أقام معهد مسك للفنون التابع لمؤسسة محمد بن سلمان الخيرية "مسك الخيرية"، جلسةً حوارية حول مشاركة المملكة في فعاليات الدورة ال58 ل"مهرجان البندقية للفنون"، في مدينة بينالي الإيطالية "البندقية" عبر الجناح الوطني السعودي "بعد توّهم"، وهو المشروع الثقافي الذي تدعمه وزارة الثقافة، وينفذه معهد مسك للفنون. وتتلخص مشاركة الجناح السعودي المشارك في معرض بينالي البندقية 2019، في عمل فني تقدمه الفنانة الدكتورة زهرة الغامدي تحت عنوان «بعدَ تَوَهُّم...»، ويتكون من 50 ألف قطعة، ويتضمن الاحتمالات اللانهائية للوصول إلى الهدف ومعرفة الذات، بعد مراحل الشك وعدم اليقين، في محاولة لاستعادة الثقة والتفاؤل. وخلال الجلسة الحوارية التي عقدت في قاعة الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز في الرياض، بحضور عدد من المشاركين في العمل الفني "بعد توهم.."، أكد الجميع على أهمية هذه المشاركة الدولية، والتي تسهم في تسليط الضوء على المملكة ونوعية الفنون في المملكة. وقال الفنان التشكيلي الدكتور عبد الرحمن السليمان أحد المساهمين في إعداد الكتاب الخاص بالمشاركة "بعد توهم.."، خلال الجلسة الحوارية أن مشاركة المملكة في بينالي البندقية لعام 2019، الفرصة في تقديم فكرة للعالم حول صورة المملكة، وأسهمت في ذات الوقت في إزالة الصورة الضبابية حول المملكة، المتمحورة حول النفط فقط. وعدّ السليمان أن المشاركة في بينالي البندقية لا يمثل الفنانين المشاركين فحسب، بل يمثل الدولة وثقافة وحركة الفنون في الدولة، لا سيما أن مثل هذا المعرض أسهم في فتح حوارات مع فنانين من كل أنحاء العالم، الأمر الذي أعطى صورة أخرى حديثة عما تشهده المملكة من تطور في كافة النواحي. من جهتها وصفت الدكتورة زهرة الغامدي صاحبة العمل المشارك في مهرجان البندقية للفنون، وجود صور من أشكال الفن السعودي في مثل هذا المنبر العالمي مسؤوليةً كبرى على عاتق التشكيليين السعوديين والمثقفين، وهي المسؤولية التي تقوم على نقل صورة حقيقية عما تعيشه المملكة من فنون على كافة أصعدتها. وقالت الغامدي: "مشاركتنا في بينالي البندقية وضعتنا في قوائم الفن العالمي والثقافة العالمية، ليس ذلك فحسب بل جذبنا أنظار الآخرين وباتوا متطلعين لمعرفة المزيد عن بلادنا، وبمثل هذه المعارض العالمية نستطيع أن نسهم في نقل الصورة الحقيقية عن بلادنا المتطورة والحديثة". وأكد المشاركون في الجلسة الحوارية وهم الفنانة زهرة الغامدي والدكتور عبدالرحمن السليمان ولينا قطان وإيمان الجبرين والدكتورة ندى شبوط على أن المشاركة بالفنون التي تمثل "قوةً ناعمة" وتشكل تأثيراً كبيراً وإيجابياً يؤكد قدرة الفن والثقافة في المملكة العربية السعودية على تبوء مكانة عالمية ومتقدمة في مقياس الفنون والثقافة العالمي. مقابل ذلك، أكدت ريم السلطان الرئيس التنفيذي لمعهد مسك للفنون في مؤسسة مسك الخيرية، أن مؤسسة مسك الخيرية من خلال معهد مسك للفنون تولي اهتمام في قطاع الفن والثقافة في المملكة، وما إيكال وزارة الثقافة لمؤسسة مسك بتنفيذ هذا المعرض العالمي إلا دليل على الاهتمام الملموس الذي توليه المؤسسة لهذا القطاع الهام، الذي ينقل الصورة الحقيقية عن المملكة وعما تشهده من فنون متطورة وحديثة. وكان صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة رئيس مجلس إدارة معهد مسك للفنون افتتح في 4 رمضان 1440ه الموافق 8 مايو 2019م جناح المملكة العربية السعودية المشارك في فعاليات الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان البندقية للفنون. وفتح العمل السعودي المشارك هذا العام "بعد توّهم" الآفاق العالمية على الثقافة والفنون في السعودية، وبات العالم الآخر على مقربة من الابداع الفني الذي تشهده البلاد، بما يؤكد على الارث الثقافي الكبير الذي تشهده المملكة، وعكس طموح الشباب السعودي وجسد الهوية الوطنية السعودية. كما تأتي مشاركة السعودية في هذه القضية استجابة للموضوع الرئيسي الذي أعلنته إدارة مهرجان البندقية، وهو التعبير عن دور الفن في فترات الأزمات والتقلبات السياسية. وفي شرحٍ لمفهوم المعرض السعودي المشارك، تتركز فكرته على السعي وراء فهم «العيش في أوقات مثيرة للاهتمام»، وهي الفكرة التي تستثير حتماً وباستمرار الغموض الكامن في مصطلح «مثير»، حيث سيعكس المعرض الحالة السعودية تاريخياً وثقافياً ومراحل تطور ذلك بالأدلة البصرية، لمواجهة أي أفكار تحصر أهمية السعودية في لحظات محدودة. ويصاحب المعرض السعودي المشارك في المهرجان، إصدار كتيب خاص يحمل عنوان: «بعد توهم» لتوثيق الحدث وتأكيد رسالة الجناح السعودي المُشارك، حيث يُستهل الكتاب بمقدمة عن تطور الحركة الثقافية والفنية في المملكة العربية السعودية، والتطلعات المستقبلية التي تسعى إليها في هذا المجال، يلي ذلك استعراض لوجهة نظر عدد من المفكرين المحليين والعالمين حول دور «الخيال» و«الوهم» في فتح أبواب جديدة إلى المعرفة، مستندين إلى شواهد من التراث والتاريخ العربيين، وذلك من خلال عدد من المقالات حول هذا الموضوع. ويمثل بينالي البندقية الذي مضى على تأسيسه أكثر من 122 عاماً، منصةً عالمية تجرى بشكل سنوي للحوار الثقافي العالمي، في مجالات الفنون والهندسة المعمارية، وتعد المملكة من الدول العربية التي وضعت لنفسها مكاناً في هذه المنصة الفنية والثقافية العالمية.