أكدت جامعة الدول العربية أن فيروس كورونا المستجد تسبب في حدوث أزمة صحية عالمية أظهرت الكثير من الثغرات على مستويات كثيرة وخاصة فيما يخص السياسات الصحية والسياسات الاجتماعية التي تقع ضمنها السياسات السكانية، داعية إلى إعادة ترتيب الأولويات وتعديل السياسات والبرامج بما يتناسب لمواجهة الأزمة الحالية وأي أزمات أخرى محتملة، وعدم السماح للجائحة أن تعكس مسار التقدم الذي أحرزته الدول نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. جاء ذلك في كلمة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية بالجامعة العربية السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة خلال اجتماع افتراضي عُقد اليوم (عن بُعد) للمجلس العربي للسكان والتنمية برئاسة الأردن، وبدعم من صندوق الأممالمتحدة للسكان لخبراء المجلس العربي للسكان والتنمية بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكان، ومشاركة وفود من 14 دولة عربية. وقالت أبو غزالة: إن اليوم العالمي للسكان يأتي هذا العام في ظل أوضاع صعبة تمر بها الكثير من دول المنطقة العربية، وما يكتنفها من سياق دولي وإقليمي حافل بالتحديات والمشاكل المتداخلة وازدياد التوتر على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. وأشارت إلى أن إنشاء المجلس العربي للسكان والتنمية نعدّه واحدا من أهم الإنجازات التي تمكنّا من تحقيقها في ظل كل الصعوبات التي تواجه دولنا وتواجهنا في الوضع الراهن، داعية إلى وضع قضايا السكان في قلب الخطط التنموية الوطنية وتنسيق الأدوار المشتركة بين المجالس واللجان الوطنية للسكان وبين اللجان الوطنية للتنمية المستدامة ليكون لهم دور أساسي في عملية التنمية الوطنية. بدوره أوضح المدير الإقليمي لصندوق الأممالمتحدة للسكان في المنطقة العربية الدكتور لؤي شبانه أنه من المحتمل أن تعيق الأزمة الحالية المجهودات العالمية المبذول لتحقيق الأصفار الثلاثة، وهي صفر الاحتياجات غير الملباة لتنظيم الأسرة، وصفر وفيات الأمهات التي يمكن تجنبها، وصفر من العنف القائم على النوع الاجتماعي والممارسات الضارة ضد النساء والفتيات بحلول 2030. من جانبها قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان ورئيس المجلس العربي للسكان والتنمية الدكتورة عبلة عماوي: إن هذه المناسبة تتيح لنا الفرصة لنتفكر جميعا في هذه التساؤلات: "هل وفقنا في مواجهة أزمة جائحة كورونا والتخفيف من تبعاتها على الفئات السكانية في الدول العربية؟ وهل نجحنا في مساندة الجهود الوطنية والإقليمية لمواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا؟ وهل حافظنا على جودة خدمات الصحة والصحة الإنجابية المقدمة خاصة للنساء والشباب والفئات المستضعفة من منظور حقوقي؟.