سلمان بن سلطان يرعى أعمال «منتدى المدينة للاستثمار»    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تستضيف اجتماع وزراء الأمن السيبراني العرب.. اليوم    تباطؤ النمو الصيني يثقل كاهل توقعات الطلب العالمي على النفط    البنوك السعودية تحذر من عمليات احتيال بانتحال صفات مؤسسات وشخصيات    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    الجيش الأميركي يقصف أهدافاً حوثيةً في اليمن    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    كأس العالم ورسم ملامح المستقبل    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    دروب المملكة.. إحياء العلاقة بين الإنسان والبيئة    ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    «سلمان للإغاثة»: تقديم العلاج ل 10,815 لاجئاً سورياً في عرسال    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    الجاسر: حلول مبتكرة لمواكبة تطورات الرقمنة في وزارة النقل    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    ليست المرة الأولى التي يخرج الجيش السوري من الخدمة!    مشيدًا بدعم القيادة لترسيخ العدالة.. د. الصمعاني: المملكة حققت نقلة تشريعية وقانونية تاريخية يقودها سمو ولي العهد    مترو الرياض    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني    المشاهير وجمع التبرعات بين استغلال الثقة وتعزيز الشفافية    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل سفير جمهورية الصين لدى المملكة    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



300 مليون شخص مصابون بالسمنة المفرطة
نشر في اليوم يوم 24 - 09 - 2004

تعد السعودية من أكثر الدول في العالم معاناة من زيادة نسبة السمنة بين أبنائها إلى درجة أنها أصبحت تشكل خطرا على البلاد والمجتمع إذ أكدت دراسة علمية أن معدلات انتشار السمنة في أوساط المجتمع السعودي تزداد بنسبة عالية ومخيفة, وذلك نتيجة تحسن المستوى المعيشي والغذائي, وتغير أساليب نمط الحياة وعدم الحركة وممارسة الجهد, والاعتماد على العمالة والخدم, ويساعد في ذلك الحرارة والرطوبة المرتفعة وسوء الأحوال الجوية على مدار العام في اغلب مناطق المملكة، مما يدفع الناس للاعتماد على وسائل المواصلات المكيفة، والجلوس في المنازل أو في أماكن مكيفة ومرفهة, وتناول كميات كبيرة من الغذاء خاصة الوجبات السريعة غير الصحية.
جميع هذه العوامل بالإضافة للكسل أدت الى ارتفاع عدد المصابين بالسمنة في المملكة, والى زيادة عدد المرضى بأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والسرطان.
وأدى ذلك إلى تردد الكثير من أصحاب الوزن المرتفع على المستشفيات الحكومية والأهلية والصيدليات والعطارين, للبحث عن طرق ووسائل لإنقاص الوزن منها المريحة والسريعة والقاسية الصعبة والبطيئة.
واستغلت شركات تسويق منتجات التخسيس وإنقاص الوزن هذه الزيادة في عدد المصابين بالسمنة والباحثين عن حلول سريعة إلى الإبداع في نوعية الأدوية والمنتوجات, والى الاستعانة بجميع الأساليب الدعائية المثيرة التي أثرت وجذبت عددا كبيرا من المصابين, ومن غير المصابين بالسمنة بالبحث عن تلك المنتوجات التي تغزو الأسواق, ومعظمها غير مرخصة طبيا.
هذه الحملة الدعائية المتنوعة جعلت السمنة هاجسا لدى اغلب الناس.
هل السمنة تشكل خطرا حقيقيا على صحة الإنسان؟
هل كل سمين مريض؟
ما أفضل الطرق للوقاية من السمنة؟
لماذا لا توجد عيادات طبية حكومية خاصة بأمراض السمنة بعدد كاف؟
أين التوعية الصادقة من سوق تسويق المنتوجات ؟
ما التعامل الناجع مع حالات السمنة؟
السمنة مرض عالمي
تشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السمنة صارت مرضاً عالميا وان البشرية تعاني من هذه المشكلة الخطيرة إذ إن هناك 300 مليون شخص بالغ يعانون من السمنة المفرطة في العالم, وهناك 750 مليون شخص يعانون من زيادة في الوزن, وهناك 22 مليون طفل من الأطفال يعانون من سمنة مفرطة وزيادة في الوزن وهم جميعا دون سن الخامسة, وبمقدور السمنة أن تسبب العديد من الأمراض المرتبطة بالتغذية كالسكري، وأمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم، وان الأرقام التي كشفت عنها العديد من الدراسات التي شملت عينات من المجتمع السعودي تنذر بخطر مخيف.
ارتفاع معدل السمنة
وتشير الدراسات الصحية التي أجريت في السعودية في السنوات الأخيرة إلى ارتفاع معدلات السمنة إلى مستويات كبيرة جعلت من الضروري الاهتمام بهذه الظاهرة المقلقة وغير الصحية.
وساهمت عدة عوامل في انتشار هذه الظاهرة السلبية في الآونة الأخيرة، من أهمها تحسن المستوى المعيشي, والمادي, وارتفاع القوة الشرائية بين شرائح المجتمع المختلفة, وانتشار مطاعم الوجبات السريعة وتغير العادات الغذائية مع تدني مستويات المجهود الحركي والنشاط البدني.
300 مليون
وحول عدد المصابين بالسمنة يقول الدكتور ماركس ابي (مدير شركة روش للأدوية) إنه يوجد في العالم أكثر من ثلاثمائة مليون شخص مصاب بالسمنة و1.1 مليار من ذوى الوزن الزائد في العالم بينما في المملكة حوالي ثلاثة ملايين شخص أي بنسبة شخص من بين كل خمسة أشخاص مصاب بالسمنة أو لديه وزن زائد.
الدهون والسعرات
السمنة هي زيادة نسبة الدهون المتواجدة في الجسم عن المعدل الطبيعي لزيادة في السعرات الحرارية، الناتجة عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم.. والتي تؤدي إلى تغيير في شكل الجسم وزيادة في الوزن
الافراط في الطعام
ومن الأسباب الرئيسية لحدوث السمنة الإفراط في تناول الطعام بما يفوق ما يُستهلك من سعرات حرارية. مما يؤدي إلى تجمع الدهون في الخلايا الدهنية التي تظهر في شكل بدانة. وكذلك عدم الاهتمام بممارسة الرياضة بشكل منتظم, و كثرة النوم والميل إلى الكسل, وانخفاض معدل التمثيل الغذائي في الجسم, وعدم انضباط أداء الغدد, وزيادة ترسب الشحوم والدهون نتيجة زيادة تكوين الخلايا وبطء الاستفادة من الدهون نتيجة لتقدم العمر الدهن الصماء العقاقير ومنها عقاقير منع الحمل والأنسولين عوامل وراثية عوامل نفسية.
الأساليب المعيشية
و حول الأسباب لزيادة الوزن يقول الدكتور حمد المانع(وزير الصحة): الأساليب المعيشية, والأنماط الغذائية المتعددة التي ادخلها إنسان هذا العصر على برنامجه الغذائي دونما أي تخطيط صحي مدروس يتناسب مع فعاليات حياته ومعطيات بيئية ونوعية الأنشطة التي يمارسها قد أثرت بشكل مباشر وملموس على الصحة, ويضيف الوزير المانع: أسباب البدانة تتمحور أساسا في كمية ونوعية الغذاء وقلة الحركة المبذولة إضافة إلى دور العامل الوراثي والنفسي لدى البعض ووجود بعض أمراض الغدد الصماء والخلل الهرموني لدى البعض الاخر.
المطبخ السعودي
و ينتقد الوزير المانع المطبخ السعودي قائلا: مأكولات المطبخ السعودي تتميز بارتفاع نسبة الدهون بها مما يسبب الكثير من الأمراض( ومعروف أن المجتمع السعودي ما زال محافظا على بعض العادات الغذائية القديمة ومنها المأكولات التراثية المشبعة بالدهون والسمن والسكريات, التي كانت تناسب حياة الأجداد والاباء الذين يعيشون في ظل حياة قاسية يبذلون فيها جهدا حركيا وعضليا كبيرا).
66 بالمائة نساء
وأوضحت دراسة أن حوالي 66 بالمائة من النساء السعوديات يعانين من زيادة الوزن، وأن 52 بالمائة من إجمالي تعداد البالغين في المملكة مصابون بالسمنة، في حين تصل هذه النسبة إلى 18 بالمائة بين من هم في سن المراهقة و15 بالمائة بين الأطفال قبل سن المدرسة. وتعكس هذه الأرقام مدى خطورة الموقف، خاصة إذا علمنا أن السمنة تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى أمراض القلب والشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري، والسرطان.
الموت المفاجئ
السمنة سبب رئيسي في إصابة البدين بالكثير من الأمراض ومنها أمراض القلب والموت المفاجئ فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين فيحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف إذ وجدت بعض الدراسات أن استمرار السمنة لمدة تزيد على 10 سنوات تزيد نسبة التعرض لأمراض القلب والموت المفاجئ، بالذات عند الإصابة بالسمنة في مرحلة الطفولة أو في مرحلة الشباب الأولى.
السمنة ومرض السكري
هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري غير المعتمد على الأنسولين فيذكر الدكتور عبد العزيز معتوق استشاري الباطنية والسكر في دراسة صحية سعودية نشرت مؤخرا أن السمنة التي تعد أحد مسببات داء السكري تفشت في المجتمع السعودي وأصبحت تشكل خطرا يجب تداركه.
الشرقية الأعلى
ويضيف معتوق ان المنطقة الشرقية من السعودية سجلت أعلى نسبة بالإصابة وصلت إلى 16بالمائة فيما بلغت النسبة في! المنطقة الشمالية 13 بالمائة والوسطى 5 بالمائة و الجنوبية 3 بالمائة. ويرجع الدكتور معتوق زيادة إصابة السكري في السعودية إلى العادات الغذائية غير الصحية والرفاهية وقلة النشاط البدني إضافة إلى العوامل الوراثية.
تداعيات خطيرة
ويرى د المانع(وزير الصحة): أن هناك تداعيات صحية خطيرة للبدانة ومنها الإصابة بالعديد من الأمراض كالسكري وارتفاع نسبة الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى تصلب الشرايين وأمراض القلب, مشيرا إلى إن المجتمع السعودي ليس بعيدا عن التأثر بما يجرى في العالم من حوله لذا فقد تعرض أفراده بدورهم لارتفاع نسبة الإصابة بالبدانة.
دعاية قوية
ونتيجة ارتفاع حالات الإصابة بالسمنة في المملكة وارتفاع حالات الوعي للمواطن أخذ الكثير من أبناء المملكة بالبحث عن أفضل الطرق للتخلص من البدانة والسمنة فيقول سلطان الهاجري: الدعاية لشركات تسويق منتوجات التخسيس قوية جدا ومؤثرة -المرئية والمسموعة والمقروءة- لدرجة ان غير السمين يتأثر بها ويركض خلفها لشرائها. ولكن للأسف أن معظم منتوجات هذه الشركات تباع في مواقع غير متخصصة كالصيدليات لأنها غير مصرحة إلا أن اغلب الناس تبحث عنها.
مجرد كلام
وحول فائدة هذه المنتوجات يؤكد عبداللطيف السمين أن هذه الأدوية والمنتوجات الخاصة بالتخسيس وإنقاص الوزن مجرد كلام, وان الدعاية الكبيرة لهذه المواد ما هي إلا لعبة ومجرد دعاية كاذبة, مضيفا ان التجربة خير برهان حيث يصاب من يستخدمها بالترهل وأمراض أخرى.
تضخيم المرض
ويرى عبدالكريم كلثوم (صيدلي) إن شركات التسويق لمنتوجات التخسيس ضخمت أمراض السمنة بشكل سلبي وزرعت الخوف لدى اغلب الناس لكي تبيع أكثر كمية من منتوجاتها, و المعروف أن هذه المنتوجات اغلبها غير مرخصة من قبل وزارة الصحة, وبالتالي فهي تشكل خطرا على الصحة, ويستدرك كلثوم: انه توجد أدوية جيدة تباع في الصيدليات بموافقة وزارة الصحة ولا تشكل خطرا على صحة الإنسان.
تشديد الرقابة
ويرفض جواد البوصالح التعامل مع هذه الأدوية والمنتوجات قائلا: إني لا أثق في المنتوجات والأدوية التي تباع في الصيدليات او خارجها لان سلبياتها أعظم, وان 80 بالمائة منها غير صحيحة وهي خطرة, وان أفضل الحلول بممارسة الرياضة بكافة أنواعها حسب كل عمر, ويطالب البوصالح بتشديد الرقابة على الصيدليات ومحلات بيع منتوجات التخسيس.
أوقات الحملات
وتشهد الصيدليات ومحلات بيع منتوجات التخسيس إقبالا كبيرا من قبل الناس عن ذلك يقول ساري قسيم(صيدلي) ان عدد الذي يترددون على الصيدلية للسؤال وشراء أدوية التخسيس بالعشرات, ويزداد الإقبال في أوقات الحملات الصحية مثل حملة الضغط والسكري.
مراكز نصب واحتيال
ونتيجة انتشار مراكز التخسيس غير الحقيقية في المملكة فقد حذر وزير الصحة الدكتور حمد المانع من التعامل مع المراكز التي تدعي قدرتها على العلاج ب "البصمة" واصفا ذلك بالنصب والاحتيال القصد منه سرقة أموال المواطنين تحت إدعاء العلاج من السمنة, ويضيف الوزير: على جميع المراكز الصحية الأهلية والمستشفيات الحكومية التي تقوم بهذا العمل عدم الضحك على المواطنين أو ادعاءها القدرة على علاج الأمراض المستعصية.
مكافحة زيادة الوزن
ولأجل مكافحة السمنة نظمت وزارة الصحة حملة وطنية لمكافحة زيادة الوزن والبدانة في إطار خطتها الاستراتيجية للتوعية والوقاية والتي تستمر ستة اشهر وقد دشن وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع فعاليات هذه الحملة.
وازن حياتك
ويقول د. المانع(وزير الصحة): ان جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالمناطق والمحافظات ستشارك في فعاليات الحملة كما ستعمل على بث الوعي بين المواطنين والمقيمين من خلال المحاضرات والندوات والنشرات والبروشورات والبرامج المتلفزة والإذاعية وعبر وسائل الإعلام.
ويضيف د. المانع: ستركز الحملة على أهمية اتباع الإرشادات الطبية والعمل على الحمية الغذائية التي تعتبر من أهم سبل الوقاية والسمنة التي تسبب العديد من الأمراض المزمنة وعلى رأسها ارتفاع السكر وأمراض القلب وتعمل الوزارة على الوقاية من العديد من الأمراض العصرية ومنها انتشار مرض البدانة بين الأطفال والكبار من ذكور وإناث موضحا أنه سيكون شعار الحملة (وازن حياتك).
أطفالنا في خطر
تعد نسبة الإصابة بهذا المرض عالية جدا في المجتمع السعودي الا ان الأخطر من ذلك الزيادة المستمرة في نسبة المصابين به حتى بين الأطفال والشباب ويرجع السبب الأساسي لهذه الزيادة إلى تغير نمط وأسلوب الحياة وعدم ممارسة أي نشاط حركي مما يعني ان هؤلاء يتعرضون للإصابة بأمراض خطيرة في المستقبل.
فالطفل البدين قد يصبح في الغالب بديناً عندما يكبر اذ لم تكن العائلة واعية لسلبية الوزن الزائد للطفل في المستقبل، ولهذا من المهم جدا تعليم الأطفال منذ الصغر عادات الأكل الصحية المتوازنة في الغذاء, وان الوقاية خير من العلاج.
الثقافة الطبية في المدارس
المدرسة تعتبر البيت الثاني للطفل للتعلم وكسب العادات الجيدة ولهذا لابد من التركيز على تعليم الأطفال العادات الغذائية السليمة وذلك عبر تفعيل دور الوحدة الصحية المدرسية, وإجراء الدراسات حول أسباب انتشار السمنة بين الطلبة والطالبات ووضع الحلول العملية والمناسبة.
زيادة وزن الطالبات
و تقول ندى الباحسين (صيدلانية من الوحدة الصحية المدرسية بالخبر): جاء استبيان شمل مجموعة من طالبات المدارس في جميع المراحل الدراسية ان اغلب الطالبات عللن عدم تناولهن وجبة الإفطار بعدم وجود من يجلس معها على مائدة الإفطار في ظروف انشغال الوالدين أو أحدهما في العمل وقد توصلت الدراسة التي شملت عددا من مدارس الخبر والظهران إلى أن أكثر من نصف العينة من الطالبات كن ضمن الوزن الطبيعي ولكن هناك مؤشرا وميلا لزيادة الوزن والسمنة بين الطالبات وهذا يتوافق مع الدراسات التي أجريت في المملكة ودول الخليج العربي.
السمنة في المدارس
ويلحظ من يتجول في المدارس ان السمنة تنتشر بين الطلبة في القطاع التعليمي في جميع المراحل, عن سبب ذلك يقول جواد السمين ان لكثرة الوجبات في غير وقت الوجبة, وشراء الطلبة للغذاء في كل وقت للتسلية بدون إرشاد أسري دورا في زيادة الوزن, ويضيف السمين ان وجود الوجبات السريعة المشبعة بالدهون والسعرات الحرارية في المدارس تساهم في السمنة بين الطلبة.
سمنة بين الرضع
أكدت الدراسات الصحية أن 52 في المائة من إجمالي تعداد البالغين في المملكة مصابون بالسمنة، في حين تصل هذه النسبة إلى 18 في المائة بين من هم في سن المراهقة و15 في المائة بين الأطفال قبل سن المدرسة، حتى الأطفال الرضع تفشت لديهم ظاهرة السمنة وذلك بنسبة 7 في المائة. ويؤكد مختصون في علم التغذية في المملكة على ظهور تغييرات في الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية بشكليها الكمي والنوعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي.
المستحضرات العشبية
ويحذر الدكتور محمد حسن حتاحت (استشاري الغدد الصماء والسكري في مجمع الملك فهد الطبي العسكري) من المستحضرات العشبية التي تسمى بشاي الرشاقة بأنها عبارة عن أعشاب ذات خواص مليّنة ومسهلة إذ تسبب إسهالاً مزمناً وسوء امتصاص الأغذية من الأمعاء فتكون خسارة الوزن على حساب فقد الجسم العناصر الغذائية الأساسية كالأملاح والفيتامينات والمعادن مما يسبب مضاعفات على الجهاز الهضمي.
استشارة الطبيب
على من يريد استعمال المستحضرات العشبية و منتوجات التخسيس التي تباع في الأسواق عليه مراجعة الطبيب لأنه الأقدر على تحديد ملاءمة ومقدار التعاطي للمستحضر الدوائي لان كل شخص يختلف عن الآخر.
العلاج الجراحي
توجد جراحات متعددة الصور منها شفط الدهون وهي وسيلة لإصلاح القوام ونحته حيث تتراكم الشحوم في بعض الأماكن دون الأخرى ويؤكد أن هذه الوسيلة مقتصرة فقط على تعديل شكل الجسم وليس لإنقاص الوزن حيث تبدأ العملية بتسييح الدهون ثم شفطها بالطرق الميكانيكية وتنزع منها الخلايا الدهنية ويصاحب هذه العملية انكماش ثانوي للجلد حيث يتم التخلص من الترهلات الجلدية البسيطة والمتوسطة عن طريق شد المنطقة بعد الجراحة بمشمع لاصق على أن يرتدي المريض مشدا ضاغطا لفترة لا تقل عن ستة أسابيع.
عمليات شفط الدهون
عبدالله الغريب له تجربة مع عملية شفط الدهون في القاهرة عن تلك التجربة يقول: كنت أعاني بدانة مفرطة وشعرت بالضيق من ذلك فقرأت عن عملية شفط الدهون لدى طبيب شهير في القاهرة فسافرت الى هناك حيث أجريت العملية, بعد اجراء العملية شعرت بآلام حادة جدا في الصدر والبطن لا توصف واستمرت الآلام فترة طويلة, ويختم كلامه بأنه لم يجن من هذه العملية فائدة سوى الالم وخسارة المال وعودة الشحوم والبدانة من جديد.
عملية تدبيس المعدة
محمد مبارك يعاني سمنة مفرطة جدا ووزنا مرتفعا ومشاكل صحية ونفسية بسبب السمنة وبعدما تعب من استخدام الأدوية وممارسة الرياضة (كما يقول) ذهب إلى عيادة السمنة في احد المستشفيات الأهلية في المنطقة الشرقية حيث تم إجراء عملية تدبيس للمعدة بمبلغ 25 ألف ريال, وقد مضى على إجراء العملية أكثر من سنة وانخفض وزنه بشكل تدريجي أكثر من 40 كيلو جراما.
المرأة والسمنة
تمثل السمنة أهم المشاكل الصحية التي تواجه المرأة طبقا لآخر الأبحاث العلمية، وهناك ارتباط وثيق بين زيادة وزن السيدات والوفيات بالسرطان.
وان زيادة وزن الفتيات في مرحلة البلوغ تؤدي إلى زيادة نسبة الإصابة بسرطان المبيض في مرحلة ما بعد انقطاع الدورة الشهرية، وحدوث تكيسات على المبايض وقد تكون سببا لحدوث العقم,ومسئولة عن زيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي وسرطان الرحم بعد انقطاع الدورة الشهرية.
كما أن للسمنة أضرارا كبيرة بالنسبة للحمل والولادة فتتسبب في ارتفاع ضغط الدم للحامل والإصابة بتسمم الحمل، والإصابة بمرحلة السكر وزيادة فترة الحمل لتصل إلى نحو42 أسبوعا وزيادة احتمالات الولادة بعملية قيصرية لأنه في معظم الأحوال يكون حجم الجنين كبيرا وقد يؤدي أيضا إلى بعض العيوب الخلقية في الجنين.
الرضاعة والبدانة
أشارت الدراسات الحديثة إلى أن النساء البدينات عرضة أكثر إلى التوقف عن إرضاع أطفالهن مقارنة مع النساء الرشيقات. حيث تبين ان النساء البدينات لديهن استجابة اضعف لهرمون البرولاكتين أثناء الإرضاع. وتوصل الأطباء إلى أن النساء البدينات ينتجن كميات قليلة جدا من الهرمون في أول 48 ساعة بعد الولادة وبمعدلات قليلة خلال الأسبوع الأول من الإنجاب. إلا أن العلماء لم يجدوا أي اختلاف في مستوى بروجستيرون وهو الهرمون الذي يحافظ على الحمل ويساعد في إنتاج الحليب بمجرد أن تخفض مستوياته بعد الإنجاب.
التوعية
وذكر المشرف العام على الإعلام والتوعية الصحية الدكتور خالد بن محمد مرغلاني ان حملة وزارة الصحة في مكافحة السمنة تركز على أمرين أولهما اطلاق اشارة الخطر لمن يعانون البدانة الزائدة ومساعدتهم على عدم السير قدما في إهمال صحتهم, والثانى التوعية الوقائية المسبقة لمن ليست لديهم فكرة واسعة حول ما يمكن أن يؤدى إليه هذا الافراط من مشاكل صحية.
أفضل الحلول
تفادي السمنة قبل الوقوع فيها، ويكون ذلك بكل بساطة عن طريق التوعية بالأسباب منها النفسية والعادات وعدم انتظام الأكل وزيادة في الأكل وليس في نوعيته, ووجود الإرادة القوية والعزيمة والإصرار.
إن علاج البدانة يعتمد على تغيير نمط الحياة باتباع نظام غذائي صحي متوازن للجسم يوفر حاجاته من الأغذية, وممارسة الرياضة في شكل منتظم, وينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية. و الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة وممارسة الرياضة بكافة أنواعها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.