يحتفل رواد ورائدات الأعمال حول العالم بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال (GEW)، والذي يعد مبادرة دولية تهدف لنشر ثقافة ريادة الأعمال على مدار أسبوع كامل، كما تتضمن مشاركة الخبراء وصناع السياسات والاستشاريين والمرشدين في تقديم العديد من ورش العمل والجلسات والبرامج المساهمة في خلق حلقة وصل بين المجتمع ورواد ورائدات الأعمال، وتنمية وتطوير المشاريع الناشئة عالمياً. بدورها سجلت المملكة العديد من النجاحات والتقدم في الكثير من المؤشرات العالمية، والتي من أبرزها تقدّمها إلى المركز الرابع في مؤشر ريادة الأعمال ضمن تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال GEM للعام 2021 – 2022؛ بعد أن كانت في المركز السابع العام الماضي، فيما تفوّقت المملكة بتصدّرها المرتبة الأولى عالميًّا في ثلاثة مؤشرات أخرى؛ وهي "سهولة البدء في عمل تجاري"، و"الفرص الواعدة لبداية المشروع في منطقتي"، وكذلك "امتلاك المعرفة والمهارات الشخصية للبدء في الأعمال". وفي تفاصيل تقرير المرصد العالمي عن الفترة 2020/2021 الذي كشفت عنه الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" وكلية الأمير محمد بن سلمان للإدارة وريادة الأعمال، ظهر نشاط متزايد لريادة الأعمال في المملكة واصل تقدماً بدأت في تحقيقه منذ عام 2018، كما كشف أن قرابة 20% كانوا يديرون أعمالاً تجارية جديدة، مما جعل المملكة تقترب من المرتبة الأولى بقائمة الاقتصادات المرتفعة الدخل في هذا الصدد. وأشار التقرير إلى أن المملكة حققت المركز الأول ضمن أقوى 19 اقتصادًا عالميًّا في مؤشري "البرامج الحكومية لدعم رواد الأعمال" و"التخفيف الحكومي من تراجع الشركات الناشئة"، وكذلك في مؤشر "صعود اقتصاد الوظائف المؤقتة باعتباره محركًا لبدء الشركات الناشئة ونماذج العمل". وأوضح التقرير أن حجم أنشطة ريادة الأعمال في المملكة ارتفع بنسبة 24% مقارنة بالعام 2019م، مشيراً إلى أن المملكة سجلت زيادة بنسبة 65% في ملكيات الشركات خلال السنوات الثلاث الماضية. أبان التقرير أن أكثر من 90% من البالغين يعتقدون أن ريادة الأعمال اختيار مهني مناسب، كما كشف أن ثلث السعوديين حريصون على إطلاق مشروع تجاري في غضون السنوات الثلاث المقبلة. من جهة أخرى، أوضح التقرير أن معظم رواد الأعمال وبنسبة 82 % وأصحاب الأعمال القائمة وبنسبة 64 % في المملكة كانوا يضعون الآثار الاجتماعية في الاعتبار عند اتخاذ قرارات في عام 2021، إلا أن نسبة أقل من رواد الأعمال (33%) وأصحاب الأعمال القائمة (15%) اتخذوا خطوات حقيقية لزيادة الأثر الاجتماعي لأعمالهم إلى أقصى حد. وذكر أن 78% من رواد الأعمال و59% من أصحاب الأعمال القائمة وضعوا الآثار البيئية في الاعتبار عند اتخاذ القرارات، ولكن 27% فقط من رواد الأعمال و14% فقط من أصحاب الأعمال القائمة اتخذوا خطوات لتقليل الأثر البيئي لأعمالهم إلى أدنى حد ممكن، كما ذكر أن 68% من رواد الأعمال و51% من أصحاب الأعمال القائمة أنهم جعلوا أولوية الأثر الاجتماعي أو البيئي أو كليهما فوق الربحية أو النمو. وأظهر التقرير أن رواد الأعمال في المملكة يرون أن بدء عمل تجاري خلال الجائحة أقل صعوبة في عام 2021 مقارنةً بالعام السابق. ففي عام 2021،رأى 25 % من رواد الأعمال أن بدء عمل تجاري في ذلك العام أصعب مما كان عليه في العام السابق، وكانت تلك النسبة 50 % في عام 2020، وقد يعكس هذا الانخفاض الكبير عودة البلد إلى النمو الاقتصادي الإيجابي في عام 2021، بعد الانكماش في عام 2020. وإضافةً إلى ذلك، فقد اكتسب رواد الأعمال فهماً أفضل لجائحة كوفيد- 19 ولكيفية التعايش معها، فضلاً عن كيفية التأقلم واغتنام الفرص، حيث آتت المبادرات الحكومة وسياساتها وبرامجها ثمارها. ويعتمد مؤشر المرصد العالمي لريادة الأعمال بشكلٍ أساسيٍ على قياس معدل نتائج الدول حسب 13 عاملاً ضمن إطار منظومة ريادة الأعمال، منها: البيئة المالية لريادة الأعمال، أولويات ودعم التشريعات الحكومية، البيروقراطية والضرائب في التشريعات الحكومية، البرامج الريادية الحكومية، وريادة الأعمال في المراحل الدراسية.