تعد الفواكه الصيفية من أبرز مظاهر النشاط الاقتصادي الموسمي في المحافظات والمراكز الجبلية بمنطقة عسير، منذ مئات السنين ، حيث تضم مزارع أهالي السروات أنواعاً متعددة من الحبوب والفواكه التي تشهد إقبالاً كبيراً من الزوار والباحثين عن الأجواء المعتدلة خلال فصل الصيف. وأظهرت جولة ميدانية لمراسل وكالة الأنباء السعودية "واس" في عدد من المزارع في مركز "بللحمر" بشمال منطقة عسير ، وفرة الإنتاج الزراعي وجودته واكتمال نضج العديد من الفواكه الصيفية وخصوصاً العنب والتين . وأسهمت التقنيات الحديثة في رفد المزارعين بتجارب جديدة في مجال زراعة الفواكه ، حيث تم خلال السنوات الأخيرة زراعة أنواع جديدة لم تكن معروفة سابقاً في منطقة عسير ،منها أنواع من العنب الذي يزرع في مواقع مختلفة من العالم مثل العنب الفرنسي والعنب الإيطالي والعنب الأردني إضافة إلى العنب البلدي المعروف من القدم في جبال السروات والحجاز بشكل عام. وكانت الزراعة في منطقة عسير تعتمد على مواسم الأمطار وبعض الآبار والعيون الجارية ، مما يجعل الإنتاج محدوداً في بعض المواسم ، إلا أن استخدام أساليب الري الحديثة وخصوصاً الري بالتنقيط ، شجع المزارعين على الاستفادة من مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة ، التي يأتي حصادها خلال موسم الصيف ، متوافقاً مع توافد آلاف الزوار والمصطافين إلى منطقة عسير، مما جعل الفاكهة الصيفية من أهم خياراتهم . وعرفت زراعة العنب والفواكه الصيفية في المواقع الجبلية بمنطقة عسير منذ القدم حيث كانت تصدر إلى خارج المنطقة للاستفادة من عائدها الاقتصادي. وأطلقت وزارة البيئة والمياه والزراعة ، المرحلة الأولى من مبادرة "تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار في الجنوب الغربي من المملكة" خلال شهر أبريل الماضي ، بهدف إعادة تأهيل المدرجات الزراعية بمنطقة عسير ، مما يساعد المزارعين في التحول من الزراعة التقليدية للزراعة العضوية. وأوضحت الوزارة أن الزراعة العضوية تهدف إلى إنتاج الغذاء الآمن ذي الجودة العالية، والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وترشيد استهلاك مياه الري، إضافة إلى رفع مستوى الإنتاج العضوي ودعمه. وبلغ عدد المستفيدين في المرحلة التمهيدية لمبادرة تأهيل المدرجات الزراعية وتقنيات حصاد مياه الأمطار بالمناطق المستهدفة إلى 500 مزارع وقد تمثلت الخدمات التي قدَّمتها الوزارة بالتعاون مع مجلس الجمعيات التعاونية في أعمال التسوية وبناء الجدر والقطع الصخري للمدرجات، وأعمال التسوية وبناء الجدر للسدود الصغيرة بهدف حصاد الأمطار، إضافة إلى بناء خزانات مياه خرسانية وتركيب شبكات ري بتقنيات مختلفة وتوفير ترب زراعية وتقديم شتلات مختلفة تجاوزت 40 ألف شتلة من البن والموز والرمان واللوز والخوخ والورد والعنب.