إعداد: عوض الوادعي لاتزال الأكلات الشعبية, المشهورة في منطقة عسير, تحتفظ بمكانتها على السفرة الرمضانية, سواء على وجبة الإفطار, أو وجبة السحور, وعلى الرغم من التطورات الكبيرة في عمليات طهي الأطعمة وتجهيزها بواسطة الأجهزة الحديثة , وتزايد محلات ما يعرف بالوجبات السريعة وسرعة تجهيزها بل وإيصالها إلى المنازل خلال دقائق ,إلا أن الغالبية العظمى من الأهالي ,لايزالون متشبثين بحب الأكلات الشعبية القديمة والتي احتفظت بشعبيتها ,خاصة في أوساط كبار السن من الجنسين ,والذين توارثوها جيل بعد جيل ولم يستطيعوا تركها أو استبدالها, ولعل من الأشياء الجميلة هواستمرار ,عادة تبادل الأكلات الشعبية بين الجيران في الحي الواحد أوبين قاطني القرى المتناثرة هنا وهناك في مختلف محافظات منطقة عسيرليدل بما لايدع للشك مدى طيبة هولاء الناس وعلى العلاقات القوية بينهم القائمة على مبادئ الدين الإسلامي الجميلة من التراحم والتسامح والتلاحم . وخلال جولة ل"واس " في عدد من المواقع التي تسوق وتبيع مثل هذه الأكلات الشعبية في محافظات ظهران الجنوب والحرجة وسراة عبيدة وجلهم من الأسر المنتجة ,وجدنا إقبال كبير من الأهالي على أكلات ما يعرف بالحنيذ والفتوت"المخموعة" والعريكة والمشغوثه والجريش والمرقوق والعصيد, والفحسة والفتة والمشرع ,والقورمة ,بالإضافة إلى السمبوسة والحلبة ,واللهيدة ,وخبزورقش الميفا . ومع حلول شهر رمضان الكريم الحالي برز اسم "أم فيصل " والتي اشتهرت في ظهران الجنوب بطهي العديد من الأكلات الشعبية المفضلة لدى الصائمين كمشارع البر والسمن مع العسل والمشغوثة والعصيد وهي أكلة مشهورة تعد من حبوب القمح أو الذرة المطحونة وخلطها مع الماء، في القدر بطريقة خاصة فوق النار بوساطة عود من الخشب يُسمى "المحوش" و يتم تحريكها وخلطها بصفة مستمرة أثناء الطهو حتى تصبح خالية من حبات الطحين. وتُؤكل العصيدة - عادة - مع المرق، وبعضهم يأكلها مع اللبن. وتختلف طريقة أكل العصيدة عن غيرها من المأكولات الأخرى، فالآكل يقوم بقبض اللقمة ثم عمل حفرة في وسطها حتى تصبح بشكل فنجان القهوة، ثم يملؤها بالمرق أو اللبن, وقالت أم فيصل أن الإقبال الكبير عليها يكون في وجبة الفطور حيث يتم توصيلها للزبائن في أواني خاصة ,وفي محافظة الحرجة أكد أحد الزبائن ويدعى محمد القحطاني أن أكلة الحنيذ تعد من الأكلات التي لايمكن الاستغناء عنها على المائدة الرمضانية وقال أنه اعتاد صنعها واعدادها بنفسه بمساعدة أبناءه الذين يقومون بتوزيعها على الجيران والأقارب طمعا في الأجر والثواب ,ومن جانب آخر زيادة في أواصر العلاقات الحميمية بين أبناء المجتمع الواحد , وعن كيفية إعداد أكلة الحنيذ التي عادة ما تأكل خبز التنور البلدي أوضح القحطاني أن الذبائح الصغيرة من الخرفان والماعز مطلب رئيسي لهذه الأكلة المشهورة وقال يتم تقطيع الذبيحة بطريقة خاصة ، ثم توضع في حفرة تعرف "بالمحنذ" المبنى من احجار معينة بعد أن تُصلى باللهب الشديد، ويتم وضع اللحم داخلها بطريقة منظمة، ويُفصل بين اللحم والجمر بحاجز من أغصان أشجار معينة تنمو في الأجزاء التهامية هي: المرخ، ثم تُغطى الحفرة بالأكياس، وتُغطى بعد ذلك بالتراب كيلا يخرج من الحفرة أي بخار. وبعد مدة لا تتجاوز ساعتين يُستخرج اللحم ويُضاف إليه الملح ويصبح جاهزًا للأكل. وعلى جانبي الشارع الرئيسي بمحافظة سراة عبيدة تنتشر محلات الأسر المنتجة حيث تبرز العديد من الأكلات الشعبية ذات النكهة الجميلة والمذاق الأخاذ والتي تعد في المنازل ويعرضها مجموعة من الشباب أحدهم يدعى علي صالح الذي أكد لنا زيادة مبيعاته خلال شهر رمضان المبارك وقال أن االطلب على الاكلات الشعبية كبير سواء من قبل اهالي المحافظة أو من عابري الطريق الدولي أو حتى من قبل القائمين على وجبات إفطار الصائمين في المساجد ,وأشار أن خبز الميفا والرقش و السمبوسة وشربة اللحم والفتة والفتوت "البر مع المرق واللحم"هي أكثر الأكلات المطلوبة في رمضان.