استقبلت أمانة ملتقى مكة الثقافي تحت شعار " كيف نكون قدوة في العالم الرقمي " في دروته الحالية (السادسة) ما يزيد عن 771 مبادرة رقمية، تهدف جميعها إلى الارتقاء بمنظومة الخدمات في مختلف القطاعات، في وقت تخطو فيه المملكة خطوات ثابتة نحو التحول الرقمي، والتي احتلت المرتبة الثانية عالميًا بين دول العشرين في مؤشر التنافسية الرقمية. وتتوزع مبادرات الملتقى على 3 محاور، الأول (المبادرات التحولية) والتي يُشرف عليها الملتقى، وتقدمها جهة أو أكثر، وتتكامل فيها الجهود لخدمة أهداف الملتقى، والثاني (المبادرات المؤسسية) وتقدمها الجهات الحكومية والخاصة بشكل منفرد، ضمن فعاليات الملتقى، ويأتي ثالثاً محور (مبادرات الأفراد) ويقدمها أبناء المنطقة، وتتنافس الجهات والأفراد لحصد جوائز الملتقى في أفرع ثلاثة: هي الإبداع للمبادرات المؤسسية، والإبداع للمبادرات الفردية، والإبداع لمبادرات المحافظات. وأنهت لجان التحكيم المشكلة من أعضاء هيئة تدريس متخصصين في مجالات التقنية من جامعات منطقة مكةالمكرمة تقييم وتحكيم، بهدف تسريع بدء تنفيذ المبادرات المبادرات ، حيث اعتمدت لجان التحكيم على عدّة مرتكزات في تقييم المبادرات، تمثلت في وضوح فكرة المبادرة، والتميز والإبداع، ومنهجية المبادرة (التنفيذ)، والنتائج والمخرجات المتوقعة، وبهدف تجويد الأعمال المقدمة عقدت أمانة الملتقى لقاءات عدة بمشاركة 118 جهة حكومية وخاصة للتعريف بالمهام وآلية المشاركة شراكات نوعية. وحرص الملتقى على عقد شراكات نوعية مع الجهات المعنية بقطاع التقنية ويأتي في مقدمتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والتي قدمت 16 مبادرة منها (التدريب الاحترافي وسفراء تقنيات المستقبل) استفاد منها أكثر من 500 متدرب ومتدربة من أبناء منطقة مكةالمكرمة، (معسكرات إطلاق المنتهية بالتوظيف) واستفاد منها أكثر من 100 متدرب ومتدربة، (البرنامج المتخصص في العمل الحر) وشارك فيها 200 متخصص في العمل الحر من المنطقة، (العطاء الرقمي) والتي قدمت 10 دورات تدريبية وجلسات حضورية استفاد منها أكثر من 2500 مستفيد، كذلك (إقامة معسكر تعليمي ترفيهي) للفئة العمرية من 6 إلى 12 عاماً واستفاد منها 5000 مستفيد ومستفيدة، و(مسابقة سلسلة قصص تفاعلية) استفاد منها 10 آلاف مستفيد، و(قوافل المستقبل) 500 مستفيد، و(مبادرة التفكير في التقنية) واستفاد منها أكثر من 3000 مستفيد، فيما استفاد من الجلسات الحوارية 10 آلاف مستفيد من الجنسين، واستفاد 10 آلاف شخص من اللقاءات الرقمية، ونفذت الوزارة (حملات التوعية الرقمية – الجلسات الإرشادي) واستفاد منها 200 مستفيد حضوريًا و100 ألف مستفيد افتراضي، كذلك (حملات التوعية الرقمية – فعاليات توعوية رقمي) والتي قدمت 4 فعاليات استفاد منها 500 مستفيد حضوريًا و100 ألف مستفيد عن بُعد، و(مشروع معمل الريادة والابتكار) واستفاد منه 500 مستفيد إذ تم تنفيذ 30 نموذج عمل أولي، بالإضافة إلى (التحديات الرقمية في تقنية الذكاء الاصطناعي) واستقطبت 3 آلاف متقدم، أيضاً (مركز تطبيق سلة لتقنية المعلومات) و (مركز تطبيق شركة ثق) وقدم كل منهما 50 وظيفة، وأخيرًا توزيع 10 آلاف جهاز وشريحة بيانات لذوي الدخل المحدود. وينفذ الملتقى بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات مبادرة أبطال المستقبل والرامية لتنمية القدرات الرقمية للناشئين، وتعزيز مفهوم المواطنة الرقمية، ورفع الوعي وتعليم الاستخدام الأمثل لتقنية المعلومات والاتصالات، وتهدف أيضاً إلى دراسة وعي أفراد المجتمع في استخدام تطبيقات العالم الرقمي وتمتعهم بالمهارات والأخلاق القويمة خلال استخدام الإنترنت والتكنولوجيا عبر تحليل مجموعة من الأنماط الرقمية ودراسة سلوك الأفراد في الفضاء الرقمي، وتركز المبادرة على تحليل 8 مهارات رقمية أساسية (إدارة الأمن السيبراني بحماية البيانات الشخصية والتصدي للهجمات السيبرانية، إدارة التنمر الإلكتروني بتعزيز الوعي لكيفية مكافحة التنمر الإلكتروني، إدارة الخصوصية بالتعامل الآمن عند طلب البيانات الشخصية على الإنترنت، التفكير السليم وامتلاك أدوات التمييز بين المعلومات الصحيحة والخاطئة، إدارة البصمة الرقمية من خلال فهم طبيعتها والعواقب الحقيقية وإدارتها بمسؤولية، التعاطف الرقمي مع الأشخاص في العالم الافتراضي ومعرفة احتياجاتهم ومشاعرهم، إدارة وقت الشاشة عبر ضبط النفس وإدارة الوقت، والهوية الوطنية الرقمية وإظهارها بشكل صحي ونزيه) من خلال استبيان أولي لقياس المهارات الرقمية الأساسية بين الأفراد يشارك فيها أكثر من 50 ألف مشارك. وينظم البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات تحدي البحث التقني، ويشارك فيه 1400 مشروع وتبلغ قيمة الجوائز نحو 270 ألف ريال، بالإضافة لدعم كل فريق بحثي يصل إلى 60 ألف ريال، إضافة إلى مبادرة تمويل نمو التقنية بمبالغ تصل إلى 15 مليونا تستهدف تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة. وينفذ الملتقى بالتعاون مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» والتي بدورها قدمت 3 مبادرات هي: سفراء التقنية وتهدف لتبني 200 موظف ليكونوا سفراء للتقنية في العالم الرقمي في جهاتهم الحكومية في مجالات رقمية تخصصية كعلوم البيانات، مبادرة تبني القدرات لتبني خريجي الجامعة، ومبادرة المعسكر الصيفي التقني الهادفة لدعم الجهود السياحية عبر إقامة معسكر صيفي تقني بالطائف. وتشارك جامعة الملك عبدالعزيز في الدورة الحالية لملتقى مكة الثقافي بمبادرة بوابة مكة الرقمية للبحث والابتكار والتي سوف تتبني 20 مشروعًا بحثيًا لتطبيقات العالم الرقمي وسيتم دعم الفائزين فيها بمبلغ مليوني ريال، وتهدف لتسخير البحث والابتكار وتطبيقه لمواجهة التحديات البيئية والصحية والصناعية والإدارية والاجتماعية بالمنطقة عبر منصة إلكترونية تعنى بالبحث والابتكار، لتكون منصة رقمية يقدم فيها العلماء والباحثين والمبتكرين الحلول العلمية المبتكرة، وتركز المسارات البحثية على عدة محاور هي الانتماء الوطني والرقمنة، الذكاء الاصطناعي والرقمنة في مجال خدمات الحج والعمرة، تطوير النظم الرقمية في مجال الأمن السيبراني، التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، والنظم الرقمية في مجال المحافظة على البيئة، وقد بلغ إجمالي المشاريع المتقدمة لمبادرة البحث والابتكار الرقمي 107 مشروعات، منها 47 مشروعًا في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، 11 مشروعًا في رقمنة خدمات الحج والعمرة، 25 مشروعًا في الاستدامة البيئية والرقمنة، 17 مشروعًا في الرقمنة في الطب والجراحة، 17 مشروعًا في صناعة السياحة: التحول الوطني وتعزيز القدرة، وسوف يتم ترشيح 20 مشروعًا لنيل الجائزة المخصصة لهذا المبادرة. وتعتزم أمانة جدة إقامة الحديقة الثقافية والتي تعتبر أكبر حديقة ثقافية رقمية على مستوى المنطقة وتهدف لتعزيز جوانب الرقمنة بأسلوب جاذب يخدم الزائر والسائح والمجتمع على أرض الواجهة البحرية الجديدة. كما تشارك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية بمبادرة تحدي كاوست للريادة والابتكار، والتي تركز على تدريب وتأهيل المبتكرين الواعدين لتنمية أفكارهم وابتكاراتهم، وتطويرها ليتمكنوا من تحويلها إلى إنجازات ملموسة ذات أثر إيجابي على الإنسان والمكان، من خلال برامج تدريبية مكثفة و توفير الإرشاد والتوجيه، وتهيئة بيئة عمل مناسبة يضاف إلى ذلك الدعم التمويلي والتشغيلي اللازمين وإيصالها إلى الجهات الداعمة للمشاريع الابتكارية، لتعزيز فرص نجاحها واستمراريتها. ويعتزم الملتقى تنفيذ مبادرة أيام مكة للبرمجة والذكاء الاصطناعي وهي فعالية متنوعة الأنشطة يشارك فيها المبدعين لتقديم حلول رقمية ُتسهم في تعزيز منظومة التحول الرقمي في مدن المنطقة ومحافظاتها، بمشاركة نخبة من العلماء المحليين و الدوليين في المجال الرقمي، وتهدف إلى استخدام البرمجة والذكاء الاصطناعي في بيئة تنافسية لصناعة تطبيقات نوعية تعزز مفهوم (مكة الذكية). ويسهم مطار الملك عبدالعزيز الدولي في مبادرات ملتقى مكة الثقافي ببث رسائل توعوية رقمية تستهدف 10 ملايين زائر لمنطقة مكةالمكرمة برسائل إرشادية بأهمية زيادة الوعي باستخدام الفضاء الرقمي وتطبيقاته وتفعيل مفهوم القدوة الحسنة فيه. وتفاعلت محافظات منطقة مكةالمكرمة مع مبادرات ملتقى مكة الثقافي في دورة السادسة إذ أطلقت محافظة القنفذة جائزة القنفذة للإبداع في مجالات التطبيقات الإلكترونية والمواقع الإلكترونية وما يتعلق بالتقنية والتكنولوجيا وبناء الإنسان، بينما أطلقت محافظة الخرمة جائزة الإبداع للتحول الرقمي فيما تنفذ بقية المحافظات مبادرات بالشراكة مع الجهات والأفراد لتعزيز التحوّل التقني وتعزز من استخدامات التقنية وصولاً لتحقيق أهداف الملتقى الذي أطلقه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة والتي تركز على بناء التواصل الإيجابي وإثراء المحتوى في الوسائط الرقمية، بالإضافة إلى دعم استخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني لتطبيقات تعزز "مكة الذكية" من أجل الاستفادة من الثورة الرقمية وتسخيرها لخدمة المنطقة إنساناً ومكاناً.