أعاد "شتاء درب زبيدة" الذي تُنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية "ITBA" في قرية لينة التاريخية، بذاكرة الزوار لمراحل التاريخ الحديث التي عاشتها المنطقة، ومن ضمنها بداية التعليم بمنطقة الحدود الشمالية. وتؤرخ بداية التعليم في منطقة الحدود الشمالية للعام 1361ه وذلك من عبر مراحل كانت أولاها مرحلة الكتاتيب التي قامت في قصر الإمارة - قصر الملك عبدالعزيز الأثري - , ويُعدُّ الشيخ عبدالله بن دليم أول معلم لهذه المرحلة، حيث كان يجمع طلابه في مسجد القصر ليعلمهم القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة، على أدوات بدائية تشمل اللوح الخشبي يكتب عليها بالحبر المصنوع من سنو الحديد. وقد بقي هذا الوضع التعليمي غير الرسمي على ما هو عليه حتى دخول المنطقة حقبة جديدة مع مد خط الأنابيب (التابلاين) وما أعقبه من تغيرات جذرية شملت جميع أوجه الحياة المختلفة في المنطقة بما فيها التعليم. ويعد العام 1372ه بداية الحركة التعليمية النظامية في المنطقة، وذلك بإنشاء ثلاث مدارس ابتدائية وهي: مدرسة الإمام محمد بن عبدالوهاب الابتدائية في عرعر، ومدرسة هارون الرشيد الابتدائية في رفحاء، ومدرسة حطين الابتدائية في طريف. وشكلت تلك المدارس نواة التعليم النظامي وغرسة الأول في المنطقة. حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب فيها سنة التأسيس 64 طالبًا، تضمهم 4 فصول، ويقوم بتدريسهم 7معلمين, وتزايد أعداد الحاصلين على الشهادة الابتدائية في المنطقة. وأسست مدرستين متوسطتين في كل من رفحاء وطريف، وفي عام 1386ه تأسست مدرسة رفحاء المتوسطة، ومدرسة طريف المتوسطة، وبعد ثلاث سنوات على تأسيس أول مدرسة متوسطة في المنطقة بعرعر، ومع تخرج أول دفعة تحمل الشهادة المتوسطة في المنطقة، تم تأسيس ثانوية عرعر (ثانوية الملك فهد حاليًا) وذلك عام 1379ه، ومع تزايد أعداد الحاصلين على الشهادة المتوسطة في المنطقة، اقتضى الأمر تأسيس مدارس ثانوية أخرى، فأسست ثانوية طريف عام 1393ه، لتساعد طلاب مدينة طريف من مواصلة دراستهم الثانوية، وفي عام 1394ه أسست ثانوية رفحاء. ويشهد التعليم بالمنطقة تطوراً حيث تصل أعداد المدارس بمختلف المراحل أكثر من 500 مدرسة يصل عدد الدارسين بها إلى نحو 84 ألف طالبًا وطالبة. يذكر أن هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية "إتبا" تواصل دورها الريادي حيال تنمية مركز لينة وإعادة كل الآثار التاريخية والحفاظ على المتبقي منها، إلى جانب عقد الشراكات مع هيئات ومؤسسات لتعيد المسارات التاريخية والآثار وتطويرها بما يعزز دور لينة السياحي في شمال المملكة. ويُعد "شتاء درب زبيدة" الذي يستمر لمدة شهرين تجربة ترفيهية وثقافية يستمتع بها الزائر ويتعرف على حضارة المنطقة، كما تقدم الهيئة العديد من الجوانب التوعوية للزوار خلال الفعاليات، لرفع الوعي بأهمية حماية البيئة، والحفاظ على تنوعها، حيث تمثل الفعاليات فرصة مناسبة لإيصال الرسائل البيئية بطريقة تفاعلية تزرع الاهتمام بالبيئة لدى الزائرين.