أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان التزام بلاده بدعم السلام في أفغانستان لضمان الأمن والاستقرار الدائم في هذا البلد المنكوب بالصراع، والعودة الكريمة للاجئين الأفغان المقيمين في باكستان منذ أربعة عقود. صرح بذلك في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر "قمة اللاجئين 40 عاماً على وجود اللاجئين الأفغان في باكستان" الذي بدأ أعماله اليوم في العاصمة الباكستانية إسلام آباد بمشاركة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، ومدير فرع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في باكستان الدكتور خالد بن محمد العثماني، والمدير العام للإدارة العامة للإغاثة والرعاية والتنمية برابطة العالم الإسلامي علي بن محمد الكمال، والمدير العام لمكتب رابطة العالم الإسلامي في باكستان سعد بن مسعود الحارثي، وعدد من الشخصيات الدولية والدبلوماسيين. وقال عمران خان: إن باكستان - مع استضافتها للاجئين الأفغان على مدى أربعة عقود - لديها إصرار صادق على تحقيق سلام مستدام في أفغانستان لضمان العودة السلسة للاجئين الأفغان إلى بلادهم. وأضاف أن الشعب الأفغاني يستحق السلام، وأن باكستان مستمرة في تسهيل عملية السلام الأفغانية التي تسير في الاتجاه الصحيح. وأوضح أن باكستان استضافت اللاجئين الأفغان منذ عام 1979 وأصبحت ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين حول العالم، مشيراً إلى أنه على الرغم من التحديات الاقتصادية قدمت باكستان الدعم للاجئين الأفغان في جميع المرافق المتعلقة بالحياة الكريمة بما في ذلك التعليم والتدريب المهني وكذلك الإدماج الاجتماعي، مؤكداً أن باكستان من منطلق التزامها بتعاليم الإسلام المتمثلة في حسن التعامل فإنها تقدم أفضل رعاية ممكنة للاجئين الأفغان. من جانبه أثنى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على استضافة باكستان للاجئين الأفغان على مدى العقود الأربعة الماضية والتزامها بتوفير التسهيلات اللازمة لهم وتوفير التعليم على الرغم من التحديات. وقال: إن الوقت قد حان لكي يأتي المجتمع الدولي لينضم إلى الطريق نحو السلام في أفغانستان، مشيراً إلى أنه لا يمكن التخلي عن أفغانستان وشعبها. وأضاف أن الدعم المقدم لأفغانستان ما زال ضئيلاً، ولا بد من تحرك العالم لدعم الأفغان، مبيناً أن جهود السلام والمفاوضات قد تمهد الطريق للتنمية الإنسانية. وأكد أن الحل الدائم لمشكلة اللاجئين هو العودة الطوعية إلى ديارهم ليتمكنوا من المشاركة في إعادة إعمار أفغانستان. بدوره أكد نائب الرئيس الثاني لأفغانستان سرور دانش أن الحكومة الأفغانية تدعم بالكامل المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وحركة طالبان من أجل سلام دائم، غير أنه أشار إلى أهمية إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية أيضًا. وقال: لسوء الحظ فإن الإعداد السياسي الدستوري في أفغانستان بعد عام 2001 واجه مقاومة من بعض الجماعات المعادية لأفغانستان. ومن المقرر أن يستمر المؤتمر حتى يوم غد الثلاثاء لمناقشة آليات دعم اللاجئين الأفغان وضمان العودة الكريمة لهم إلى ديارهم.