بدأت اليوم بالقاهرة أعمال الاجتماع التاسع والعشرين للجان التضامن العربية الذي نظمته منظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية تحت عنوان "الحفاظ على الدولة الوطنية"، بحضور ممثلي لجان التضامن العربية من 11 دول عربية. وأكد مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون متعددة الأطراف والأمن الدولي السفير إيهاب فوزي، موقف بلاده الثابت من حتمية الحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية وعدم المساس به، فضلاً عن عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول. وأشار إلى أن المنطقة تشهد محاولات للنيل من مفهوم الدولة الوطنية القائمة على مفاهيم المواطنة والديمقراطية والمساواة خاصة في ظل تفشي ظاهرة الإرهاب والتطرف وتفاقم الصراعات الطائفية، والنزاعات الأهلية الداخلية والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى جرائم الاتجار في البشر والاتجار غير المشروع في الأسلحة والمخدرات. وشدد "فوزي" على أنه لا يمكن الخروج من تلك الأزمة التي تواجهها سوريا أو إنهاء الكارثة الإنسانية التي تعيشها اليمن أو استتباب السلام في ليبيا إلا باستعادة الدولة الوطنية بجميع مؤسساتها، مطالبًا بضرورة تعزيز التعاون القائم بين الدول وحشد الجهود الحثيثة للتعامل مع أزمات المنطقة، أملاً في بناء مستقبل أكثر رخاءً ينعم شعوبه بالسلام. من جانبه، قال السكرتير العام لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية نوري عبد الرازق في كلمته أمام الاجتماع إن الوضع الدولي والإقليمي يزداد تدهورًا بوتيرة غير مسبوقة، محذرًا من خطر التسلّح النووي والإرهاب الذي أصبح يتعاظم يوميًا وينتشر عالميًا بما ينعكس على الأحداث الدولية والإقليمية. وأضاف أن الأوضاع في سوريا تزداد تعقيدًا لاسيما بعد التهديد بما يسمى بالخطر الإيراني، إضافة إلى قرار الرئيس ترامب بوضع الجولان تحت السيادة الإسرائيلية معارضًا بذلك قرارات الشرعية الدولية ومجلس الأمن التي تقول إن الجولان أراضي سورية محتلة. وأوضح أن الحرب الجارية في اليمن هي حرب بالوكالة بامتياز، معربًا عن أسفه لفشل الوساطات الدولية من قبل الأممالمتحدة في إحداث أي انفراجة، مبينًا أن الأزمة اليمنية تحتاج إلى جهود دولية وإقليمية مكثفة وتفعيل أكثر لدور الأممالمتحدة ومبعوثها الدولي للعمل على حلها. وأفاد "عبدالرازق" بأن الأجندة الليبية أصبحت مكشوفة أمام جميع القوى في الخارج، وانقسمت الولاءات مما زاد من تعقيد الأزمة في ليبيا، وأصبح تحقيق المصالحة بحاجة إلى أجندة واحدة وطنية كشرط ضروري لاستعادة ليبيا عافيتها. ونوّه السكرتير العام لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية الآسيوية إلى أن الانقسام بين الفصائل الفلسطينية لا يزال عاملاً سلبياً في تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه، مبينًا أن هذا الانقسام يؤثر على الزخم العالمي في تأييد قضايا الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يستوجب من الفلسطينيين ضرورة انهائه.