إعداد : محمد العواجي تمثل ثقافة العمل التطوعي سمة بارزة وغريزة أساسية بين أفراد المجتمع ، وتتضاعف بشكل ملفت كعادات تتجدد في شهر رمضان المبارك داخل أروقة المسجد الحرام ، حيث يُشمَّر عن السواعد وتتنافس الفرق المختلفة التي تنتمي للجهات الحكومية والأهلية والقطاع الخيري لتقديم مثل هذه الأعمال لخدمة البيت العتيق وقاصديه من شتى البقاع ، وتقديم العون والمساعدة لهم دون كلل أول ملل طلباً للأجر العظيم والثواب الجزيل . ويمثل شهر رمضان بيئة إيمانية ، ومضماراً لتجسيد مثل هذا السلوك الإيجابي داخل شرائح المجتمع ، التي حثّ عليه الدين الإسلامي الحنيف وندب إليه ، فيضاعف الناس أعمالهم مع حلول شهر رمضان المبارك ويُقبلون على فعل الخير فيه ، في ظل جهود الجهات التطوعية وتعاونها على غرس ثقافة التطوع وتفعيل دور المتطوعين ، واستثمار طاقاتهم ومواهبهم للإسهام في تنمية هذا الوطن المعطاء ، وذلك في إطار الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة لتحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال إشاعة روح التطوع وتفعيل سبل نشره واستمراره . من جهتها قامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي -ممثلة في الإدارة العامة لتنسيق الأعمال التطوعية- باستقطاب المتطوعين والجهات التطوعية داخل المسجد الحرام لتقديم الخدمات لقاصدي المسجد الحرام ، وإشراكهم في العمل التطوعي ، وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية للمحافظة على صحة وسلامة قاصدي المسجد الحرام ، وقد حرصت الرئاسة على تقديم الدورات التدريبية الهادفة إلى تأهيل منسوبيها ومنسوبي الجهات التطوعية بالتنسيق مع الجهات الحكومية والأهلية المستوفية لجميع شروط وضوابط العمل التطوعي بالمسجد الحرام . واستقطبت مع حلول شهر رمضان المبارك 132 متطوعاً يعملون بشكل يومي ، مركزة على نشر ثقافة العمل التطوعي ، وتحسين فاعليته وزيادة الفرص التطوعية من خلال تبني أحدث الطرق وأفضل الممارسات الداعمة لتحفيز العمل التطوعي ، ورفع مستوى العمل التطوعي والتشجيع عليه ، مشيرة إلى أنه من أبرز الأعمال التطوعية المساعدة في نقل كبار السن والأشخاص ذوي الإعاقة من ساحات المسجد الحرام ، ودفع عربات كبار السن في صحن المطاف والمسعى ، وتنظيم مسارات الطواف ، وتنظيم المصليات والممرات ومتابعة الكاميرات الحرارية في مداخل الحرم ، والمحافظة على التباعد الجسدي بين المصلين ، وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية للمحافظة على صحة وسلامة قاصدي المسجد الحرام . كما عززت هيئة الهلال الأحمر السعودي أعمالها التطوعية خلال شهر رمضان ونشر طواقمها الطبية والإسعافية في أرجاء المسجد الحرام ، المجهزة بأحدث التجهيزات الطبية والمعدات المختلفة لتقديم الخدمات لزوار بيت الله والمعتمرين والمصلين بساحات الحرم وفي أروقته وفي المسعى ومصليات النساء ، في صورة مشرّفة لأداء الأعمال التطوعية في المملكة ودورها الإنساني الكبير في العناية بضيوف الرحمن . وكشفت الهيئة أن عدد المسجلين في الخدمات التطوعية للهلال الأحمر في المسجد الحرام بلغ 500 متطوع ومتطوعة ، مع الحرص على زيادة عدد الساعات وأعداد الفرق التطوعية خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، كما وفرت الهيئة حافلات لنقل المتطوعين والمتطوعات من جدة ومن داخل العاصمة المقدسة إلى ساحات الحرم ؛ لضمان الالتزام وتنظيم عمل تلك الفرق التطوعية . وشاركت في القيام بالأعمال التطوعية في المسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك الإدارة العامة للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة ، وجامعة الملك عبدالعزيز ، وجامعة الطائف ، ومكتب وزارة الرياضة بمكةالمكرمة وأكاديمية المسجد الحرام ، وعدد من الجهات الحكومية والجمعيات الخيرية . //إنتهى// 19:45ت م 0174 www.spa.gov.sa/2226039