بلغ عدد زوار " شتاء درب زبيدة " والذي تنظمه هيئة تطوير محمية الإمام تركي بن عبدالله الملكية " إتبا " حتى الآن أكثر من 15 ألف زائر بمعدل 1200 زائر يومياً، وتنوعت الفعاليات والبرامج المنفذة ما بين رياضية وثقافية وفنية. وتُعد فعاليات "شتاء درب زبيدة"، التي تستمر على مدار 60 يوماً ،وتقام في مدينة لينة التاريخية بمحاذاة درب زبيدة الشهير ،من أبرز الفعاليات، حيث جمعت بين الماضي والحاضر في محطات مرئية ومسموعة مليئة بالثقافة والفن والألوان والتراث والتاريخ، لتستقطب أعدادًا كبيرة من الزوار من كافة الفئات والأعمار من المنطقة وخارجها. ففي السوق الأثري القديم منطقة الألعاب المتنوعة وأركان الأسر المنتجة والأركان الحرفية والأدوات التراثية وصولاً الى مسرح الفعاليات في منتصف السوق بفعالياته وعروضه الثقافية والاجتماعية والفنية والفلكلورية والمسابقات وأركان الجهات الحكومية والأهلية ؛ كما تشاهد التاريخ بكامل تفاصيله من خلال أطلال السوق القديم بدكاكينه الطينية ومداخله المسقوفة بالخشب وسعف النخل وفي الموقع الآخر ،قصر الملك عبد العزيز بإطلالته التاريخية وجماله الهندسي ،والذي يحتضن لأول مرة المتحف المتنوع ويضم السيارات القديمة والكلاسيكية المتنوعة ومجموعة من القطع التاريخية والمعروضات النادرة، في أركانه المتعددة والتعرف على وحداته المعمارية والمقتنيات الملكية والأثرية المتنوعة وغيرها فأصبح "شتاء درب زبيدة "نزهة العوائل في إجازة نهاية الأسبوع والإجازات الرسمية. فيما تتميز مدينة لينة التي تحتضن هذه الفعاليات بعمق تاريخي يرتبط بمسارات متعددة وتشير المراجع التاريخية القديمة أنها مدينة عاشت عصوراً من الثراء الاقتصادي والفني والاجتماعي والتاريخ حيث تقع على طريق تجاري قديم يربط وسط الجزيرة بالعراق بالقرب من درب زبيدة المعروف, وفيها العديد من الآبار المذهلة التي يعود إنشاؤها إلى أزمنة مديدة، وتعد من القرى الغنية بالآثار الجديرة بالاهتمام، وكانت إلى وقت قريب مركزاً تجارياً مهما يجمع بين تجار العراق والجزيرة العربية خصوصاً من أهالي منطقتي نجد والشمال كما كانت مكاناً لتلاقي التجار وأهالي البادية لتوفر المياه في آبارها، وأول من استوطنها قبيلة بني أسد المعروفة وكان هذا ما قبل الإسلام ثم انتقلت القبيلة للعراق بعد الفتوحات الإسلامية. وذكرت المراجع التاريخية القديمة أن قرية "لينة" تعرف بالماء العذب في آبارها التي تصل إلى 300 بئر ما يزال بعضها موجوداً حتى اليوم، وتغنى كثير من الشعراء بلينة وبعذوبة مائها. وفي الوقت الحالي فإن "لينة" تقع في مكان إستراتيجي بين النفود والحجرة، وعلى مفترق طرق رئيسة تربطها في مناطق الرياض، والقصيم، وحائل بالطريق الدولي المار في منطقة الحدود الشمالية.