أطلق مركز الحوار العالمي "كايسيد" هذا الأسبوع برنامج زمالة الصحافة للحوار في المنطقة العربية في تونس العاصمة لثمانية وعشرين صحفيًّا من 12 دولة عربية، لتعريف المشاركين بمبادئ صحافة الحوار التي تسعى إلى تعزيز القيم الصحفية. وتطرق التدريب الذي امتد من 17 إلى 20 من شهر فبراير الجاري إلى موضوعات مهمة، منها تِبيان مفهوم الحوار وتأثير الأحكام السابقة عن الآخر وكيفية بناء شراكات مجتمعية ودور مواقع التواصل الاجتماعي في نشر التعايش السلمي ومبادئ الحوار بين أتباع الأديان ومفهومه وطرائق توظيف المهارات الصحفية في مكافحة خطاب الكراهية وغيرها من الموضوعات. ويستهدف البرنامج مشاركين من مجتمعات متنوعة في جميع أنحاء المنطقة العربية، ليقدم لهم التوجيه والإرشاد والدعم اللازم لتنفيذ مبادرات الحوار في مجتمعاتهم والتدريب على ممارسة ما يسمى "صحافة الحوار" -وهي مفهوم جديد يسعى إلى تعزيز الخطاب المدني عبر وضع المجتمعات في صلب الأعمال الصحفية- وينمي قدراتهم عن طريق تقديم تقارير عادلة ومنصفة ومراعية لقضايا الدين والهُوية والصراع. وقال مدير برنامج كايسيد في المنطقة العربية وسيم حداد: "إن البرنامج يهدف إلى تبادل الخبرات بين الإعلاميين ومؤسساتهم وبناء القدرات لاعتماد مهارات الحوار وحل النزاع بجانب مهارات متقدمة ومتطورة في الصحافة تسهم في تعزيز الإعلام المتنوع والمهني الذي يوجد مساحة للحوار ويبني الجسور بين مكونات مجتمعاتنا كافَّة". وإلى جانب التدريبات، عُقدت جلسة نقاشية تحت عنوان "دور الإعلام في بناء السلام وتعزيز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات"، شارك فيها متحدثون من صانعي القرار والإعلامين والقيادات الدينية والخبراء في مجال تعزيز الحوار وصحافة السلام في الدول العربية. وبحثت الجلسة دور وسائل الإعلام بصفتها من القوى الأساسية والضرورية لأي خطة شاملة ومتكاملة لبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي في المنطقة العربية، وأهمية صحافة الحوار في بناء مفهوم جديد يقوم على الإعراض عن التقارير الأحادية الجانب والمهيمنة على المشهد الإعلامي الحديث واتباع سياسة نشر الخطاب المدني ووضع المصلحة العامة للمجتمعات في صميم الأعمال الإخبارية.