلى إبراز تنوع أشكال التعبير، والحفاظ على مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، إلى جانب مخاطبته القيم التي تتقاسمها الشعوب؛ لقدرته الفائقة على التواصل الأكثر عمقاً للثقافات المتنوعة؛ إذ من خلاله تبث قيم الخير والعدل والتسامح والتقارب بين الثقافات المتعددة، بما يرسخ قيم الحوار والتلاقي والتفاهم، والاهتمام بالشعر هو اهتمام باللغة العربية التي تمثل لسان العرب، والعنصر الأساسي من هويتهم الثقافية والحضارية. ويجمع الشعر ببنيته وخصائصه ولغوياته ولسانياته قيماً إنسانية مشتركة في كل لغات العالم، فتمتلك أبسط القصائد القدرة على إثارة الحوار، ويستطيع النص الشعري الواحد أن يكون متناً لنصوص متوارية وموازية فيتجاوز المعنى المكتوب لمعانٍ أخرى تسهم في توليد دلالات وتكريس فضاءات لغوية، ولسانية غير مطروقة. من جانبها شاركت هيئة الأدب والنشر والترجمة؛ منتصف يونيو الماضي في المهرجان العالمي للشعر؛ الذي نظمته جمعية سيدي بوسعيد للمألوف والتراث الموسيقي بتونس؛ بحضور عددٍ من الشعراء والنقاد من مختلف الدول العربية والعالمية؛ والذي يقام في كل عام بمدينة سيدي بوسعيد المطلة على البحر المتوسط في الضاحية الشمالية للعاصمة "تونس"، ويعد أحد أهم المهرجانات الشعرية في الوطن العربي. وتأتي مشاركة هيئة الأدب والنشر والترجمة في هذا المهرجان العالمي؛ ضمن جهودها في إثراء المحتوى، والوصول للمتلقي محلياً وعالمياً، وتعزيز التبادل الثقافي والمعرفي من خلال دعم وجود الأدباء السعوديين في الملتقيات العالمية؛ في حين تثري الهيئة تجربة إستراتيجيات ترجمة الشعر؛ إثراءً للتبادل المعرفي والثقافي؛ حيث يمتد الحراك الترجمي لعصورٍ مختلفة؛ وتتضمن رحلة ترجمة الشعر مجموعة من الخطوات؛ بداية من الشذرات والمقاطع والقصائد القصيرة، ثم اختبار جودة المنتج عبر النشر من خلال منصات التواصل الاجتماعي، وذلك من أجل اكتساب الخبرة وتمرين الأدوات والحصول على التوجيه من الخبراء في هذا المجال.