استذكر الحاضرون لأول فعالية ثقافية تنظم هذا الأسبوع في منطقة عسير بمناسبة "يوم التأسيس"، التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية من خلال حديثهم عن معالم قرية طبب التاريخية (شمال مدينة أبها) والتي تعد العاصمة السياسية والثقافية لمنطقة عسير أثناء حكم الدولة السعودية الأولى للفترة ما بين (12151234ه) . ونظم نادي أبها الأدبي الفعالية تحت عنوان" ذكرى التأسيس .. التاريخ والدلالات" في مقر "مركز آل أبونقطة المتحمي التاريخي " بقرية طبب ،بمشاركة عضوا هيئة التدريس بجامعة الملك خالد الدكتور أحمد يحيى آل فايع والدكتور أحمد محمد الحميد وأدار الحوار عبدالعزيز بن سعود المتحمي. وفي حديثه عن المناسبة أشار الدكتور أحمد آل فايع إلى أن الاحتفاء بهذا اليوم التاريخي يأتي ضمن الاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتاريخ وتراث هذا الوطن العريق الذي تمتد جذوره في عمق التاريخ ، مؤكدا أن ما تشهده المملكة من خطوات جبارة في مجال المبادرات الخاصة بتوثيق التاريخ والتراث يأتي ضمن رؤية المملكة 2030 التي يقودها ويشرف على تنفيذ كل مفاصلها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله _. وتطرق آل فايع إلى الظروف والتحديات التي واجهها الإمام محمد بن سعود لتأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139ه /1727م انطلاقا من الدرعية ، مبينا أن نجاح تلك الدولة الفتية في الجزيرة العربية وتمدد نفوذها جاء نتيجة لإيمان الأهالي في جميع الأقاليم بأهمية الوحدة تحت إطار سياسي واحد وضمن حكم راشد يحقق الأمن والألفة بعد ما عاناه الجميع من الفرقة والشتات ، حيث كان عام 1139ه هو الانطلاقة الحقيقة لما نعيشه الآن من وحدة في وطننا الكبير . وتحدث المحاضر عن دور الاحتفاء بهذا المناسبة في تعزيز الهوية الوطنية فالدولة السعودية الثالثة التي نعيش في ظلالها حاليا هي امتداد لما حدث من تأسيس على يد الإمام محمد بن سعود . وقال " من أبرز أهداف الاحتفاء بهذه المناسبة تعريف الأجيال الحالية بتاريخهم المجيد الذي صنعه الآباء والأجداد في ظل دولة قوية حققت لهم الأمن والاستقرار والعيش الرغيد بفضل الله ثم بفضل حكمة قادتها والتفاف الجميع تحت راية الدولة ، كذلك إبراز ما تكتنزه هذه الأرض من فنون وثقافة وإرث عريق يشكل هويتها الفريدة". من جهته دعا الدكتور أحمد الحميد الجميع إلى الاهتمام بالمعالم التاريخية التي تخلد ما قام به الأجداد منذ أكثر من ثلاثة قرون لترسيخ الوحدة الوطنية تحت إطار الدول السعودية بمراحلها الثلاث ، مشيرا إلى أن كتب التاريخ تثبت أن الجزيرة العربية لم تشهد أي وحدة منذ الخلافة الراشدة حتى جاء عام 1139 ه الذي تصدى فيه الإمام محمد بن سعود لمهمة توحيدها بعزيمة كبيرة ثم أكمل المسيرة ابنه عبدالعزيز بن محمد بن سعود . وختم الدكتور الحميد حديثه بالتأكيد على أن هذه الوحدة أسست لاستقرار سياسي واجتماعي وثقافي عم الجزيرة العربية في المراحل الثلاث للدولة السعودية وأسمهت في القضاء على الجهل والفقر اللذين كانا سائدين قبل التأسيس. وفي كلمته خلال الحفل أكد رئيس مجلس إدارة مركز "آل أبونقطة المتحمي التاريخي " سعيد بن سعود المتحمي أن القرية التاريخية بطبب من أهم المعالم الأثرية التي تثبت دعم وتفاعل جميع أبناء منطقة عسير مع أهداف الدولة السعودية الأولى المتمثلة في الوحدة تحت قيادة الإمام محمد بن سعود منذ ثلاثة قرون تقريبا ، فهي كانت مقر قيادة "آل أبونقطة المتحمي" لمنطقة عسير تحت مظلة الدولة السعودية الأولى. وكان رئيس نادي أبها الأدبي الدكتور أحمد آل مريع قد بدأ الفعالية بكلمة أشار فيها إلى ظروف تأسيس الدولة السعودية وأهمية التعريف بها للأجيال الحالية لكي يدرك الجميع أهمية هذه المناسبة، ويستذكرون تضحيات الأجداد من أجل أن يعيش الأحفاد بأمن وحياة كريمة.