تجري الجمعية السعودية لعلوم الأرض بالتعاون مع خبراء متخصصين دراسات وأبحاث جيوحرارية في مناطق الحرّات البركانية بالمملكة التي تتميّز بنشاط حراري خاصة في حرّتي "خيبر" و"رهاط" بالمدينةالمنورة المليئة بالطاقة الحرارية. جاء ذلك في سياق ندوة "النشاط الزلزالي والبركاني في حرة رهاط الواقعة جنوبالمدينةالمنورة" التي نظمتها جامعة طيبة بالمدينةالمنورة مؤخراً, وتحدث فيها المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض الدكتور عبدالله بن محمد العمري, تناول فيها الوضع الراهن بالنسبة للنشاط الزلزالي والبركاني في حرة "رهاط"، شارحًا توزيع الحرات بالمملكة والعلاقة بين جيولوجية المملكة وحرّاتها. وبيّن الدكتور عبدالله العمري أن النشاط البركاني الحديث يتركّز حالياً في الجزء الشمالي من حرة رهاط الواقع بالطرف الجنوبي والشرقي للمدينة المنورة، حيث أن الطرف الشمالي لحرة رهاط يشتمل على 644 فوهة على هيئة مخاريط بركانية. وأوضح أن الخرائط الجيولوجية وتقديرات أعمار الصخور أظهرت أن آخر ثوران بركاني وقع جنوب منطقة المدينةالمنورة كان عام 1256م (654ه) بالقرب من المخطط العيني، حيث غطّت الحمم البركانية الطرف الشرقي من المدينةالمنورة، وخرجت عبر شقوق أرضية, سبقها حدوث زلازل استمر من 4 إلى 5 أيام. وأشار إلى أن حرة رهاط تحتوي على مظاهر بركانية ومعالم جيولوجية مميزة, من ضمنها وجود أنفاق طولية تكوّنت عندما انسابت الصهارة البركانية على سطح الأرض, وبرد سطحها, وتكوّنت قشرة سطحية بينما بقي الجزء المنصهر الحار بالداخل إلى أن اختفى بعد فترة, مكوناً تلك الأنفاق ذات الأحجام المختلفة. وأفاد أن اللجنة الاستشارية للزلازل المكونة من هيئة المساحة الجيولوجية السعودية, وجامعة الملك سعود, ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد، أوصت بضرورة إجراء تصوير بطريقة المقاومية الكهربائية على منطقة مخطط التعويض العيني لتحديد التتابع الطبقي البازلتي والكشف عن الأماكن المعرضة للتشققات والتكسير والتصدعات تحت السطحية حيث يحتمل تواجد تكهفات وصدوع وفوهات بركانية مدفونة تحت المخطط العيني بمنطقة المدينةالمنورة، الأمر الذي يؤثر على سلامة المباني السكنية وساكنيها. ونوه الدكتور عبدالله العمري بالدور الذي تضطلع به هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في مراقبة ورصد ودراسة النشاط الزلزالي, والمراقبة المستمرة للنشاط البركاني والزلزالي حول الحرات الموجودة بالمملكة، مؤكداً أن ذلك يعد من المؤشرات الهامة لتوقع حدوث نشاط بركاني. ولفت النظر إلى أن الهيئة تمتلك حالياً أحدث شبكات رصد الزلازل بالشرق الأوسط، وتجري العديد من الدراسات والأبحاث في مجال الزلازل والبراكين خاصة المتعلقة بتقييم المخاطر الزلزالية والبركانية في حرة رهاط الواقعة جنوبالمدينةالمنورة.