أكد معالي نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، أن مستهدفات رؤية المملكة 2030 أحدثت نقلات تحولية كبرى في كافة قطاعات منظومة البيئة والمياه والزراعة، من خلال الأهداف الإستراتيجية لبرنامج التحول الوطني المسندة للمنظومة، مشيرًا إلى أن الدعم اللامحدود الذي تحظى به المنظومة من قِبل القيادة الرشيدة، أسهم في تحقيق العديد من أهدافها ومنجزاتها. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة حوارية بعنوان "البنى التحتية في المملكة في ظل رؤية 2030"، ضمن أعمال ملتقى "التحول الوطني.. واقعٌ نعيشه" الذي عُقد بالرياض في 13 مارس 2023م؛ بهدف مناقشة واستعراض أبرز الجهود والإنجازات التي حققها برنامج التحول الوطني منذ إطلاقه في عام 2016م، وتم خلال الملتقى منح الوزارة جائزتين؛ الأولى جائزة الأداء المميز لعام 2022م، والثانية جائزة تحقيق أرقام قياسية في إنتاج المياه المحلاة. وأوضح المهندس المشيطي أن تلك الأهداف الإستراتيجية تمثّلت في، الحد من التلوث بمختلف أنواعه، وحماية البيئة من الأخطار الطبيعية، بالإضافة إلى حماية وتهيئة المناطق الطبيعية، إلى جانب ضمان تحقيق استفادة مستدامة من الموارد المائية، وضمان تحقيق الأمن التنموي والغذائي, مضيفًا أنه تمت إعادة هيكلة الإطار المؤسسي للمنظومة، من خلال وضع الإستراتيجية الوطنية، وسن عددٍ من الأنظمة واللوائح التنفيذية، بالإضافة إلى تأسيس صندوق البيئة وعددٍ من المراكز المتخصصة. وأبان معالي نائب الوزير أن قطاع المياه بالمملكة يواجه العديد من التحديات، أبرزها الطلب المتزايد على المياه حاليًا ومستقبلًا؛ كونها عنصر حياةٍ أساسي لتلبية الاحتياجات البشرية واستدامة النمو الاقتصادي والاجتماعي، فضلًا عن محدودية موارد المياه الطبيعية بالمملكة، بالإضافة إلى وجود تحديات في قطاع توزيع المياه، تتمثل في كبر المساحة واتساعها، ووعورة تضاريس بعض المناطق، مشيرًا إلى أن الوزارة عملت بشكلٍ مستمر ومتواصل، وبدعمٍ لامحدود واهتمامٍ كبير من قِبل القيادة الرشيدة - أيدها الله -؛ على مواجهة تلك التحديات، حيث وضعت إستراتيجية وطنية للمياه وفق رؤية 2030، تضمنت أهدافًا إستراتيجية وبرامج ومبادرات، تعمل كمنظومة واحدة لتعزيز إدارة الموارد المائية، وتنظيم ورفع جودة الخدمات المائية لجميع القطاعات المستفيدة، كما حرصت على توظيف البحث والابتكار لرفع كفاءة قطاع المياه، وقدمت الوزارة عدة مبادرات نوعية لتحقيق أمنٍ مائي مستدام يدعم الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ومن أبرز تلك المبادرات، مبادرة تعزيز المصادر من المياه المحلاة، والتي أسهمت في تحقيق إنجازات كبرى لقطاع المياه، من أبرزها، تحقيق المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة رقمًا قياسيًا في إنتاج المياه المحلاة، وصل إلى (6.3) ملايين متر مكعب يوميًا بنهاية 2022م. وأشار المهندس المشيطي إلى أن المملكة لديها مستهدفات بيئية طموحة ومشاريع كبرى، تمتد آثارها محليًا وإقليميًا ودوليًا، وقد أسهم برنامج التحول الوطني في تحقيق عددٍ من تلك الأهداف البيئية، منها، زيادة مساحة الغطاء النباتي الطبيعي المعاد تأهيله بما يتجاوز (93) ألف هكتار بنهاية 2022م، وزيادة نسبة مساحة المناطق المحمية البرية والمسجلة من إجمالي مساحة المملكة، إلى (16.8%) بنهاية 2022م، بالإضافة إلى رفع دقة التوقع والإنذار المبكر للأخطار الجوية قبل 3 أيام إلى (76.9%). وتطرق معاليه خلال حديثه في الجلسة الحوارية، إلى أبرز جهود المملكة لمجابهة تحديات الأمن الغذائي محليًا، ومنها، العمل على زيادة الإنتاج المحلي، عبر تشجيع اعتماد التقنيات الحديثة وأنظمة الري والتسميد الفعّالة، وبناء قدرات المزارعين من خلال منصات الإرشاد الإلكترونية؛ مما أسهم في تحقيق مستويات عالية في نسب الاكتفاء الذاتي للعديد من السلع، بالإضافة إلى تنويع مصادر استيراد المنتجات الغذائية ومدخلات الإنتاج الزراعي؛ لمعالجة نقص الغذاء المنتج محليًا، إلى جانب تشجيع الاستثمار في التقنيات الزراعية الحديثة، والبحوث الخاصة بطرق الزراعة المتقدمة كالزراعة العمودية والدائرية، كما تم تنفيذ برنامج طموح للتنمية الريفية المستدامة استهدف سبعة قطاعات بمبلغ (11) مليار ريال، كما تمت زيادة قروض صندوق التنمية الزراعية للقطاع الزراعي بأكثر من (400) خلال السنوات الأربع الماضية؛ للإسهام في استدامة النظم الغذائية المحلية. وبين المهندس المشيطي أن الوزارة اتخذت خطوات مهمة لتطوير القطاع الزراعي واستدامة النظم الغذائية وسلاسل الإمداد، وذلك من خلال تبني وإدخال النظم والتقنيات والابتكارات الحديثة، والتوسع في استخدام الممارسات الزراعية الجيدة السعودية وتطبيق علامات جودة الأغذية، إلى جانب تشجيع الفرص الاستثمارية؛ لتعزيز انتاجية القطاع ورفع كفاءته التشغيلية والإنتاجية، كما أطلقت العديد من المبادرات التي أسهمت في تطوير القطاع الزراعي، وتأمين سلاسل إمداد الغذاء بالمملكة. يُشار إلى أن انعقاد ملتقى "التحول الوطني...واقعٌ نعيشه"، يأتي لمناقشة أبرز التطورات والجهود التي حققها برنامج التحول الوطني منذ إطلاقه في يونيو من عام 2016م، باعتباره أول برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، ويهدف الملتقى إلى استعراض أبرز إنجازات منظومة ومبادرات برنامج التحول الوطني منذ إطلاقه، كما يُعقد الملتقى بالتزامن مع إطلاق تقريره السنوي لعام 2022م، والذي يسلط الضوء على أبرز الجهود والإنجازات التي حققها البرنامج، مُصنفة وفق سبعة قطاعات تمثل القطاعات الرئيسة التي يستهدفها، إلى جانب استعراض مدى تقدُّمه في تحقيق أهدافه من خلال مؤشرات قياس الأداء ومستهدفاتها، والقيم المحقَّقة لعام 2022م.