برعاية صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وزير التربية والتعليم عقد أمس الثلاثاء مؤتمر الحماية من السمنة والذي نظمته مجموعة الاممالمتحدة الفنية للصحة بالتعاون مع الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة "كيل" وبدأت أعمال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة للدكتور إبراهيم الزيق رئيس مجموعة الأممالمتحدة الفنية للصحة وممثل منظمة اليونيسيف لدول الخليج العربي أثنى فيها على رعاية سمو وزير التربية والتعليم لأعمال المؤتمر، مشيداً بتعاون " كيل" في تنظيم هذا التجمع العلمي في إطار جهودها لمكافحة أمراض السمنة. ارتفاع نسبة السمنة في الدول الخليجية 12% في المرحلة الابتدائية وألقت د. أمل كنانة رئيسة قسم التغذية العلاجية بمدينة الملك سعود، عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمكافحة السمنة كلمة عن مخاطر السمنة وضرورة تضافر الجهود في مكافحتها، كما عرضت لنماذج من برامج "كيل" في مجال التوعية بمخاطر السمنة في المملكة. وبدأت أولى الجلسات العلمية للمؤتمر والتي ترأستها الأستاذة هيفاء آل مقرن مسؤولة البرامج ببرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بورقة بعنوان الأبعاد المختلفة للسمنة قدمها الدكتور عاصم الفدا مدير المركز الجامعي لأبحاث السمنة بجامعة الملك سعود وعرض من خلالها لتعريف السمنة وعدد من التدابير لقياس الشحوم في الجسم والتي توصي بها منظمة الصحة العالمية في تشخيص السمنة، مؤكداً وجود علاقة وطيدة بين تراكم الشحوم في منطقة البطن بأمراض السكري وارتفاع ضغط الدم. جانب من الحضور وتطرق الدكتور الفدا إلى وسائل قياس الشحوم في منطقة البطن والتي تشمل أشعة الرنين المغناطيسي وقياس نسبة محيط الورك للخصر، كما تطرق لأبرز مسببات السمنة، ومنها خلل الوظائف الهرمونية العصبية أو اضطرابات الغدة الدرقية أو نتيجة لتناول بعض العقاقير الطبية، إلى جانب العوامل الوراثية والعادات الغذائية غير الصحيحة مؤكداً أن تدخين الأمهات خلال فترة الحمل يرفع نسبة إصابة الأطفال بالسمنة بنسبة 50% . وأشار د. الفدا في ورقته إلى أن أكثر من 315 مليون شخص في العالم يعانون من السمنة بحساب مؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى 750 مليون شخص يعانون من زيادة الوزن، مؤكداً أن معدلات انتشار السمنة بين النساء أكبر من معدلات زيادة الوزن والتي تزيد بصورة ملحوظة بين الرجال. وأكد د. الفدا أن السمنة مسؤولة بصورة مباشرة عن نسبة 50% من الوفيات في العالم سنوياً، في حين بلغت نسبة الوفيات بسبب ارتفاع ضغط الدم 13% و9% بسبب التدخين و6% بسبب السكري و6% لقلة النشاط البدني. وأشار د. الفدا أن معدل انتشار السمنة وزيادة الوزن بين الأطفال قبل سن المدرسة وصل إلى 8 - 9 % من الأطفال في الكويت والسعودية، بينما تجاوز 40% لدى البالغين من سكان المملكة. وفي الجلسة الثانية من أعمال المؤتمر قدم د. سليمان الشهري مدير الصحة المدرسية بوزارة الصحة واستشاري صحة الأطفال والصحة العامة ورقة حول السمنة في منطقة الخليج وجهود الصحة المدرسية بالمملكة في مكافحتها عبر مجموعة من البرامج التي تستهدف تغيير السلوكيات المسببة للسمنة بين طلاب المدارس منها برنامج "صحتي في غذائي" وبرنامج "صحة البلوغ" وغيرها، ونشر ثقافة التغذية الصحية وممارسة الرياضة بين الطلاب. وثم قدم الأستاذ الدكتور عبدالرحمن مصيقر رئيس وحدة الدراسات الغذائية والصحية بعمادة البحث العلمي بجامعة البحرين ورئيس المركز العربي للتغذية ورقة أكد خلالها ارتفاع نسبة السمنة في بعض الدول الخليجية 12% من الأطفال في المرحلة الابتدائية وترتفع إلى 46% في مرحلة المراهقة، مؤكداً أن 74% من الرجال في السعودية يعانون من السمنة وزيادة الوزن مقارنة بما يزيد عن 79% من النساء. وأشار د. مصيقر إلى عدد من العوامل المرتبطة بالسمنة في دول الخليج منها العوامل الغذائية وأنماط استهلاك الغذاء والتغير في أسلوب المعيشة وقلة النشاط البدني، إلى جانب العوامل البيولوجية لافتاً إلى ضرورة العمل على تعزيز جوانب الوقاية من السمنة بدرجة أكبر من إجراءات علاجها، لارتفاع تكاليف علاجها وارتباطها بعدد كبير من الأمراض المزمنة واليت تشكل 50% من الوفيات السنوية في دول الخليج العربية. وقدمت الأستاذة رزان ساهوري الاستشارية بمنظمة اليونيسيف ورقة بعنوان تجربة اليونيسيف بالإمارات العربية المتحدة في مجال مكافحة السمنة وتعزيز الإجراءات الوقائية ونشر ثقافة التغذية.