نظمت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين ممثلة بالإدارة العامة للأمن الفكري والوسطية والاعتدال أمس جلسة حوارية عن بعد بعنوان "تحصين الفكر ونشر الوسطية عبر العالم الرقمي" وذلك ضمن مبادرة كيف نكون قدوة في العالم الرقمي. بعد ذلك تحدث أستاذ التفسير المشارك بجامعة جدة الدكتور حمدان بن حميد السلمي عن آثار الكتاب والسنة في سلامة الفكر وتحصينه من أي شبهات وأهميتهما في تصحيح الأفكار ومعالجة أسباب الانحراف وعوامل ضعف الفكر في المجتمع كالتأمل في ما لا يدركه العقل من الشبهات وتحسين الظن بالعقل وتقديمه على الشرع والتعود على ارتكاب الصغائر من الذنوب، وتعزيز عوامل صلاح الفكر مثل قراءة القرآن وإخلاص العبادات لله وحده دون رياء، مستدلاً بمواقف من القران والكريم والسيرة النبوية في بناء الفكر السليم وتصحيح المعتقدات الخاطئة لدى الجاهلين في الفكر والمنطق حتى وإن كانوا من أهل العلم. من جانبه أوضح مؤذن المسجد الحرام وعضو هيئة التدريب بقسم تقنية الحاسب الآلي المهندس حسين حسن شحات أن الأمن الفكري أداة تعمل على الحفاظ على المجتمع من الأفكار الشاذة خصوصاً في ظل التطور التقني الهائل الذي يكاد لايخلو أي منزل من أحد وسائله وشرح دور التطبيقات الرقمية في نشر الأمن الفكري وتوفير حلول سريعة وفعالة لأي إشاعات أو شبهات تظهر في المجتمع، منوها إلى أهمية قياس الأداء عند الاستعانة بالتطبيقات الإلكترونية في نشر الأمن الفكري لمعرفة مدى تأثيرها على مختلف فئات المجتمع. من جهته بيّن أستاذ الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالوهاب بن مستور السلمي مفهوم الهندسة الاجتماعية ودورها الإيجابي والسلبي في ترابط وتفكك الأسرة والمجتمع حيث أكد أن الهندسة الاجتماعية أحد الفنون التي يستخدمها ضعاف النفوس لتمرير أفكارهم المشبوهة في الإعلانات ووسائل التواصل الاجتماعي من خلال دراسة أفكار المجتمعات واستغلال العواطف والنوايا الحسنة والمواضيع الساخنة للتدليس والتأثير على السلوكيات. وفي الختام استشهد وكيل الرئيس العام للشؤون الفكرية والعلمية الشيخ الدكتور ناصر بن عثمان الزهراني بجهود الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في نشر الفكر المعتدل والوسطية ضمن العالم الرقمي ومنها إنشاء إدارة عامة وخمس إدارات تابعة لها تختص بمجال تعزيز الوسطية والاعتدال ونشر رسالة الإسلام السمحة وإقامة البرامج العلمية في الأمن عبر تطبيقات البث المباشر ونشر الكتب الرقمية والنشرات والبحوث التوعوية بأهمية تحصين الفكر، كذلك إعداد الحقائب التدريبية التي تساعد منسوبي الرئاسة وأفراد المجتمع على التعامل مع الشبهات التي يستخدمها أصحاب الفكر لتمرير أفكارهم الضالة وتفنيدها. يذكر أنه تم خلال الجلسات الحوارية الرد على عدد من الأسئلة والاستفسارات من الحضور في عدد من مسائل الأمن الفكري.