نقل مهرجان درب زبيدة بقرية لينة زواره لذاكرة الكتاتيب في بداية التعليم غير النظامي بمنطقة الحدود الشمالية قبل نحو 8 عقود، وذلك في قصر الإمارة بلينة آنذاك، والتعرف على مرحلة تلك الحقبة التاريخية في مسيرة التعليم التى عاشتها المنطقة. واقترنت مرحلة "الكتاتيب" بالشيخ عبدالله بن دليم الذي يعد أول معلم لهذه المرحلة التي تعد أولى عتبات التعليم في منطقة الحدود الشمالية للبنين بعام 1361ه، في قصر الإمارة - قصر الملك عبدالعزيز الأثري -في قرية لينة. وتعود تفاصيل تلك المرحلة بعد مغادرة الشيخ ابن دليم بلدته ضرما متجها إلى لينة، بدعوة من أميرها سليمان الشنيفي، ليكون إمامًا لمسجد الإمارة ومعلما لأبناء الأمير وأبناء أهالي لينة، حيث كان يجمع طلابه في مسجد قصر الإمارة يعلمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، فكان كل متعلم يحضر معه لوح خشبي صغير وسطحه مصبوغ وأملس، لتسهل الكتابة عليه بالحبر الذي كان يصنع من سنو الحديد، ليقوم الصبي بتهجيتها باستمرار، ويحمل اللوح معه إلى المنزل ليسترجع المعلومات المكتوبة عليها بين حين وآخر. وكانت الدراسة في ذلك الوقت تبدء صباحاً وحتى صلاة الظهر، يعقبها فترة راحة إلى العصر، ثم يعودون بعد العصر إلى الدراسة حتى قبل المغرب بساعة بعدها ينصرفون إلى منازلهم. يذكر أن بداية الحركة التعليمية النظامية في المنطقة بدات فعلياً في عام 1372 ه عبر إنشاء ثلاث مدارس ابتدائية وهي: مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب الابتدائية في عرعر، ومدرسة هارون الرشيد الابتدائية في رفحاء، ومدرسة حطين الابتدائية في طريف، فيما شهد التعليم حالياً تطوراً كبيراً، إذ بلغ أعداد المدارس بمختلف المراحل أكثر من 500 مدرسة، يصل عدد الدارسين فيها إلى قرابة 100 ألف طالب وطالبة.