تُعرّف السمنة بأنها تراكم مفرط أو غير طبيعي للدهون يلحق الضرر بصحة الفرد، ويعدّ اختلال توازن الطاقة بين السعرات الحرارية التي تدخل الجسم والسعرات الحرارية التي يحرقها هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن والسمنة، ويصنف مرض السمنة أنه أكثر الأمراض انتشارًا في وقتنا الحاضر والسبب في ذلك عائد إلى العادات الغذائية السيئة التي تؤدي إلى زيادة الوزن فترهق أجسادنا وتتدمر صحتنا، إضافةً إلى قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة بشكل منتظم. وتعد خطورة السمنة بكونها لا تتعلق بالمظهر الخارجي للشخص فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى العديد من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وارتفاع كوليسترول الدم، وتسبب آلام الظهر والمفاصل وأمراض القلب، والكبد، والكلى، وضيق في التنفس وصعوبة النوم،إلى جانب المشاكل النفسية. وتحتفي المملكة مع دول العالم، في تاريخ 11 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي لمكافحة السمنة، وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذا اليوم في الترويج لحلول أزمة السمنة، وزيادة الوعي للوقاية منه من خلال التوعية بالأنماط الغذائية الصحية الصحيحة، وبأخطار اتباع نظام غذائي غير صحي، والتشجيع على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًّا على الأقل، إضافةً إلى التعريف بالخِدْمات المقدمة من وزارة الصحة في هذا الجانب . وتتسبب السمنة سنويًّا بأعباء كبيرة في النواحي الصحية، والاقتصادية، والاجتماعية، وبالنظر إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية فإن مليارين وسبعمئة مليون شخص بالغ حول العالم سوف يصابون بزيادة الوزن والسمنة بحلول عام 2025م، وأن السمنة عامل يؤدي إلى الوفاة بنسبة أكبر من سوء التغذية حيث يموت مليونان وثمانمئة ألف شخص على الأقل كل عام نتيجة لفرط الوزن أو السمنة. وأكدت المحاضرة في جامعة الأمير سلطان اخصائية التغذية العلاجية والمستشارة في الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة (كيل) أمل حمدي كنانة في حديثها ل "واس" أن أخطار السمنة تهدد المستقبل البشري وأن هناك عدة أسباب لها، منها العوامل السلوكية، والعوامل الوراثية، والعوامل البيئية، والعوامل النفسية، كما أن بعض حالات السمنة تعود إلى تناول بعض الأدوية مثل مشتقات الكورتيزون والأنسولين. وأوضحت أن هناك عدة طرق لعلاج البدانة وتعزيز جودة الحياة عند المصاب بها، تعتمد على درجة البدانة والحالة الصحية للشخص، وتتطلب مساعدة فريق من الأطباء والاختصاصيين لتوجيهه على فهم وضعه وفق خطة علاجية تتلائم معه، فبعضهم يحتاج تغييرات في العادات الغذائية، وممارسة الأنشطة البدنية، والبعض الآخر يتطلب تدخل جراحي، حيث توجد أنواع متعددة لجراحات علاج السمنة أشهرها عمليات التكميم، وربط المعدة، وتحويل مسار المعدة. وأشارت "كنانة" إلى أن البرنامج العلاجي والوقائي الخاص بمريض السمنة يتضمن زيارة الطبيب لمعرفة التاريخ الصحي للمريض، والقيام بإجراء التشخيص المبدئي من فحوص طبية ومخبرية، إضافةً إلى زيارة متخصص التغذية الذي بدوره يقوم بتنظيم الوجبات وتغيير نوعية الأغذية، ومتابعة المريض بشكل دوري لمساعدته على تغيير أسلوب حياته السابق. وتنفذ وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة التعليم مبادرة (رشاقة) مستهدفة الطلاب والطالبات في مدارس مختارة على مستوى مناطق المملكة ولجميع المراحل الدراسية (ابتدائي ومتوسط وثانوي)، الهدف منها خفض معدلات انتشار السمنة لدى الأطفال واليافعين في السن المدرسي بنسبة 5% حتى نهاية عام 2020م، كما تهدف إلى رفع الوعي، وإيجاد قاعدة بيانات ترفع سنويا لوزارة الصحة، وتوفير بيئة داعمة من خلال تفعيل الأنظمة والقوانين المتعلقة بتحسين السلوك الغذائي المتوازن للطلاب والطالبات، وزيادة النشاط البدني لديهم ومكافحة السمنة بالسن المدرسي، إضافةً إلى توفير الخِدْمات الوقائية والعلاجية للمصابين بالسمنة من الطلاب والطالبات. وبلغ عدد المدارس في المرحلة الأولى من المبادرة عام 2017م 1000 مدرسة في ست مناطق، والمرحلة الثانية في عام 2018م بلغت 2400 مدرسة على مستوى20 منطقة ، بينما المرحلة الثالثة في عام 2019م واستهدفت 4000 مدرسة تم فيها ربط 986 مركزا للرعاية الصحية الأولية في 20 منطقة بالمملكة وبلغ عدد الطلبة المستهدفين بالتوعية 1102779 طالبًا وطالبة، بينما بلغ عدد الطلبة المستهدفين بالفحص 1073270طالبًا وطالبة. كما جرى تدريب 1824 من الكوادر الصحية و3705 من الطاقات التعليمية، وكذلك عمل محاضرات وندوات وأنشطة توعوية خاصة بمكافحة السمنة في المراكز الصحية والمدارس المشاركة في المبادرة، إضافةً إلى تقييم 4014 مقصفًا مدرسياً . وتأتي المرحلة الرابعة مستقبلاً عام 2020م مستهدفة 6000 مدرسة في 20 منطقة وتستغرق مدتها عاماً دراسيًّا كاملًا.