أوصى باحثون مشاركون في ندوة حرات المدينةالمنورة وجبالها "دراسة جيولوجية تاريخية وجغرافية" التي نظمتها جامعة طيبة اليوم، بالتعاون مع مركز دراسات وبحوث المدينةالمنورة، بتجنب البناء والتوسع العمراني بالقرب من الصدوع النشطة زلزالياً، والبحث في إيجاد طرق لتغذية الغطاء النباتي بالمياه الجوفية ليُستفاد منها وكذلك لفائدة الأجيال القادمة في مقاومة الجفاف والاحتباس الحراري. وبدأت الندوة بكلمة معالي رئيس جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز بن قبلان السراني أكد من خلالها أنه انطلاقاً من توجه جامعة طيبة الإستراتيجي في البحث العلمي والدراسات العليا لخدمة قضايا المجتمع وبناء شراكة حقيقية مع المجتمع وتماشياً مع أهداف التنمية المستدامة في ضمان حفظ وترميم النظم الإيكولوجية وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 في حماية وتهيئة المناطق الطبيعية وضمان الاستدامة البيئية، عقدت الجامعة الندوة لتسلط الضوء على أهمية المعالم الطبيعية التي تتميز بها منطقة المدينةالمنورة. وأشار مدير مركز بحوث ودراسات المدينةالمنورة الدكتور فهد بن مبارك الوهبي أن المدينة تحتفظ بخصائصها الطبيعية من جبال وحرّات وأودية، وتحتضن الكثير من الآثار التاريخية، والشواهد الحضارية، وقد مرَّ عليها أحداث رصدها المؤرخون لا تزال آثارها الجيولوجيةُ باقيةً حتى اليوم. من جانبه قال رئيس اللجنة الإشرافية الدكتور جمال المرعشي إن الجبال والحرات في المدينةالمنورة مركز اهتمام وأولويات الدولة -حفظها الله- ضمن رؤية المملكة 2030 للحفاظ عليها واستغلالها بشكل يضمن لها الاستدامة مع تحقيق الفائدة منها، وإبراز أهميتها وعلى ذلك تسجل جزءًا من شمال حرة رهط كحديقة جيولوجية في اليونسكو مؤخراً. وكانت الندوة قد تضمنت عدة أوراق عمل شارك بها ثلاثون متحدثاً خرجوا منها بحزمة من التوصيات من أبرزها، تعاون جميع الجهات المعنية والشركاء في تنمية سياحة الحرات وتطوير مقاصدها بما يضمن استدامتها وتحسين العائد الاجتماعي والاقتصادي على المجتمعات المحلية والحفاظ على تراثهم والحرص على تقاليدهم، ودعم وصون التراث الطبيعي والثقافي بالمحميات الطبيعية كمناطق ذات طبيعة خاصة تمثل حجر الزاوية للسياحة البيئية، وكذلك إجراء الدراسات المهمة واللازمة للحد من الخطورة الزلزالية، وعمل دراسات مكثفة لتقييم المخزون الحراري الأرضي أسفل شمال حرة رهط ومدى إمكانية توليد الكهرباء من ذلك المخزون، بالإضافة إلى ضرورة تنسيق الجهات الحكومية ذات العلاقة مع هيئة المساحة الجيولوجية فيما يخص عدم إزالة الفوهات البركانية حول المدينة للحفاظ على المظاهر الجيولوجية المميزة كمعالم تاريخية يجب الاهتمام والحفاظ عليها، كما أنها ثروة علمية كبيرة تستخدم في الدراسات البركانية لتحديد التاريخ البركاني للمملكة وتقييم مخاطره مستقبلًا وثروة سياحية كبيرة تتفق مع رؤية المملكة 2030 من حيث استثمار هذه المناطق كمناطق سياحية. كما دعا المشاركون بالندوة إلى عقد المؤتمرات التي تناقش دور البيئة الطبيعية في الأمن البيئي والكشف عن أصوله التاريخية باعتبار دراسة هذا الجانب من الدراسات البينية التي تعد بوتقة تجمع العلوم المختلفة في قالب تاريخي جغرافي.