تشهد منطقة الحدود الشمالية هذه الأيام ربيعًا استثنائيًا لم يحدث منذ ما يقرب من 20 عامًا مضت، حيث كست الألوان أرض الشمال بالأخضر والأحمر والبنفسج والأصفر وذلك من مركز شعبة نصاب مرورا بمحافظتي رفحاء والعويقيلة ومدينة عرعر وصولاً إلى محافظة طريف بمساحة إجمالية تقدر ب 127 ألف كم2. ويحظى القطاع السياحي في منطقة الحدود الشمالية بعناية واهتمام صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير المنطقة الذي يوجه دائمًا برفع حالة التنسيق بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والقطاعات الحكومية والخاصة لدعم وتشجيع البرامج والمشاريع والأنشطة المتعلقة بالنشاط السياحي، وكذلك توظيف المواقع التاريخية بمنطقة الحدود الشمالية، فضلا عن تنشيط الحركة السياحية وتطوير قطاع الإيواء السياحي، ومشاريع الهيئة للعناية بالتراث والآثار والمتاحف والفعاليات والبرامج المتعلقة بها ، إيماناً من سموه بأهمية السياحة المحلية في التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030 . وفي ذلك السياق أوضح مدير عام الهيئة بالمنطقة المكلف محمد بن عبد الرحمن الزمام أن السياحة في منطقة الحدود الشمالية تهدف إلى زيادة الفرص الاستثمارية بالمنطقة والاستثمارات في المشروعات السياحية، مبينًا أنه سيتم أيضًا تسويق المنطقة كوجهة سياحية استثمارية جاذبة والتعريف بالتنمية السياحية بالمنطقة والتسويق للمواقع والوجهات السياحية وذلك من خلال الملتقيات التي تُنظمها الهيئة وتشتهر منطقة الحدود الشمالية بنمو الزهور الموسمية مثل :الزعتر، البعيثران، شجيرات الرمث، الروثة، الأقحوان , الجهق , الهرم , الخزامى , النفل، الشيح، القيصوم التي غطت المناطق البرية في منظر جمالي آسر للعين والقلب معًا. وجذب الربيع هذا العام مجموعات من المتنزهين والزوار من مختلف مناطق المملكة ومن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وشهدت فنادق مدينة عرعر في أوقات نهاية الأسبوع إشغالاً تامًا بنسبة 100%، وتزايد الطلب على "الفقع" المتوفر هذا العام بكميات كبيرة، وسط أسعار مختلفة تعد في مجملها في متناول الجميع، وأشهر أنواعه الزبيدي المتميز بلونه الأبيض، والكمأ الأسمر. وتتميز منطقة الحدود الشمالية بوصفها منطقة رعوية يكثر فيها رعي الأغنام والإبل نظرًا لتوافر المراعي الواسعة، بالإضافة إلى تعدد المحميات الطبيعية مثل محمية معيلة والعويصي والغرابة وحرة الحرة التي تنتشر فيها النباتات العطرية . وتجوّل مندوب وكالة الأنباء السعودية في منطقة الحدود الشمالية في المواقع الطبيعية القريبة من مدينة عرعر، والتقى العديد من المتنزهين والسياح، ومنهم المواطن فهد العنزي الذي قال إن أهالي المنطقة يفضلون الخروج للبر هذه الأوقات للتنزه بين الأعشاب الملونة والنباتات الصغيرة في براري عرعر البكر، بينما أعرب المواطن إبراهيم الحبلاني عن سعادته وأسرته في التنزه بين ألوان الطبيعة الخلابة في عرعر التي بدأ الزوار يتوافدون عليها من كل مناطق المملكة ومن دول الخليج العربية للتخييم في مواقع متعددة منها : الغرابة،القرية، زهوة، الدبوسة. كما التقى مندوب "واس" السائح حمد بن ناصر من دولة الكويت الشقيقة الذي أكد أنه يحرص كل عام على الاستمتاع بمناظر ربيع منطقة الحدود الشمالية، مبينًا أنها تميزت هذا العام بألوان طبيعتها الخلابة وهوائها النقي الذي ينعش المكان على مساحات المنطقة الشاسعة، في حين قال السائح سالم الهاجري من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة إن جمال طبيعة عرعر هذا العام تفوق كل الوصف، وأجد نفسي مع أسرتي بين أهلنا في عرعر حيث الأخوة والمحبة وكرم الضيافة الأصيلة.