رفع معالي محافظ الهيئة العامة لعقارات الدولة الأستاذ إحسان بافقيه، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حفظهما الله -، بمناسبة ذكرى "يوم التأسيس"، الذي يرمز إلى البعد التاريخي والحضاري العميق للمملكة العربية السعودية عندما أسس الإمام محمد بن سعود رحمه الله الدولة السعودية الأولى عام 1139ه / 1727م. وقال معاليه: ليست مصادفة تاريخية أن نجد الدرعية اليوم التي أسسها الأمير مانع بن ربيعة المريدي عام 850ه / 1446م، الجد الثاني عشر للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراهم - رمز الحاضر المزدهر ومركزاً حضارياً تستضيف أهم الفعاليات العالمية فيما تشيد فيها مشاريع تنموية كبرى، وكأنها تعيد التاريخ بصورة أكثر إشراقاً وتجدداً، فقد كانت في السابق منطقة مفترق طرق تجارية ما بين شمال وجنوب الجزيرة العربية، إضافة إلى تعزيزها حركة التجارة التي امتدت إلى المناطق المجاورة مع تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود رحمه الله الذي حكم الدرعية وأسس الدولة منتصف عام 1139ه. وأضاف، ومن ذلك الامتداد التاريخي جاء الأمر الملكي بتحديد يوم 22 فبراير من كل عام، لتأكيد وترسيخ العمق الحضاري للمملكة وبداية عهد جديد في شبه الجزيرة العربية، حيث وضعت أول لبنة للبناء والوحدة وأصبحت معها الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديًا واجتماعيًا وفكريًا وثقافيًا، ومن هناك توالت الإنجازات من بداية التأسيس لتحقيق الاستقرار والازدهار وترسيخ البناء المتواصل إلى اليوم الذي نشهد فيها مشاريع بوابة الدرعية السياحية والثقافية والتنموية. وبين أن هذا اليوم الذي يعد تاريخياً بكل معنى الكلمة هو فرصةٌ لاستذكار ما قدّمه آباؤنا وأجدادنا خلال ثلاثة قرون، من استكمال بناء دولة العدل والمعرفة والعز والتنمية، لنؤكد للعالم أن المملكة دولة ضاربة أطنابها في العمق التاريخي للجزيرة العربية، حيث عملت الأسرة السعودية المالك وطوال 300 عام على تحقيق الأمن والأمان وتأمين الاستقرار واستمرار التطوير والتنمية للدولة ومؤسساتها، عبر تطور تاريخي مكن الدولة السعودية من الصمود والاستمرار والتأثير على الساحات العربية والإسلامية والعالمية. ونوه بالوحدة الوطنية التي تشهدها المملكة اليوم بعد أن أعاد توحيدها الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مؤسس الدولة السعودية الثالثة، الذي قادها إلى الحداثة لتصبح واحدة من أهم الدول المؤثرة في المنطقة والعالم بدءًا من اكتشاف النفط عام 1357ه وتوطين البادية ببناء الهجر، وتأسيس الأجهزة الحكومية التي تُعنى بالأمن وتقديم الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم للبناء المجتمع السعودي وازدهاره، كما رسم ملامح مستقبلها كدولة محورية ذات ثقل سياسي واقتصادي وثقافي. وأكد أن اليوم في عهد النماء والازدهار غير المسبوق تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، ننطلق نحو مرحلة جديدة ومستقبل جديد، وذلك بمتابعة مباشرةٍ من سمو ولي عهده الأمين الذي أسس ويقود باهتمام بالغ رؤية المملكة 2030 بكل تفاصيلها الكبيرة، تلك الرؤية التي تمثل اليوم انتقالًا جديدًا وانطلاقة سريعة نحو المستقبل، لتثبت بوضوح الاستمرار التاريخي للبناء والتطور للدولة ومؤسساتها المختلفة لهذا الوطن العظيم، عبر الاستثمار الأمثل لمكامن قوّتنا التي حبانا الله بها، من موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربيّ وإسلامي وحضور دولي. وختم معالي محافظ هيئة عقارات الدولة بقوله: 300 عامٍ مضت على تأسيس المملكة، كدولة ضربت أطنابها في عمق التاريخ، تحث فينا أملًا عريضًا نتطلّع من خلالها جميعًا إلى مواصلة الجهد وبذل المزيد والمزيد في سبيل رفعة هذا الوطن وجعله في مصاف الدول المتقدّمة، ولنحقق بذلك ما تطمح إليه الرؤية وتعمل من أجله لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطنٌ لا حدود لطموحه وتطلعاته وتاريخه.