أصدر مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة اللغة العربية، كتاب "الجهود السعودية في الترجمة من العربية"، وذلك في 5 فصول، تناولت موضوعات ذات أهمية كبرى حول الترجمة وعلومها المتشعبة، وجهود النهوض بمحتوى الترجمة المتخصصة وكذلك الترجمات الأدبية، وما يصاحبهما من جهود مؤسساتية. حاجة أكد المتخصص في علوم اللغة الألمانية وآدابها الدكتور مالك عباد الوادعي، تنامي الحاجة لوجود مراجع دقيقة متخصصة بالدراسات الخاصة بالترجمة وعلومها، باعتبارها علما مستقلا. وأشار الوادعي -محرر الكتاب- إلى أن الترجمة من أكثر العمليات تعقيداً، كونها تتطلب العمل على مجموعة معقدة من العناصر المتشعبة، وأهمها المترجم والنص، إذ يعمل المترجم على نقل الشكل والمضمون للنص عبر لغتين وثقافتين مختلفتين. وأضاف "هذه النقول تسهم بشكل أساسي في مواكبة التطورات العلمية والإفادة منها، بينما تتمحور عملية الترجمة حول فهم النص، قبل الانتقال لمرحلة التجريد اللغوي له ومن ثم الوصول إلى المرحلة الأخيرة المتمثلة بإعادة الصياغة في اللغة الهدف". دور كتب الدكتور إبراهيم القرني في الفصل الأول للكتاب، عن دور مراكز الترجمة في الجامعات السعودية في إثراء الترجمة، مؤكداً أنها تضطلع بدور محوري يثري ويشجع الترجمة،ووصف حركة الترجمة في المملكة بالمزدهرة، حيث استحدثت جامعات سعودية مراكز للترجمة يعمل فيها نخبة من المترجمين، تتولى أعمال الترجمة من حيث الأداء والإشراف والتنظيم والنشر. جوائز تطرق الدكتور مبارك القحطاني، لجوائز الترجمة السعودية ودورها في دعم العمل الترجمي، مؤكداً أن الترجمة شهدت تطوراً بإطلاق جوائز تحظى بدعم مادي ومعنوي كبيرين. كما تناول رواج جوائز الترجمة على المستويات الشعبية والأكاديمية وصولا إلى أكبر جوائز الترجمة السعودية وأسخاها دعماً وهي "جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة"، التي نشأت كمشروع علمي وثقافي يؤسس للتواصل الثقافي والمعرفي بين اللغات والشعوب لتسهم في إحداث نقلة معرفية نوعية وتحول نحو مجتمع المعرفة من خلال الترجمة. ترجمة لسانية أتى الدكتور عبدالله بن طويرش على الجهود السعودية في ترجمة كتب علم اللسانيات، وأضاف أن إسهامات علم اللسانيات ذات استخدامات ضرورية في ظل ما يشهده العالم من طفرة حضارية متسارعة تواكبها زيادة مضطردة لفهم لسانيات ومفردات ذلك التطور. وأضاف "تتعدى إسهامات علم الترجمة في مجال اللسانيات لتشمل الحاسب الآلي، والدراسات الاجتماعية بتخصصاتها المختلفة"، موضحاً أن الترجمة تنعكس على قدرة المجتمعات على مواكبة التطورات الناشئة وعلى التحديث المستمر المبني على نقل التقنيات والخبرات. أعمال مترجمة عرض الدكتور عبدالله الأسمري في الفصل الرابع للكتاب، للأعمال الأدبية السعودية المترجمة إلى الإنجليزية، وشمل الموضوع 11 مبحثاً أكدت أن هناك حركة أدبية نشطة بالمملكة في الآونة الأخيرة تتجلى في الكم الكبير من الأعمال الروائية والقصصية والشعرية التي نشرها سعوديون عبر منافذ شتى، على رأسها الكتاب المطبوع. ممارسة مؤسسية عرج الدكتور عبدالله الخميس على ممارسة المؤسسات الأكاديمية للترجمة في المملكة: الغايات الفردية والمؤسساتية. وركز خلال مباحثه ال3 الرئيسة على ترجمات أعضاء هيئة التدريس للكتب والمقالات العلمية ونحوها لأغراض أكاديمية مختلفة، والمنشورة من خلال مراكز الترجمة أو دور النشر التابعة للمؤسسات الأكاديمية السعودية. أهداف الكتاب - التعريف بجهود دعم حركة الترجمة في المملكة على مستوى الجامعات ومراكزها، وجهود أعضاء هيئة التدريس السعوديين. - الإفادة من الخبرات المكتسبة في مجال دعم وتشجيع الترجمة، عبر جوائز الترجمة المحلية والعربية. - الاستفادة من تجارب الترجمات المتخصصة.