سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
متنزه وطني يضم أكثر من 300 نوع من الطيور الجارحة والهجينة... وأنواعاً غنية للحياة الفطرية . الطقس الربيعي والطبيعة الجغرافية يتحالفان مع "عسير" لكسب السياح
يتحالف الطقس الربيعي والطبيعة الجغرافية مع صيف عسير. فكان للمنطقة أن كسبت جولات متلاحقة في ميدان التنافس على استقطاب السياح سنوياً. إذ بفضل هذين العنصرين الحاسمين يتقاطر السياح على منطقة عسير سنوياً من السعوديين والمقيمين وأبناء منطقة الخليج. وفي السنوات الأخيرة باتت مركز استقطاب للسياح الاجانب بصورة محدودة، إنما يرى المعنيون أنها مشجعة. لا يمكن للسائح أن يزور منطقة عسير من دون أن ترسخ في ذاكرته مشاهد الغيوم والسحب التي تعانق القمم الخضراء لسلسلة جبال منطقة عسير. ومُنحت المنطقة مناظر واسعة للطبيعة الخضراء من خلال المتنزهات والغابات الصغيرة. إذ تعد المتنزهات نقطة قوة حاسمة لعشاق الرحلات البرية واكتشاف أنواع الأشجار وما يحيطها من خضرة. وتفخر المنطقة بمتنزه عسير الوطني، وهو أول منطقة محمية للنبات والحيوان تعتمدها الحكومة السعودية قبل ما يزيد على ربع القرن. وتبلغ مساحتها 455 ألف كيلومتر. والمتنزه مكون من منظومة متنزهات، خصصت بقصد الحفاظ على الطبيعة، وتوفير مجال فريد للتنزه. وبعد اعتماده منطقة محمية تضم فصائل مميزة تتجاوز 300 من أنواع الطيور الداجنة والجارحة، إضافة إلى الحيوانات البرية مثل الضبع والسعادين وابن آوى والذئاب والثعالب، شهد المتنزه مشاريع تطوير عدة، ليجمع بين الخدمات العصرية مع الحفاظ الدقيق على الطبيعة كما هي. ويصنفه الموقع الرسمي لإمارة منطقة عسير بأنه:"يجمع بين المنجزات العصرية المتقدمة في مجال إنشاء المتنزهات، والبيئة المميزة التي توجد في عسير، ما بين جبال شاهقة ومنحدرات حادة ووديان عميقة وغابات كثيفة وسواحل مرجانية، مع ما فيها من مصادر للمياه ومنابت لأنواع معينة من النباتات التي لا تنمو في غير هذه المنطقة". وروعي في إنشاء هذه المتنزهات الحفاظ على الطابع التقليدي للمنطقة، واعتمدت الهندسة التطويرية للمتنزهات على مواد مستخرجة من أرضها، فيما استوحى المصممون الطراز العمراني الشعبي للمنطقة في الخطوط الأساسية للمنشآت التي أقيمت على امتداد مساحات المشروع. وبموقعه الجنوبي المميز الذي يجاور الجبال الشامخة المكونة من الصخور البركانية المعروفة بالدرع العربي، تكونت في الوقت نفسه التي تكونت فيه بنية جبال الألب. بحسب الموقع الرسمي. وتسببت الحركات الجيولوجية في زحزحة غطاء هذه الكتلة إلى أعلى، ليصل ارتفاعها إلى 3 آلاف متر مربع فوق سطح البحر، يغطي هذه الكتلة غطاء نباتي كثيف تغلب على أنواعه أشجار العرعر المعمر، ويتدرج هذا الغطاء النباتي في كثافته ونوعيته من ساحل البحر الأحمر غرباً إلى قمة جبل السودة شرقاً. وبحسب الموقع، فإنه منذ الأزل تميزت هذه المنطقة بطقسها اللطيف نتيجة للارتفاع ولهبوب الرياح الموسمية"لذا تباينت أحوالها المناخية تبعاً للارتفاع عن سطح البحر، ومن خلال التنوع الفريد المتدرج من شاطئ البحر الأحمر إلى السهل الساحلي فتهامة فالجرف فقمة الجبل، إلى تنوع أنماط المعيشة والحياة الاجتماعية لهذه المنطقة التي تزخر بكثافة سكانية كبيره". وكان متنزه عسير أول متنزه وطني على مستوى المملكة في منطقة عسير، التي تنفرد بكل المعطيات سعياً وراء حفظ مظاهرها الطبيعية والعملية وإبراز الأمثلة النموذجية لتراثها وثقافتها، لتستمتع به الأجيال في الحاضر والمستقبل، وخلال فصل الصيف، وبينما تكاد تذوب بقية أجزاء المملكة في درجة حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، سيلمس السائح أن درجة حرارة متنزه عسير الوطني ما أن تصل إلى 29 درجة مئوية في وسط النهار حتى تبدأ في الانخفاض إلى 15 درجة مئوية بقية النهار وخلال الليل. ويوضح الموقع الإلكتروني لمكونات السياحة في عسير، أنه شرع في الدراسات والتصاميم لمتنزه عسير الوطني منذ العام 1976:"وبدأت خطى التنفيذ في منتصف عام 1979 وفتح أبوابه لاستقبال رواده في عام 1981، وبلغت كلفة إنشائه نحو 60 مليون ريال سعودي، ليُجسد بإنشاء بيئة المنطقة في أجزائه المطورة المكونة من مركز الزوار: على بعد كيلومترين فقط من وسط مدينة أبها، الذي يعتبر نقطة الانطلاق لزيارة متنزه عسير الوطني، ففي بهوه وردهاته وصالة عرضه وأجنحته أمثلة صادقة لبيئة المنطقة من الشاطئ إلى قمة الجبل، وجسّدت الوسائل السمعية والبصرية ملامح الحياة في هذه المنطقة، وحكت تاريخها وبيئتها الطبيعية وحياتها الفطرية، مع إعطاء صورة حية عن المواقع المطورة في المتنزه، مع بعض الإرشادات. ومن الملاحظ أن كل هذا الزخم من المعلومات جاء بشكل سلس ومبسط وفي جو من الحيوية والإثارة لتعدد أنماط العرض وصيغه، من صور الحائط الكبيرة، إلى شرائح الصور والأفلام،?فالمجسمات، والحيوانات المحنطة، وشاشات العرض بالصورة وأخرى بالصوت والصورة إلى الأفلام السينمائية وحتى النماذج الحية، وينتهي المطاف بالسائح من دون عناء إلى قمة مركز الزوار، للاستمتاع بمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة لمنحدرات تهامة والقلاع الأثرية على قمم الجبال الشامخة، ويمكن النزول بيسر وسهولة للعبور بين الكتل الصخرية بألوانها وأشكالها المثيرة، تحتضنها شجيرات ونباتات عطرة وسط نسمات الهواء البارد، صيفاً. ويعتبر المتنزه إحدى محطات العربات المعلقة ? التلفريك - التي أنشئت قبل سنوات لربط الجبل الأخضر ووسط مدينة أبها وحديقة أبها الجديدة الترفيهية في رحلة مخصصة للمتعة المعرفية والبصرية.