جذب التنوع البيئي وجمال الطبيعة واعتدال المناخ في منطقة عسير السياح والزوار ، ولكونها أهم المقاصد السياحية في المملكة فهي تشكل اهتماماً كبيراً لدى الشركات والمؤسسات السياحية ومحبي الطبيعة إلى جانب حضو رها الكبير في قائمة المدن السعودية الأكثر نشاطاً في الجانب السياحي والاقتصادي وتعمل الجهات الحكومية في مقدمتها إمارة منطقة عسير ووزارة البيئة والمياه والزراعة وأمانة عسير على تنمية و حماية هذه الطبيعة الخلابة من خلال برامج وفعاليات ودراسات كان آخرها عقد المؤتمر الدولي الأول للبيئات الجبلية وشبه الجافة الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع إمارة المنطقة مطلع العام الجاري، حيث توصل المؤتمر إلى أهمية تطوير برنامج وطني للحفاظ على غابات العرعر بما يحقق تلافي تدهورها ودعم إجراء دراسات مسحية للغابات بمنطقة عسير، والمحافظة على التنوع الإحيائي بالمنطقة، والاهتمام بالأنواع النادرة منها وحماية مناطق وجودها ومنع الصيد. وفيما يتعلق بدور الإنسان في المحافظة على البيئة ومنع تلوثها بالمخلفات التي يلقيها بعض المخالفين للأنظمة المرعية في الأماكن العامة والمتنزهات، أكد المؤتمر الدولي على تطوير وتفعيل لوائح الجزاءات والغرامات بما يحد من تدهور الغطاء النباتي والبيئي، وكانت أمانة منطقة عسير قد أقرت عام 2016م حملة توعوية للحدّ من رمي المخلّفات، من خلال نشر اللوحات الإعلانية على الطرقات وفي مداخل المدن والمحافظات والنشر والتوعية عبر وسائل الإعلام المتعددة وتوزيع الملصقات على مركبات النقل المتحركة، وأقرت حينها مخالفة لرمي المخلفات من السيارات قدرها 200 ريال. وأشارت أمانة عسير إلى أنها كثفت خلال هذا العام أعمال الصيانة والنظافة منذ توافد المصطافين إلى المنطقة، وعودة الحياة إلى طبيعتها، بمشاركة فرق "نشامى عسير" التطوعية مع تطبيق جميع الإجراءات الوقائية وتحقيق التباعد الاجتماعي في الحدائق العامة وزيادة حملات التوعية ووضع اللوحات الإرشادية، التي وزعت في شوارع المنطقة والمواقع التي تشهد كثافة في الحركة والمرافق والحدائق العامة، مبينة أنها رفعت خلال الأيام الماضية من متنزه الملك عبدالعزيز في السودة أكثر من 200 طن من المخلفات التي كانت تؤثر سلبا على البيئة وتسبب تشوهاً بصرياً. من جهته أكد رئيس المجلس البلدي بأمانة عسير محمد بن بريق أن الحدائق والمتنزهات وأماكن الاصطياف في عسير هيئت وجملت ونظفت من أجل خدمة المواطنين والمقيمين بأقصى الإمكانات المتاحة. وأضاف "إنني أوجه نداء لكل زائر لهذه المواقع السياحية أن يحافظ على نظافتها وأن يطبق عبارة (اترك المكان أفضل مما كان ) مع أمنياتي للجميع بقضاء أمتع الأوقات وأسعدها في مصايف منطقة عسير". وتتركز الجهود الحالية على زراعة النباتات المحلية في مشروعات التشجير وزيادة المساحات الخضراء مع الحد من التوسع العمراني العشوائي الذي أدى إلى اقتطاع مساحات كبيرة من الغطاء النباتي، وفي الوقت نفسه الحد من المخلفات والممارسات السلبية التي تؤثر على البيئة الطبيعية لمنطقة عسير مثل رمي المخلفات غير المتحللة كالمواد البلاستيكية وغيرها من الملوثات، إضافة إلى الحد من الرعي الجائر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة بنائياً. // يتبع // 16:36ت م 0154
تقرير / عسير .. جهود حكومية لدعم القطاع السياحي والحفاظ على البيئة / إضافة أولى وأكد عدد من المواطنين من جانبهم على أهمية تشديد الرقابة على البيئة وتطبيق العقوبات الرادعة بحق ملوثي الحدائق العامة والمتنزهات بالمخلفات والنفايات، مع أهمية تكثيف الجانب التوعوي بخطر هذه الممارسات على صحة الإنسان ومسبباتها في تلوث البيئات الطبيعية وتشويهها. وأشار عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور خليل الحدري إلى أن تعاليم الدين الإسلامي الحنيف شددت على أهمية الحفاظ على البيئة والنظافة في كل الأوقات والأزمان، وقال في حديثه لوكالة الأنباء السعودية: خلق الله البشر وأنزل لهم ديناً ينظم علاقاتهم بغيرهم في هذا الوجود.. فجعل علاقتهم به علاقة عبودية، وجعل علاقتهم بالكون من حولهم علاقة تسخير، وجعل علاقتهم بالناس علاقة عدل وإحسان، وجعل علاقتهم بالبيئة التي يعيشون فيها علاقة حب وانتفاع، وأضاف " في علاقة التسخير خلق الله البيئة وسخرها للإنسان وأمره أن يحسن إليها لينتفع من معطياتها ، فكأنها عملية تبادل بين طرفين، على مبدأ: أحسن لها تحسن إليك، والإحسان إليها بالمحافظة على بقائها، ونظافتها، فبالأمرين (بقاؤها ونظافتها ) تكمن صحة الفرد الجسمية والنفسية والعقلية والجمالية ..الخ، وصحة المجتمع كذلك" مؤكدا أن "البيئة هي المصدر الحقيقي لرفاهية الإنسان بمائها وهوائها ونباتها وكل ما أودع الله فيها من الخيرات، والمحافظة عليها عمل يتجاوز الفردية إلى المسؤولية الاجتماعية بل والعالمية، وهي قضية مشتركة سُنت لها القوانين وأُقيمت لها المؤسسات وكُتبت من أجلها الأبحاث، وتبودلت من أجلها الآراء والأفكار، وصِيغت لذلك العقوبات. وأضاف الحدري " لعل تلوث الهواء والماء والتربة والضوضاء كان بسبب ما أحدثه الإنسان، فترك أثرا هائلا على صحة الأفراد والمجتمعات على مستوى العالم، بما نشره من أمراض واضطرابات بيئية خطيرة"، عاداً المحافظة على البيئة "منظومة متكاملة من العمل الوقائي والعلاجي على مستوى الأفراد والمؤسسات تخطيطا وتنفيذا، وإذا عدنا للحديث عن الفرد وعلاقته بالبيئة من حوله على المستوى الشخصي فيما يحقق حسن العلاقة مع البيئة، نجد أن ذلك يكمن في أمرين هما: الإيمان والوعي ، فالإيمان بالله باعث على كل خير وبر، ناهٍ عن كل شر وضرر ، والإيمان يجعل من المسلم صديقا للكون من حوله لأنه جزء من ملكوت خالقه وقد أمر الله المسلم بالمحافظة عليه وحسن استثمار خيراته لصالح الفرد والمجتمع". وعن أهمية الحافظ على المرافق العامة وخصوصا في ظل وجود أعداد كبيرة من المتنزهين، قال الحدري "بما أننا في أيام صيف يحتاج الناس معها إلى ارتياد المصايف الجميلة في بلادنا ، فقد أكد الإسلام على أن يكون المسلم واعياً في علاقته بمن حوله، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه، وثمرة ذلك هي العناية بالمرافق العامة ونظافتها، لأنها ملك للجميع، فلا يتلف ما أعدته الدولة حرسها الله لراحة المواطن والمقيم ورفاهيته، فلا تحال تلك الأماكن إلى بيئة قذرة جالبة للأمراض الجسمية والنفسية، ولا تقضى الحاجة ولا ترمى المخلفات في ظل الناس ولا في طرقاتهم ولا فيما تتعلق به منافعهم .. بل إن إماطة الأذى عن الطريق صدقة من أجلّ الصدقات ، وسبيل إلى الجنة، وقد دخل رجل الجنة بغصن شوكٍ أزاله عن طريق الناس". // يتبع // 16:36ت م 0155
تقرير / عسير .. جهود حكومية لدعم القطاع السياحي والحفاظ على البيئة / إضافة ثانية واخيرة وعن أبرز المحفزات والضوابط لتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة يؤكد الدكتور الحدري "أن الناس يختلفون في مستوياتهم الإيمانية وفي مستوى الوعي كذلك، وقد يصل بعضهم إلى مستوى التعدي والإيذاء والاستهتار، فتتدخل العقوبات التي جعلها الله مناسبة لحال هؤلاء، والعقوبات في الإسلام على نوعين: حدود وتعزيرات، والتعزيرات ذات ارتباط بالجهات التي يوكل ولي الأمر لها أمر المحافظة على البيئة، لردع من تسول له نفسه العبث بها، ولعل من تلك العقوبات التي يراها الجميع مناسبة، هي فرض الغرامات المالية على الذين يعني لهم المال شيئا، وهو ما يقال عن العبث بالبيئة وفرض غرامات مالية على من يفسد فيها بالإتلاف أو التخريب، وقد يكون من العقوبات تنظيف المكان الذي تركه الفرد أو تركته عائلته متسخا، والأفكار في ذلك تتعدد. وعلق على هذه الظاهرة الكاتب حسن سلطان المازني أحد المهتمين بالبيئة والمحافظة عليها مؤكداً أن هناك بعض السلوكيات السلبية التي تؤثر في البيئة الخضراء التي تتميز منطقة عسير خاصة في فصل الصيف، وقال في حديثه لوكالة الأنباء السعودية: "الواقع إنا في كل صيف وغيره نعاني من بعض الممارسات الخاطئة سواء في المتنزهات والحدائق من حيث ترك المخلفات فيها من قبل مرتاديها، مما يجعلها بيئة غير صحية ومنظرها غير حضاري"، مضيفا أن الحال نفسه في الغابات والمراعي الطبيعية حيث يترك بعض مرتاديها هداهم الله المخلفات مما يعرض لانبعاث الحرائق في الغابات، كما أن البعض منهم لا يبالون بخصوصية المكان فنراهم وللأسف الشديد يقتحمون مزارع البر ويفترشونها دون أدنى مراعاة لما بذله صاحب المزرعة من جهد. وعن أبرز الحلول التي يراها المازني لتدارك الأمر يقول " المسألة تأخذ عدة محاور، فهناك دور الأسرة في تنشئة أبنائها تنشئة سليمة، وغرس القيم والمبادئ والمحافظة على النظافة العامة والبيئة على وجه الخصوص، وكذلك من المهم حث خطباء المساجد والدعاة على تكثيف المواعظ والخطب التي تسهم في ترسيخ مفاهيم وقيم المحافظة على الأماكن العامة ونظافتها وبث هذه المبادئ في عمق المجتمع". وأشار إلى أهمية دور الجهات المعنية في الرقابة وفرض جزاءات صارمة بحق المتجاوزين على البيئة وخصوصية المكان، مؤكدا أنه لن يتم السيطرة على هذه الظواهر السلبية إلا من خلال تركيب كاميرات المراقبة في المتنزهات والحدائق ونشر المراقبين في المناطق البكر للتصدي لهؤلاء المسيئين. //انتهى // 16:36ت م 0156 www.spa.gov.sa/2107875