الهلال يطوي صفحة الدوري مؤقتاً ويفتح ملف «نخبة آسيا»    اليونيفيل : لم نسهّل أي عملية اختطاف أو أي انتهاك للسيادة اللبنانية    جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تعقد المؤتمر العالمي لطب الأعصاب    اكتشاف قرية أثرية من العصر البرونزي في واحة خيبر    الأردن: لن نسمح بمرور الصواريخ أو المسيرات عبر أجوائنا    إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بن عبد العزيز الملكية    رونالدو يعلق على تعادل النصر في ديربي الرياض    وسم تختتم مشاركتها في أبحاث وعلاج التصلب المتعدد MENACTRIMS بجدة    حقيقة انتقال نيمار إلى إنتر ميامي    «الداخلية»: ضبط 21370 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود.    بلدية محافظة البكيرية تنفذ فرضية ارتفاع منسوب المياه وتجمعات سطحية    السعودية تعرب عن قلقها إزاء استمرار القتال في السودان الشقيق وتصاعد أعمال العنف التي طالت المدنيين من نساء وأطفال    مرثية مشاري بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود    المملكة "برؤية طموحة".. جعلتها وجهة سياحية عالمية    الفرصة لاتزال مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    الشيف الباكستانية نشوى.. حكاية نكهات تتلاقى من كراتشي إلى الرياض    في الجوف: صالون أدب يعزف على زخات المطر    مثقفون يناقشون "علمانيون وإسلاميون: جدالات في الثقافة العربية"    معدل وفيات العاملين في السعودية.. ضمن الأدنى عالمياً    آلية جديدة لمراجعة أجور خدمات الأجرة عبر التطبيقات    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    "الأرصاد": أمطار على منطقة المدينة المنورة    هيئة الهلال الاحمر بالقصيم ترفع جاهزيتها استعداداً للحالة المطرية    جمعية البر بالجنينة في زيارة ل "بر أبها"    أمانة القصيم تقيم المعرض التوعوي بالأمن السيبراني لمنسوبيها    الكلية التقنية مع جامعة نجران تنظم ورشة عمل بعنوان "بوصلة البحث العلمي"    انطلاق فعاليات "موسم التشجير السنوي 2024" ، تحت شعار "نزرعها لمستقبلنا"    ضمك يتعادل إيجابياً مع الرياض في دوري روشن للمحترفين    وقاء جازان ينفذ ورشة عمل عن تجربة المحاكاة في تفشي مرض حمى الوادي المتصدع    ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار سقف محطة قطار في صربيا إلى 14 قتيلاً    الشؤون الإسلامية في جازان تطلق مبادرة كسوة الشتاء    أروماتك تحتفل بزواج نجم الهلال "نيفيز" بالزي السعودي    تن هاج يشكر جماهير مانشستر يونايتد بعد إقالته    ماسك يتنبأ بفوز ترمب.. والاستطلاعات ترجح هاريس    الحمد ل«عكاظ»: مدران وديمبلي مفتاحا فوز الاتفاق    المذنب «A3» يودِّع سماء الحدود الشمالية في آخر ظهور له اليوم    الرياض تشهد انطلاق نهائيات رابطة محترفات التنس لأول مرةٍ في المملكة    تصعيد لفظي بين هاريس وترامب في الشوط الأخير من السباق للبيت الابيض    حائل: إطلاق مهرجان هيئة تطوير محمية الملك سلمان بوادي السلف    البدء في تنفيذ جسر «مرحباً ألف» بأبها    مبدعون «في مهب رياح التواصل»    أمير المدينة يرعى حفل تكريم الفائزين بجوائز التميز السنوية بجامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الطائرة الإغاثية السعودية السابعة عشرة تصل إلى لبنان    ما الأفضل للتحكم بالسكري    صيغة تواصل    هاتف ذكي يتوهج في الظلام    الدبلة وخاتم بروميثيوس    أماكن خالدة.. المختبر الإقليمي بالرياض    السل أكبر الأمراض القاتلة    الأنساق التاريخية والثقافية    هوس التربية المثالية يقود الآباء للاحتراق النفسي    «الرؤية السعودية» تسبق رؤية الأمم المتحدة بمستقبل المدن الحضرية    عمليات التجميل: دعوة للتأني والوعي    المرأة السعودية.. تشارك العالم قصة نجاحها    خادم الحرمين وولي العهد يعزيان ملك إسبانيا إثر الفيضانات التي اجتاحت جنوب شرق بلاده    مدير هيئة الأمر بالمعروف في منطقة نجران يزور مدير الشرطة    أمير منطقة تبوك ونائبه يزوران الشيخ أحمد الخريصي    لا تكذب ولا تتجمّل!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأمير أحمد بن عبد الله يشهد احتفاء الدرعية باختيارها مدينة صحية
تحت رعاية الأمير سلمان بن عبدالعزيز
نشر في الجزيرة يوم 10 - 04 - 2005

تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض يشهد صاحب السمو الأمير أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن محافظ الدرعية مساء اليوم بقاعة المحاضرات بمركز التأهيل الشامل بمحافظة الدرعية اللقاء الأول لأهالي الدرعية بمناسبة اختيارها كإحدى المدن الصحية بالمملكة وذلك ضمن برنامج الأمم المتحدة للمدن الصحية وبحضور عدد كبير من المسؤولين والأهالي وأوضح الأمير أحمد بن عبد الله أن اختيار مدينة الدرعية المدينة الصحية لتكون ضمن برنامج الأمم المتحدة للمدن الصحية هو إحقاق للحق، فمدينة الدرعية المدينة العريقة العاصمة الأولى للمملكة لجديرة بهذا التشريف لما تتمتع به من موقع جغرافي وطبيعي ممتاز، فوقوعها بين وادي حنيفة وفي أحضان المزارع الجميلة والجو الرائع حيث امتدت إليها يد العمران المنظم الذي شمل كافة أرجاء المملكة الغالية مما جعل أهالي منطقة الرياض يرتادونها لاعتدال أجوائها بل جعل الكثيرون يقيمون بها إقامة دائمة واتخذوها سكناً ومتنفساً لهم. واختيار مدينة الدرعية المدينة الصحية ستجعل الأهالي وقياداتها أكثر ترابطاً لجعلها من أجمل المدن تنظيماً ووضع البرامج التي تهدف إلى النهوض بمستواها الصحي والبيئي والحضري، إذ إن ما تعيشه مدينة الدرعية حاضراً دليل واضح على أنها سائرة لتحقيق مستوى أفضل يليق بمكانها التاريخي بين أقرانها من المدن الأخرى.
مشيراً سموه إلى أنه لم ياتي هذا الانجاز إلا بفضل من الله ثم بدعم واهتمام ولاة الأمر وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز والقائمين على تطوير المدينة من محافظين ومسؤولين سابقين وحاليين وثمرة واضحة للتعاون الصادق تجاه المدينة، كما أن للمساهمات من الجهات الأخرى في المدينة وخارجها كالهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض واللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية دورا بارزا في تبني وتنفيذ المشاريع الرائدة لتطوير وتحسين المدينة وخدماتها الصحية والبيئية.
واختتم سموه حديثه بالشكر لكل من اهتم بتطوير الدرعية وباختيارها مدينة صحية وشكر خاص للعاملين بجهاز بلدية محافظة الدرعية لتبنيها البرنامج والعاملين في برنامج الدرعية المدينة الصحية سائلاً المولى عز وجل أن يكلل جهود الجميع بالنجاح لما فيه من خير للجميع ولأهالي الدرعية بصفة خاصة وأن يحفظ حكومتنا الرشيدة من كل مكروه وأن يكلل مساعيهم بالنجاح وعلى طريق الخير إن شاء الله.
*****
ومن جانبه أوضح نائب رئيس اللجنة العليا للبرنامج رئيس بلدية محافظة الدرعية د. مساعد بن عبدالله المسيند بأن هذه المناسبة الكبيرة واللقاءات المهمة التي تشهدها مدينة الدرعية بحاضرها المشرق تحظى بإذن الله فرصة لاسترجاع التاريخ العريق لهذه المدينة الطيبة وإسهاماتها، لإعادة أصدائها بما يبرز ريادتها كعاصمة أولى للمملكة، وبلدية محافظة الدرعية تحتضن لقاء الأهالي الأول ضمن فعاليات برنامج الدرعية كأحد المدن الصحية بالمملكة والذي سيعقد برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض حفظه الله، الذي لا يألو جهداً في رعاية مثل هذه المناسبات المثمرة لمحافظات منطقة الرياض والتي نأمل أن يتحقق من خلالها المساهمة في تطوير المدينة والمحافظة عليها لتوفير بيئة معيشية مناسبة وخدمات عالية المستوى ومرافق وبنية تحتية في بيئة نظيفة وصحية.
إذ تقوم بلدية محافظة الدرعية بكل كوادرها الفنية والتقنية بترسيخ مفهوم الصحة العامة للجميع من خلال هذا البرنامج الذي يعد العنصر الأساسي المحرك له دعم ومشاركة الأهالي الفعالة وتقبلهم للفكرة، حيث إن روح التعاون والتكاتف بين أفراد المجتمع هي اللبنة الأولى.
وقد تحقق الكثير لمدينة الدرعية بفضل الله ومن ثم نتيجة الدعم اللا محدود من قبل صاحب السمو الأمير أحمد بن عبدالله بن عبدالرحمن آل سعود محافظ الدرعية ورئيس اللجنة العليا للبرنامج وتفهمه الواضح لكل أغراضه وأهدافه، واستمراراً للتوجيهات السديدة من لدن حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سطام بن عبدالعزيز الذين لم يدخروا جهداً في سبيل توفير كل الخدمات لتحقيق أعلى مستوى من الرفاهية لسكان المدن والقرى والهجر، حيث نجد أن التخطيط السليم والنظرة المستقبلية البعيدة قد أديا إلى أن تكون مدن المملكة من أفضل مدن العالم من حيث توافر مقومات المدن الصحية، كما أكدت ذلك منظمة الصحة العالمية، حيث ذكرت أن مدن وقرى المملكة لديها خدمات بيئية صحية متميزة.
وكانت للمشاركات والمساهمات لأجهزة الدولة المختلفة سواء من إمارة منطقة الرياض أو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الدور الواضح الذي أكد اختيار مدينة الدرعية كإحدى المدن الصحية بالمملكة، وذلك من خلال المشاريع التطويرية لوادي حنيفة الذي يعد من أهم المعالم التي تميز المدينة، كما أن سعي المدينة بمختلف قطاعاتها نحو المحافظة على بيئة الوادي وإكسابه بيئة طبيعية تخلو من الملوثات، إضافة مقومات تنموية جديدة للوادي من خلال تنفيذ عدد من المشروعات التنموية كالمتنزهات والجلسات والمظلات مما جعله مزاراً مميزاً يرتاده الكثير من السكان.
وتسعى البلدية في الوقت الحالي لزيادة الاهتمام بالوادي وبيئته الطبيعية من خلال تنظيم التنمية وتقنين عمليات التطوير الموجودة فيه وإيجاد ضوابط تنموية خاصة سواء للمزارع الواقعة في بطن الوادي أو المناطق المطلة عليه، إذ قامت البلدية مؤخراً بتنفيذ متنزه مفتوح في المنطقة المطلة على سد العلب بالوادي وتهيئته للمتنزهين والزوار وتنفيذ مشروعات لتحسين بيئة المشاة في المدينة وشوارعها التجارية وأحيائها السكنية وتسعى البلدية بالتعاون مع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض ممثلة ببرنامج تطوير الدرعية والهيئة العليا للسياحة للاهتمام بتطوير المنطقة التاريخية وجعلها منطقة سياحية على مستوى المملكة من خلال تنفيذ عدد من المشروعات الحيوية فيها وجذب الاستثمار والأنشطة والفعاليات التي ستساهم برقي المنطقة وتنميتها.
كما تقوم البلدية بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية في المدينة مثل مشاريع تحسين المداخل كالمدخل الرئيسي والمدخل الجنوبي للمدينة ومعالجة بيئة وادي حنيفة وحماية السكان من أخطار السيول والمستنقعات والملوثات البيئية، وتجميل وتحسين التقاطعات ورفع مستوى السلامة المرورية فيها وإعادة تأهيل الأحياء السكنية وإنشاء مراكز لمجالس الأحياء السكنية لتفعيل مشاركة السكان في أنشطة المدينة، وقد نظمت البلدية حلقات نقاش وندوات علمية مع المسؤولين والأهالي المختصين لعرض ومناقشة المشاريع والخطط التنموية في المدن وذلك للاستئناس بالآراء الإيجابية وتبني المشاريع الملائمة للمدينة وسكانها وتسعى البلدية من خلال ميزانية الخير لهذا العام لمواصلة مشاريع التطوير والتحسين في المدينة وإنشاء متنزه عام للمحافظة لخدمة السكان والزائرين والارتقاء ببيئة المدينة.
كل هذه الأعمال قاطبة تشكل منظومة عمل تطوير بيئية - اجتماعية - عمرانية - اجتماعية - للعمران بمدينة الدرعية لتثبيت دعائم التنمية الحضرية والبيئة الصحية الصالحة والمستدامة حتى توفر تنمية عمرانية قادرة على تلبية احتياجاتنا للحاضر والمستقبل، تلائم تطلعاتنا للدرعية كمدينة صحية مثالية على المستوى المحلي والعالمي.
وتستحق صحة سكان المدن ان نخصها باهتمام بالغ وعاجل حيث ان نسبة سكان الحضر في ازدياد مضطرد. كما ان معظم المدن أخذت تتسع خارج نطاق حدودها بسبب الهجرة المستمرة في اتجاه واحد (من الريف الى المدينة)، مما جعل سكانها يتعرضون لأخطار متنوعة، بسبب عدم توافر المياه النقية الصالحة للاستهلاك الآدمي، وعدم ملاءمة المسكن، وسوء حالة الصرف الصحي، وعدم التخلص من النفايات بالطرق الصحية، وتلوث الهواء وغير ذلك من الظروف البيئية السيئة بالإضافة الى المشاكل النفسية والاجتماعية.
وفي سبيل مواجهة هذه الأخطار التي تهدد سكان المدن في صحتهم انطلق مفهوم المدن الصحية الرامي الى ان تكون بيئة المدينة في المستوى الذي يخدم الصحة ويعززها، ويستدعي ذلك ان تكون الخدمات الداعمة للصحة مثل الخدمات العامة والتعليمية من الأمور الأولوية، ويستوجب ذلك التنسيق والعمل المشترك بين مختلف قطاعات الدولة ومساهمات وجهود أفراد المجتمع لخدمة مدينتهم، ولتنميتها وتحسينها والمحافظة على صحة أهلها.
وبالنظر الى واقع الحال في مدن المملكة نجد ان الصورة مشرقة جداً مقارنة مع مدن العالم، ويرجع ذلك بعد فضل الله تعالى الى الحكمة والبصيرة لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني الذين لم يدخروا جهداً في سبيل توفير كافة الخدمات لتحقيق أعلى مستوى من الرفاهية لسكان المدن والقرى والهجر، حيث نجد ان التخطيط السليم والنظرة المستقبلية البعيدة قد أديا الى ان تكون مدن المملكة من أفضل مدن العالم من حيث توافر مقومات المدن الصحية، وقد اكدت ذلك منظمة الصحة العالمية، حيث ذكرت ان مدن وقرى المملكة لديها خدمات بيئية صحية متميزة.
ما هو برنامج المدن الصحية
برنامج المدن الصحية هو احد البرامج الوقائية التي تطبق لتعزيز الصحة، ويقوم على مبدأ ان تحسين الصحة يتحقق اذا تم تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية المؤثرة عليها، ذلك ان صحة المرء هي نتيجة للظروف السائدة في المنزل وفي المدرسة وفي مكان العمل مثلما هي نتيجة لمستوى الجودة في مرافق الرعاية الصحية والخدمية.
ويعد برنامج المدن الصحية برنامجاً خلاقاً يعتمد على مبدأ العمل الجماعي والتجديد والابتكار من جميع سكان المدينة مواطناً كان ام مسؤولاً في القطاع الحكوي او القطاع الخاص، حيث ان أي مؤثرات كانت سلبية او ايجابية صحية او بيئية او عمرانية في المدينة تؤثر على الجميع.
ما هي المدينة الصحية
هي المدينة التي تعمل دائما على تحسين بيئتها الطبيعية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى تعريف سكانها بكيفية تنمية موارد مجتمعهم ودعم بعضهم البعض، التعاون من خلال القطاعات المعنية التي تقدم كافة الخدمات مثل (الأمن، الصحة، البلديات، التعليم، المياه والصرف الصحي، الكهرباء،... الخ) مما سيمكنهم من الوصول لأعلى المستويات في الامكانات والخدمات في المجتمع ومن ثم تمتعهم بأفضل مستويات الأداء في أعمالهم وحياتهم
كما يجب التأكيد هنا ان برنامج المدن الصحية ليس نتيجة يتم الوصول إليها بتنفيذ أنشطة معينة لفترة محددة وتتوقف بعد ذلك بل انه عملية يجب ان تظل مستمرة حتى يمكن المحافظة على المكتسبات التي يتوصل اليها من خلاله.
مواصفات المدن الصحية
تتصف المدن الصحية بما يلي:
- تلبية الاحتياجات الأساسية لسكانها.
- تعتز بتراثها التاريخي والثقافي.
- تضم مجتمعاً قوياً بتكاتف ابنائه ومؤازرة بعضهم البعض.
- مشاركة أبناء المجتمع بالمدينة في توفير الحلول للقضايا التي تعاني منها مدينتهم.
- تمكن ساكنيها من الاطلاع على مجموعة متنوعة من الخبرات كما توفر لهم امكانية التفاعل والاتصال.
- تضم اقتصادا متنوع الجونب ومتجدد المصادر.
- تضم منظومة بيئية مضمونة الاستمرار.
كما تؤدي أنشطة وبرامج المدينة الصحية دوراً منفرداً في إدارة المدينة، من خلال الابتكار والتجديد والتطوير في المشاريع والبرامج المحلية للصحة والبيئة، والى استخدام الاساليب الجديدة في التعامل مع الصحة العامة، علاوة على انها تعمل على اكتشاف الطرق الفعالة لترجمة مبادئ وأهداف واستراتيجية توفير الصحة للجميع الى ممارسة في المدن، اضافة الى ذلك فإن تلك الأنشطة كما تهيئ الكفاءات الوطنية في مجال لممارسة كافة متطلبات البرنامج، وذلك من خلال آليات تخدم كافة أفراد المجتمع.
أسس التطبيق الاستراتيجية للمدينة الصحية:
تحتوي الاستراتيجية المتكاملة لبرنامج المدينة الصحية على التالي:
1- النهوض بمستوى الخدمات الصحية والبيئية في المدينة والذي يشمل:
- امدادات المياه
- شبكات الصرف الصحي
- التخلص من النفايات الصلبة
- الحد من التلوث
- زيادة المساحات الخضراء
- توفير الاسكان الصحي
ب- تنفيذ برامج التوعية الصحية التي تركز على قضايا الصحة والبيئة والتنمية.
ج- المشاركة الفعالة من المواطنين في الأمور المتعلقة بحياتهم وصحتهم واحتياجاتهم.
د- دعم المؤسسات الصحية والبيئية في المدينة.
ه- حث سكان المدينة على الاهتمام بالشؤون الثقافية والتراثية.
و- إقامة شبكات الربط بين المدن الصحية وتبادل المعلومات والتشجيع على اقامتها.
ز- حث القطاع الخاص والمؤسسات التعليمية مثل الجامعات والمعاهد الصحية على المشاركة في برامج وانشطة الصحة والبيئة بالمجتمع.
ح- تعبئة الموارد البشرية وغير البشرية لدعم برنامج المدينة الصحية.
ك- تعزيز دور المرأة ومراعاة احتياجات الطفل.
ل- تعزيز وتنسيق التعاون بين برامج الصحة البيئية وبرامج الرعاية الصحية الأولية مثل (التوعية الصحية، الصحة للبيئة، التغذية، رعاية الطفولة والأمومة والمعاقين).
كيفية التعامل مع مفردات المدينة الصحية
أ- تحليل الموقف في ضوء الظروف السائدة في المدينة:
ينبغي أن يقوم فريق العمل لبرنامج المدن الصحية بتحليل الموقف في ضوء الظروف السائدة في المدينة وبناء على الأولويات يتم وضع خطط لإنجاز القضايا ذات العلاقة بالصحة والبيئة التي تواجهها المدينة او بعض احيائها.
وبما ان مفهوم المدن الصحية يعد عملية طويلة المدى وممتدة لكي يتحقق من جرائها تحسين الصحة والبيئة، لذلك يجب ان تمر انشطة برنامج المدينة الصحية بسلسلة متصلة من المشاورات بصفة عامة يرغبون دائما في الحصول على نتائج سريعة ومللموسة. ويعد هذا اهم اسلوب استراتيجي لكسب الدعم والتأييد للبرنامج. لذا يجب على فريق العمل ان يختار بناء على أولويات مدينته نشاطاً او اكثر على ان يكون لدى هذه الانشطة فرص جيدة للنجاح، بحيث يكون هناك نتائج ملموسة في وقت قصير نسبياً.
ب- تبني برامج محددة:
في بعض الاحيان قد يكون من الصعب على فريق العمل القيام بوضع خطة صحية وبيئية متكاملة للمدينة نظراً لبعض الأسباب الإدارية، ففي مثل هذه الحالة يمكن تبني برامج محددة لحل بعض المشكلات الملحة بالمدينة، نورد منها على سبيل المثال:
- برنامج سلامة الغذاء والتوعية الغذائية سواء في المدينة بكاملها او في قطاعات محددة منها مثل (التعليم، المطاعم، الأسواق المركزية، الفنادق، وغيرها).
ج - وضع نظام محدد للتعامل مع البيانات:
يجب على فريق العمل وضع نظام محدد للتعامل مع بيانات المدينة الصحية للرجوع اليها بسهولة في أي وقت أثناء تنفيذ البرنامج، ويمكن ان يكون ذلك في شكل مركز للمعلومات مزود بالاجهزة ووسائل الاتصال اللازمة.
د- أهمية مشاركة افراد المجتمع في تطبيق برنامج المدن الصحية:
لكي تتم الاستفادة المثالية من برنامج المدن الصحية يجب اتباع اسلوب (من القاعدة الى القمة) بمعنى اشراك افراد المجتمع في وضع خطة البرنامج وتنفيذه ثم استمراريته. ويمكن ان تأخذ هذه المشاركة الايجابية صورة عضوية ممثلين للمجتمع في لجان البرنامج، حيث يتم اعداد مسودة ملخص لبرنامج المدينة الصحية، وتطرح على سكان المدينة في لقاءات دورية، واشتمل الملخص على طلب الرأي في الخطة، وبذلك اعطي هؤلاء السكان الفرصة للتعليق على الخطة واقتراح الطرق التي يمكن تغيير الخطة من خلالها الأمر الذي ادى الى احساسهم بالمشاركة الفعلية في هذا العمل.
التحديات البيئية المؤثرة على الصحة
1-1 المياه:
يدرك الجميع ان الإنسان على هذه الارض لا يمكن له العيش من دون ماء، غير ان الماء موجود في الطبيعة بكميات محدودة في كل دولة، بل ان بعض الدول تكاد تكون مصادر المياه فيها شحيحة، وبالتالي لابد من وجود سياسات محددة تنصب أهدافها على حماية تلك المصادر، وإلا سيكون هناك نقص في امدادات المياه الصالحة للشرب مما ينتج عنه الكثير من المشاكل الصحية.
كما ان استخدام المياه يحتاج الى نظام صرف جيد وبطرق مناسبة لا تؤثر على الصحة العامة. وعندما تحاول بناء مشاريع بغرض توفير المياه، مثل السدود فإنك تحتاج الى ان يكون لديك خطط تضمن عدم احداث تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة مثل تكاثر القواقع في هذه السدود.
1-2 الصرف الصحي:
في دول العالم الثالث لا يوجد نظام دقيق لمعالجة مياه الصرف الصحي وبالتالي يتسبب ذلك في تلوث العديد من المحاصيل الزراعية ومصادر المياه الجوفية مما قد يتسبب في ان تكون مصادر الغذاء والشرب في هذه المدن غير صالحة للاستهلاك الآدمي ونتيجة للوضع الاقتصادي الجيد للدولة، فقد تم إنشاء العديد من محطات الصرف الصحي غير ان هذه المحطات، وعوضا عن أنها كان من المفترض ان تسهم في تحسين البيئة إلا انه اصبحت تشكل عبئاً على البيئة للأسباب التالية:
أ- السعة الاستيعابية لهذه المحطات محدودة.
ب- عدم تطبيق معايير الجودة للاستخدام الأمثل لمياه الصرف الصحي.
ج- يتم الاستفادة من مياه الصرف الصحي بنسبة ضئيلة من اجمالي كميات مياه الصرف الصحي لمعالجته.
تعاني وحدات معالجة مياه الصرف الصحي من عدة مشكلات نشأت عن التزايد المستمر فيما يرد اليها من مياه، ربما يزيد على كفاءة تشغيلها، وذلك نتيجة لتزايد استهلاك المياه في مدن يزيد سكانها عشوائياً، وينجم عن ذلك تلوث مياه الصرف الصحي للخزانات الضحلة للمياه الجوفية والسواحل.
والجدير بالذكر ان مذكرة القرن الحادي والعشرين الصادرة عن مؤتمر قمة الأرض أوصت بضرورة وضع نظام متكامل للاستفادة من هذه المياه بحلول عام 2000م.
1-3 سلامة الغذاء:
مشكلة الأمراض المرتبطة بالغذاء هي مشكلة عالمية وحسب تقارير منظمة الصحة العالمية يحدث سنويا في الولايات المتحدة الامريكية حوالي 76 مليون حالة مرضية بسبب تناول أغذية ملوثة، وينتج عنها تنويم 325000 حالة ووفاة 5000 حالة وتتكلف امريكا سنويا نحو 37 بليون دولار أمريكي نتيجة ذلك.
هذا الأمر الذي يؤدي الى خسائر اقتصادية واجتماعية بسبب ما ينفق على الرعاية الصحية اضافة الى ذلك خسائر اقتصادية تتحملها البلدان نتيجة لرد الواردات او الصادرات الغذائية وتعود أسباب زيادة الامراض المرتطبة بالغذاء الى ما يلي:
- النمو السكاني الذي يتطلب إنتاج المزيد من الاغذية.
- التحضير الذي يعمل على اتخاذ خطوات متزايدة في التعقيد بدءاً من الانتاج وانتهاء باستهلاك الغذاء.
- التجارة الدولية للأغذية.
- السفر الدولي.
- ارتفاع معدلات استهلاك الاغذية الحيوانية المنشأ.
- تطور تكنولوجيا تصنيع الاغذية.
1-4 حوادث الطرق
تعد حوادث الطرق السبب الرئيسي للوفاة بالمملكة، وقد ادت التغيرات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد دوراً كبيراً في ذلك.
ففي المملكة العربية السعودية كان اجمالي الحوادث 153727 حادثاً، وبلغ اجمالي الاصابات 30 ألف اصابة وبلغت الوفيات 4000 وفاة.
1-5 النفايات:
نتيجة لحركة التنمية المتسارعة في الدولة، نشأت الكثير من الصناعات، وتم إنشاء مدن صناعية تضم صناعات بتروكيماوية وغيرها، ولقد تم إنشاء هذه الصناعات من دون دراسات تقييم الآثار البيئية كما ان المقاييس والأنظمة البيئية لم تظهر سوى في السنوات الأخيرة، وبعد استكمال هذه المنشآت الصناعية، وعليه فإن ذلك يتطلب منا الكثير من الجهود لقياس مدى تأثير المخلفات الصناعية على البيئة بشكل عام وعلى الماء والهواء بشكل خاص.
وتشير التقارير الى ان إنتاج النفايات بشكل عام (صناعية، منزلية، طبية، خطرة وغير خطرة) قد تضاعفت الى أكثر من 4 مرات خلال الخمسة والعشرين عاماً الأخيرة، كما تضاعفت ايضا معدل انتاج النفايات الطبية، وهذا يشير الى أهمية وجود إدارة فاعلة للنفايات، إذ ان ذلك يؤثر على جميع قطاعات التنمية الحضارية والصناعية والبيئية وذلك لما تنتجه هذه القطاعات من نفايات صناعية وكيميائية ونفايات طبية خطرة وغير خطرة ويتطلب ذلك استخدام أساليب وتقنيات للتقليل من إنتاج هذه النفايات، وتبني أسلوب الصناعة النظيفة الذي يقوم على تدوير النفايات وإعادة استخدامها.
1-6 نوع السكن:
السكن يمثل الحد الادنى من الحماية من التلوث البيئي، كما أنه يظل مكاناً للعلاقات الاجتماعية، فالسكن له ابعاد انسانية واجتماعية ونفسية وبالتالي لم تغفله خطط التنمية، فهناك اجماع على ضرورة توفير المساكن التي يتوافر بها كل عوامل الاستقرار النفسي والاجتماعي بالاضافة الى مراعاة الظروف الصحية والبيئية والاجتماعية للمجتمع الخليجي، يجب ألا تغفل التحديات البيئية في المسكن وان تواكب بأنشطة من التوعية الصحية والبيئية، فهناك تحديات طرأت في هذه المساكن تتمثل في :
- الاستخدام العشوائي للمبيدات والمنظفات.
- تزايد الحوادث المنزلية في المنازل.
- الاسراف الشديد في استخدام الماء والكهرباء.
- التوسع في المساكن نتج عنه آثار سلبية على صحة البيئة كعدم كفاية شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب.
1-7 تلوث المناطق الساحلية:
تعد المناطق السالحية أكثر المناطق جذبا للمشاريع الصناعية والتجارية والترفيهية وأكثرها كثافة سكانية وتوسعاً عمرانياً. وتشكل هذه الانشطة ضغوطاً كبيرة على بيانات المناطق الساحلية التي تعد حساسة بطبيعتها نتيجة طرح مختلف أنواع المخلفات التي يتم تصريفها سواء الى المناطق الصاحلية مباشرة او المناطق التي تؤدي الخدمات الساحلية، الأمر الذي يشكل خطراً يهدد صحة مرتادي هذه المناطق بصورة مباشرة عند مزاولة الانشطة الترفيهية او عن طريق الاضرار بالأحياء البحرية التي تتراكم المواد الضارة في انسجتها وما قد ينتج عنها استهلاكا من اضرار صحية اضافة الى الاخلال بالتوازن الطبيعي للنظام البيئي السائد بالمناطق الساحلية، كذلك ينتج عنه ايضا تغير في تركيبة الاحياء البحرية والقضاء على معظمها خاصة تلك التي تملك القدرة على الانتقال من مواطن التلوث مثلا.
وكبقية المناطق الساحلية في العالم فقد زاد معدل التلوث في المناطق الساحلية للتنمية المتزايدة على طول ساحل الخليج العربي والبحر الاحمر، التي شملت انشاء معامل تكرير البترول والمصانع البتروكيميائية، ومحطات تنقية مياه الصرف الصحي، وبعض المدن الصناعية، اضافة الى كثرة حركة السفن الخاصة بنقل الزيت.
1-8 جودة الهواء
يعد الهواء النقي من أهم العناصر الأساسية للحياة على وجه الأرض، وهناك ارتباط وثيق بين تلوث الهواء (والتلوث بشكل عام) وبعض الامراض التي تصيب الانسان.
وتعاني المناطق الحضرية بصفة خاصة من تلوث الهواء نتيجة لتركيز الأنشطة الإنسانية في هذه المناطق مثل المصانع ومحطات توليد الكهرباء ومصافي البترول وحركة النقل.
ونتج عن التطور التنموي بعض المردودات السلبية التي أثرت على جودة الهواء نتيجة لتصاعد بعض الانبعاثات من هذه الأنشطة الملوثة للهواء.
عنصر أهمية التعاون المشترك بين القطاعات في مجال الصحة والبيئة في المجتمع الحضري:
ان التعاون المشترك بين كافة القطاعات سواء الحكومية او غير الحكومية وايضا بين كافة طبقات المجتمع يعد أمراً أساسياً لتطوير البرامج .
1- تعزيز الوعي الصحي:
- التثقيف الصحي والتوعية البيئية لأفراد المجتمع بصفة عامة وقطاعات محددة مثل طلبة المدارس.
- تعزيز أنماط الحياة الصحية وتنفيذ حملات لمكافحة التدخين.
- عمل حملات عبر وسائل الإعلام والانشطة الاخرى والمشاركة في الأيام واللقاءات ذات العلاقة مثل (يوم البيئة العالمي، يوم الصحة العالمي اسبوع الشجرة ... الخ).
- تنفيذ مشاريع توعوية من خلال الجمعيات النسائية والجمعيات الخيرية والنوادي الرياضية والاجتماعية وفرق الكشافة وغيرها.
2- الصحة البيئية منها :
أ- شبكات المياه:
- تقوم نظام مراقبة جودة مياه الشرب وتحسين معالجة المياه والمختبرات الخاصة بها.
- المحافظة على الماء والحد من ضياعه وتسربه من شبكات التوزيع او بالمنازل.
ب- الصرف الصحي:
- المراقبة الجيدة لطفح البيارات وبرك المياه الراكدة.
- التوعية الاجماعية بالأضرار الصحية والبيئية لمياه الصرف الصحي.
- التوعية بعدم ري الخضروات الورقية بمياه الصرف الصحي.
ج- النفايات الصلبة:
- تنظيم عمليات جمع النفايات الصلبة من المنازل.
- العمل على ايجاد نظام لإعادة الاستفادة من النفايات الصلبة (تدوير القمامة) او تحويلها الى سماد زراعي.
- تشجيع عمليات تولي جمع النفايات الصلبة والتخلص منها للقطاع الخاص (التخصيص).
- تنظيم حملات لتنظيف المدينة، وتشمل الأندية الشبابية، الكشافة، الجمعيات الأهلية والخيرية، وغيرها.
د- التلوث الصناعي:
- تنظيم حلقات عمل عن كيفية تقليل التلوث والضوضاء.
- استخدام حلقات التقنيات النظيفة (وضع ضوابط لاستخدام التقنيات ذات الحد الادنى من التلوث للبيئة).
- اختيار المناطق الملائمة لانشاء مصانع جديدة.
- تنظيم عملية ربط التراخيص الجديدة للمصانع بتقويم الآثار المترتبة على البيئة والصحة منها.
ه - تلوث المجاري المائية:
- الحد من تلوث الانهار والمجاري المائية والأودية بالمدينة بواسطة أفراد المجتمع.
- العمل على صرف المياه الراكدة.
و- تلوث الهواء:
- العمل على انشاء نظام لرصد نقاء الهواء.
- استخدام وقود نظيف (قليل التلوث).
- الحث على استخدام الوقود الخالي من الرصاص.
- استخدام انواع نظيفة من الوقود للتدفئة ولأنظمة التكييف.
- تعزيز انشطة الحد من الأتربة مثل رصف الطرق والممرات.
- إنشاء مساحات خضراء وتنظيف الشوارع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.