عقدت أمانة منطقة الرياض جلسة حوارية، ضمن المؤتمر العام ال19 لمنظمة المدن العربية الذي تستضيفه على مدى يومين، بمشاركة 6 قيادات بلديّة يمثلون عواصم عربيّة، هي الرياض، المنامة، بغداد، بيروت، تونس، ونواكشوط؛بهدف تبادل الخبرات والتجارب الناجحة في إطار تنمية وتطوير المدن، وتعزيز قدرتها على مواجهة مختلف التحديات. وأوضح صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن عيّاف، أمين منطقة الرياض، خلال الجلسة الحوارية التي أدارها المُقدِّمُ عبدالله المديفر، أنَّ النهضة الحاضرة التي تعيشها العاصمة تنطلق من مرتكز رئيس يوازن فيما بين النظرة المستقبلية للمدينة، وارتباطها بالماضي والتراث والأصالة، والعمل على تحقيق المستهدفات الطموحة للرياض وفق نموذج يجعل من التراث أساسًا لبناء المستقبل، والحرص على أن تحتوي جميع المشاريع والمبادرات النوعية على العنصرين معًا، عنصر الاستشراف المستقبلي، وعنصر الإرث الحضاري الأصيل الذي نفخر به. وقال سموه: " لدينا تحديات متعددة ونؤمن بأننا قادرون على تحويلها إلى فرص للتطوير، ومنها ما يتصل بالجانب البيئي، فإعلان سمو ولي العهد - حفظه الله - عن إستراتيجية الاستدامة البيئية للمدينة، تمثل المظلة التي تحتوي على العديد من المبادرات والمشاريع الهادفة إلى المحافظة على البيئة، ومنها إعادة إحياء الأودية في المدينة؛ لتكون وجهات تجتذب السكّان والزوار، إضافة إلى دورها كمسارات طبيعية للمياه، كما نعمل مع القطاع الخاص على إعادة تدوير النفايات، والاستفادة منها اقتصاديًا وبيئيًا، إلى جانب خططنا المستمرة لإنشاء الحدائق، وزيادة المساحات الخضراء في المدينة". وأضاف " ندرك في ظل المستهدفات الطموحة للرياض، ضرورة الموازنة بين السرعة والجودة، خصوصًا أنَّ العاصمة تُصنَّف منذ خمسينيات القرن الماضي من بين أسرع المدن نموًا، لذلك نعمل على مواكبة سرعة النمو بمشاريع نوعية تسهم في الارتقاء بجودة حياة السكّان، وتتجاوز مرحلة الخِدْمَات الأساسية، بالإضافة إلى اهتمامنا بالحوكمة داخل المدينة، والتكامل بين الجهات العاملة فيها، والمواءمة فيما بينها وفق نماذج تمكن صانع القرار من السرعة والمرونة، وتضمن التنسيق المستمر بين مختلف الجهات". من جانبه، أوضح مدير عام أمانة العاصمة المنامة المهندس محمد السهلي، أن عاصمة مملكة البحرين تعمل على تعزيز جاذبية المدينة للاستثمارات المتنوعة، وإنشاء خطط وإستراتيجيات تحفِّز الاستثمار، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للسكّان، وتنمية اقتصاديات المنامة، وفق رؤية تتسم بالتوازن، لضمان أن يحقق المستثمر أهدافه الربحية بشكل عادل دون المساس بمصالح المواطنين أو مكتسبات المدينة. وبدوره، أكد أمين بغداد المهندس علاء كاظم، أنَّ العاصمة العراقية تُعد مدرسة ملهمة في تخطيط المدن، بطرازها العمراني المميز، بعد أن أسهمت الخبرات المتخصصة في المجال العمراني بصناعة ذلك النمط الفريد، مشيرًا إلى أنَّ المدينة تسعى إلى الاستفادة من خبرات المملكة العربية السعودية في مجال التحوُّل الرقمي، لتحسين جودة الخدمات، وتحقيق تطلعات السكان. وأشار رئيس بلدية بيروت المهندس جمال عيتاني، إلى أنَّ المشاريع البيئية تتصدر أولويّة القطاع البلدي في العاصمة، مما أسهم في إطلاق العديد من المشاريع الهادفة إلى تحسين مستوى الخدمات المرتبطة بالبيئة، ومنها مشروع إعادة فرز النفايات من المصدر، والعمل على تحويلها إلى طاقة، بما يحقق مكاسب متعددة للمدينة ولساكنيها، إلى جانب الاهتمام بالتراث، وما تتمتع به بيروت من تاريخ يستحق أن يحظى بالعناية اللازمة. وفي ذات السياق، أكدت رئيسة بلدية تونس سعاد عبدالرحيم، أن القطاع البلدي يعمل في فضاء مفتوح، وتواصل مستمر مع السكّان، ودوره لا يقتصر على توفير البنية التحتية، بل يمتد ليحافظ على التراث الثقافي من خلال الاهتمام بالبَلَدَات العتيقة، ومن هذا المنطلق وضعنا مخططًا إستراتيجيًا للعاصمة حتى عام 2050م. وفي الشأن ذاته، أشارت رئيسة المجلس الجهوي لنواكشوط فاطمة عبدالرحيم، إلى أن العاصمة الموريتانية تضم قرابة ثلث سكان موريتانيا، وتواجه تحديات متعددة، في مقدمتها زحف الرمال والمد البحري، مما فرض ضرورة وجود إستراتيجيات تعزِّز من قدرة المدينة على الصمود، إلى جانب توفير الخدمات الأساسية في مختلف الأحياء السكنية.