في مرحلة التحديث والتطوير العظيم الذي تشهده المملكة العربية السعودية يعود بنا القائد الكبير الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله إلى منتصف عام 1139ه ، بداية عهد الإمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية التي نعيش اليوم إمتدادها التاريخي بنفس نظام الحكم الرشيد ووحدة الأُمة وعلى نفس الأرض. كانت بدايتنا كسعوديين حين وحد الإمام محمد بن سعود ضفتي الدرعية وتولى حكمها رحمه الله باجتماع الناس حوله وتأييدهم له ومبايعته على كتاب الله وسنة رسوله كإمام يقودهم نحو الدولة والوحدة والاستقرار. اليوم يريد الملك سلمان رعاه الله أن يرسخ في أذهان أجيال شعبه أن دولتهم السعودية الثالثة تمتد حضارتها ووحدتها ونهجها في أعماق التاريخ، وسبقت بتأسيسها إمبراطوريات ودول وممالك لا نزال نشاهد بعضها اليوم في هذا العالم الكبير. إن ذكرى يوم التأسيس واعتماده كمناسبة وطنية يقول لشباب المملكة وشابّاتها: عمر دولتكم السعودية ثلاثمائة وسنتين "302". ويقول لهم، قبل تأسيس بلادكم السعودية في ذلك اليوم العظيم كانت الجزيرة العربية عبارة عن محميات رعوية تتقاتل على حدودها القبائل الصحراوية، وعبارة عن واحات زراعية منزوية وخائفة، يتهددها الحناشل وقطاع الطرق وإليها يلجأ بعض المطاردين والمجرمين ليحتموا بها تحت أسماء وهمية فتختلط الأنساب وتضيع الهوية. وكانت الطرق إلى الحرمين الشريفين غير آمنة وكانت مكةالمكرمة والمدينة المنورة في وضع لا يرتقي لمكانتهما الإسلامية المقدسة حينذاك. الخلاصة: أن بناء أمتنا السعودية وإيجاد هويتنا الوطنية كان أساسه بناء دولتنا الأولى (يوم بدينا) إنطلاقاً من الدرعية التي قصفها لاحقاً ذلك العدو الحاقد بالمدافع محاولاً محوها من على وجه الأرض والقضاء على قادتها الوطنيين آل سعود وتحطيم شعبها العربي المسلم وإنهاء تاريخها، لكن الأمر كان وسيظل بيد الله تعالى الذي أفشل ذلك العدو الخبيث الظالم وحطّم إمبراطوريته المستبدة وأعز بفضله سبحانه قادتنا آل سعود الكرام وشعبهم الكبير وبلادهم المقدسة. الملك عبدالعزيز رحمه الله من قادة العالم الذين غيروا مسار الأحداث، قائد عربي أستطاع بعون الله أن ينهي مراحل الشقاء والخوف، والقضاء على التهديدات ضد الدولة السعودية، ليقدمها لنا بنسختها الحديثة الحالية لتصبح المملكة العربية السعودية، أعظم مملكة مزدهرة يعم أرجاءها الرخاء والأمن والبناء والتشييد والتحديث والاستقرار. يوم بدينا هو يوم أصبح لنا هوية ودولة وهيبة ومكانة وهو يوم أصبحنا جنود في خدمة الحرمين الشريفين.